قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تحاولان الظهور كجبهة موحدة في محاولة لدرء حرب محتملة في اليمن بين جيوشهما الوكيلة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"، أن ليس هناك ضمانات كافية أن الدعوات السعودية-الإماراتية المشتركة التي جاءت بعد أربعة أيام من المحادثات في جدة، ستحظى بالاهتمام على أرض الواقع في عدن، التي باتت مسرحا لأسوأ مواجهات عنيفة.
وتم إبعاد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، الشهر الماضي، من مناطق رئيسية في الجنوب على أيدي انفصاليين جنوبيين تدعمهم الإمارات، مما كشف عن انقسامات حادة بين الحليفتين في الشرق الأوسط، اللذان يخوضان حملة مشتركة ضد المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران.
وفي بيان مشترك أصدرته وسائل الإعلام الحكومية في كلا البلدين يوم الأحد، "جددت القوتان الخليجيتان تأكيد دعمها المتواصل للحكومة الشرعية في اليمن حيث دعتا الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري" لجميع العمليات العسكرية و وقف الدعايات الإعلامية التي تغذي الأعمال العدائية".
وأوضحت الغارديان أنه "في العادة يؤدي النزاع حول مستقبل جنوب اليمن إلى توتر شديد في العلاقات الوثيقة بين المملكتين الخليجيتين الكبيرتين، ويعكس حقيقة أن البلدين ربما كان لديهما دائمًا مصالح إستراتيجية مختلفة شابت تدخلهما المستمر منذ خمس سنوات في اليمن.
وأشارت إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان المقصود من البيان هو مجرد تغطية الانقسامات المستمرة أو أنه سيؤدي إلى إنهاء القتال من قبل القوات الوكيلة المعنية.
وأكدت الصحيفة بأن حالة التصدعات المفاجئة في التحالف زادت من الارتباك في إستراتيجية واشنطن في الخليج ، مما زاد من تعقيد سياستها تجاه إيران بالإضافة إلى فرض تغييرات على نهج إدارة ترامب المتعلقة باليمن، بما في ذلك التقسيم المحتمل للبلاد، كما إن الانقسام قد يضر بمكانة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في واشنطن.
وبدأ النزاع في الجنوب بعد فترة وجيزة من إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة قبل شهرين عن قيامها من جانب واحد بسحب معظم قواتها من اليمن بعد أكثر من أربع سنوات من القتال، تاركة شريكها الرئيسي في التحالف، المملكة العربية السعودية، وقوات الحكومة اليمنية تواصل الحرب ضد الحوثيين.
وفي منتصف أغسطس، استولى مقاتلون من الحركة الانفصالية الجنوبية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، المجلس الانتقالي الجنوبي، على السلطة في عدن، وأطاحوا بالقوات المدعومة من المملكة العربية السعودية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يعيش في الخارج حالياً، حيث لا يزال هادي، الذي أطاح به الحوثيون في عام 2014، معترفًا به من قبل الأمم المتحدة باعتباره الحاكم الشرعي لليمن. وقد هددت السعودية بالرد بحزم على الانتقـالي الجنوبي لإعادة سيطرة هادي.
وقد قام الانتقالي الجنوبي، ومن سبقوه قبل تأسيسه في مايو 2017، بحملات طويلة لاستعادة جنوب اليمن من الشمال، أو على الأقل للحصول على فيدرالية هيكلية.
وأدى اندلاع القتال في الجنوب إلى تعقيد جهود الأمم المتحدة لبدء محادثات بين الحوثيين والحكومة اليمنية.
واعتبرت الصحيفة البريطانية الخلافات الحالية داخل التحالف ستعني أن الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على كل من العاصمة اليمنية صنعاء وشمال البلاد, سيجدون أنفسهم تحت ضغط عسكري منخفض.
وقالت إن في الوقت نفسه، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن السعوديين والإمارات العربية المتحدة لهما أولويات مختلفة في اليمن.
وأضافت، أن السعودية بدت عازمة على إضعاف متمردي الحوثيين في الشمال، خوفًا من وجود إيراني على حدودها مع اليمن، في حين تتركز مصالح الإمارات العربية المتحدة في ضمان عدم خضوع ميناء عدن الجنوبي لسيطرة الحوثيين، الذي قد يعرقل ممرات الملاحة عبر باب الباب الذي تعتمد عليه المصالح الإماراتية بشدة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هيمنة الانتقالي الجنوبي في الجنوب ربما تكون كافية لتحقيق هذه الأهداف الإماراتية، ولكن على حساب تقسيم البلاد إلى قسمين.
أخبار ذات صلة
الإثنين, 09 سبتمبر, 2019
في ظل حراك شعبي ضد انتهاكات الإمارات في اليمن.. هل تنجح الحكومة بالتحرك الدبلوماسي؟ (تقرير خاص)
الإثنين, 09 سبتمبر, 2019
هيئة شعبية يمنية تحذر التحالف من تحويل محافظات الجنوب إلى ساحة حرب
الإثنين, 09 سبتمبر, 2019
"قبائل يافع" تتبرأ من المحسوبين عليها في صفوف الانتقالي وتستنكر الانتهاكات في عدن