اعتبر التنظيم الوحدوي الناصري، اليوم الاثنين، أن ما حدث في العاصمة المؤقت عدن من قبل ميليشيا الانتقالي الإماراتي يعد انقلاباً وتمرداً على الدولة والشرعية، داعياً إلى حوار جدي وندي مع التحالف العربي,
وقال بيان صادر عن الأمانة العامة للناصري اطلع عليه "يمن شباب نت"، إن إقدام مليشيات مسلحة تتبع المجلس الانتقالي بالتمرد على الشرعية واستخدام القوة المسلحة (...) تطورات خطيرة تشكل انقلابا وتمردا جديدا على الدولة والشرعية القائمة، وخروجاً على كل مرجعيات الحل السياسي في اليمن وعلى أهداف وتطلعات اليمنيين في هذه المرحلة في مواجهة الانقلاب الحوثي، وبناء دولة المساواة والعدالة ويشكل امتدادا للانقلاب الحوثي يتماهى معه في الأساليب والوسائل والأهداف.
وأكد الناصري أن موقفه واحد ولا يتبدل في رفض الانقلابات والعنف واستخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية ورفض وجود مليشيات ووحدات مسلحة خارج سلطة الدولة والشرعية.
وأضاف، أن ما حدث في عدن لا يخدم القضية الجنوبية خاصة بل ويصيبها بضرر فادح ولا يخدم القضية اليمنية عامة، وإنما يصب في خدمة المشاريع الداخلية والخارجية الهادفة إلى الانقلاب على الدولة وتمزيقها وتمزيق النسيج الاجتماعي وسيادة أفكار طائفية ومناطقية وسلالية وعنصرية تتناقض كلية مع منجزات وأهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر والنظام الجمهوري والاستقلال الوطني.
وأشار إلى أن ذلك يعيد اليمن إلى ما قبل الثورتين المجيدتين والى عهود الإمامة والسلطنات والاستعمار. كما انها تعمل على تأجيج الصراعات والاقتتال في الجنوب وتسعى إلى تمزيقه.
وعبر التنظيم الناصري عن استغرابه واستنكاره لصمت الشرعية ومؤسساتها من رئاسة وحكومة ونواب في مواجهة ما حدث، وعجزها عن اتخاذ المواقف المناسبة للحفاظ على الوطن وسلامته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
كما عبر عن استغرابه واستنكاره لموقف التحالف العربي الداعم للشرعية من هذا الحدث الذي يشكل انقلاباً جديداً على الشرعية، في الوقت الذي كان يُنتَظر منه ان يحقق ومعه قيادة الشرعية التي جاء لدعمها الهدف الذي من اجله قام التحالف العربي ونصت عليه القرار الأممية ذات الصلة، وهو الحفاظ على الدولة اليمنية وعلى أمن واستقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه.
وجدد التنظيم الناصري موقفه بضرورة إجراء إصلاحات عميقة وحقيقية في الشرعية تعيد تفعيل دورها في مواجهة كل ما يتعرض له الوطن من كوارث، وقيام حكومة وطنية مصغرة بعيدة عن المحاصصة والفساد تنجز مهام استكمال التحرير واستعادة الدولة وتبني النموذج الجاذب لها.
ودعا لإجراء حوار حقيقي جدي وندي مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإصلاح الخلل في العلاقة وتأطيرها في إطار الأهداف التي قام على اساسها التحالف، ويعيد الثقة بالتحالف العربي التي تزعزعت خلال الفترة الماضية وفي إطار السياسات التي اتبعتها بعض دول التحالف تجاه وطننا وقضاياه بل وتواطؤ بعضها مع ما حدث.
كما دعا الناصري الأحزاب السياسية وكل القوى الفاعلة إلى مغادرة العجز والصمت والأنانية ورغبات الاستحواذ والتمكين إلى اتخاذ مواقف واضحة ومحددة مما يدور في الوطن وإعادة إحياء العمل السياسي الوطني للحفاظ على الوطن ومستقبل أبنائه.
وأكد أن شعبنا اليمني العظيم لن يغفر لكل من يصمت او يتقاعس او يغلب مصالحه الأنانية أو الحزبية الضيقة على المصالح الوطنية العليا او يعمل على جر الوطن إلى دروب فرعية بعيدا عن الهدف الأساسي في هذه المرحلة في مواجهة الانقلاب الحوثي والعمل على استعادة الدولة. وفقا للبيان.
كما دعا بصفة خاصة المجلس الانتقالي إلى التراجع عن خطوته الانقلابية وإجراءاته أحادية الجانب التي ألحقت بالقضية الجنوبية وبوحدة الجنوب خاصة ووحدة اليمن ومستقبله بصورة عامة ابلغ الضرر والانسحاب من كل المواقع التي احتلها بالقوة المسلحة والقبول بالحوار والعمل السياسي وحل القضية الجنوبية سلميا.
وقال الناصري، إن"من كان يقول أن لا وحدة بالقوة وكنا معه لان طريق الوحدة في مفهومنا الناصري هو العمل السلمي، يسعى اليوم لفرض الانفصال بالقوة، وذلك مغامرة مدمرة لا تستند إلى منطق او عقل او قانون دولي سينتج عنها دمار سيتضرر منه الجميع في جنوب الوطن وشماله والأشقاء في دول الجزيرة والخليج العربي".
ورأى التنظيم ان جميع الأطراف على المحك في اتخاذ المواقف الصائبة، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع في المناطق المحررة جميعا وفي المقدمة مدينة عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية وإجراء إصلاحات عميقة تتجاوز كل سلبيات وأخطاء وخطايا الماضي التي عطلت هدف استعادة الدولة وأعاقت بناء مؤسساتها على أسس وطنية، والعمل على حل المليشيات وإعادة بناء المؤسستين الأمنية والعسكرية على أساس معايير وطنية(....).
ودعا التحالف العربي خاصة والدول العربية والمجتمع الدولي عامة إلى الالتزام بموجبات القرارات الأممية ذات الصِّلة وخاصة القرار الاممي "2216" في انهاء الأوضاع الشاذة التي ترتبت على الأحداث في العاصمة الموقتة عدن والتأكيد على وحدة وامن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه ودعم الحكومة الشرعية في استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي والتدخل الإيراني الداعم للانقلاب(....).
وأوضح الناصري، ان قيادته ستكثف خلال الأيام القادمة تواصلاتها ومشاوراتها مع جميع الأطراف في إطار ما جاء في هذا البيان من اجل استعادة القوى السياسية لزمام المبادرة في الحفاظ على الشرعية والدولة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والحفاظ على وحدة كل القوى التي واجهت المشروع الانقلابي الحوثي وفي مقدمتها المقاومة الجنوبية الباسلة، والمجلس الانتقالي ومؤتمر حضرموت الجامع لإنجاز مهامها في هذه المرحلة وعدم السماح بجرها إلى الاختلاف والمغامرات والتمزق والدروب الفرعية.
وأختتم الناصري بيانه بدعوة الشعب اليمني والقوى السياسية والشرعية والتحالف العربي إلى دعم كل مبادرة وطنية للحفاظ على اليمن ومستقبله واستعادة دولته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.