قال مسؤولون إن غارة جوية شنها الحوثيون في اليمن يوم أمس الخميس، أسفرت عن مقتل 40 شخصًا على الأقل، بمن فيهم قائد عسكري يمني بارز، وذلك في عرض في مدينة عدن.
في هجوم منفصل في المدينة، قاد مهاجم انتحاري بتفجير شاحنة محملة بالمتفجرات بمركز للشرطة، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل، حسبما قال مسؤولون. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. وأصيب ما لا يقل عن 50 شخصًا في الهجومين في عدن، العاصمة المؤقتة للقوات المدعومة من السعودية في الحرب الأهلية في البلاد.
ويعتبر الهجوم الصاروخي الأخير على العرض العسكري أكثر الهجمات دموية من تلك التي تستهدف القوات المدعومة من السعودية وأراضيها، وذلك منذ إعلان الامارات، وهي داعم خارجي رئيس للتحالف عن خفض حاد في عدد قواتها اليمن, الشهر الماضي.
وكان الإماراتيون يشرفون على الأمن في عدن ومحيطها، وكان من المتوقع أيضًا أن يسحبوا بطاريات صواريخ باتريوت المحمولة التي نشروها للمساعدة في الدفاع عن المدينة ضد مثل هذه الغارات الجوية.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن تحديد ما إذا كان نظام الدفاع الصاروخي الإماراتي كان لا يزال في مكانه يوم الحادث، إلا أن حصيلة القتلى في الهجوم أثارت مخاوف عاجلة بشأن احتمالية حدوث اعتداءات حوثية أخرى، أو من تلك المتعلقة بمساع محتملة لجماعة الحوثي لاستغلال الانسحاب الإماراتي في إحراز تقدمات أخرى على الأرض.
ولدى تقديمهم، الشهر الماضي، إحاطات معلوماتية أولية للمحللين الغربيين، قال الإماراتيون إنهم انسحبوا من اليمن لأن الحرب أظهرت عدم احتمالية انتصار أي طرف فيها .
وعلى الرغم من انسحابهم من قتال الحوثيين، إلا أن القادة الإماراتيين يقولون إنهم ما زالوا ملتزمين بمهمة ثانية متداخلة في اليمن بالتعاون مع القوات الأمريكية التي تقاتل تنظيم القاعدة وغيره من المتطرفين.
لكن محللين ودبلوماسيين غربيين ممن يتابعون الحرب ضد الحوثيين يقولون إن المشاركة المباشرة للقوات الخاصة الإماراتية، والدعم الجوي قد ساهمت فعليًا في جميع صور التقدم التي أحرزها التحالف على مدار الأعوام الأربعة الماضية.
والأكثر من ذلك، كما يقول المحللون، هو أن الإشراف الفعال للقادة الإماراتيين على الأرض لعب دوراً أساسياً في توحيد مجموعة أنصار الميليشيات المتنافسة المتحالفة مؤقتًا ضد الحوثيين، خاصة في المنطقة المحيطة بعدن.
وهكذا، فقد زاد الانسحاب الإماراتي من حجم التحدي أمام شركائهم السعوديين الذين قالوا إنهم يتوقعون أن تلعب التشكيلات المسلحة اليمنية المحلية المدربة والمجهزة من قبل التحالف السعودي والإماراتي, دوراً أكبر في الدفاع عن نفسها.
قد تكون الغارة الجوية الحوثية في عدن يوم أمس الخميس، أول محاولة بارزة من الحوثيين للبحث عن نقاط ضعف جديدة منذ التحرك الإماراتي.
هوية القائد اليمني البارز الذي قتل العميد الجنرال منير اليافعي، توضح هشاشة التحالف الذي تقوده السعودية، وبالنسبة لواشنطن، تضيف المزيد من التعقيد لحالة الغموض.
وكان أبو اليمامة يعتبر أحد القادة اليمنيين الأكثر نفوذا بين القوات المدعومة من السعودية، وفقًا لما ذكرته إيلانا ديلوجير، الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التي قامت بدراسة الصراع في اليمن. وقالت إن مقتله يمثل "أمر جلل"، مشيرة إلى أن قتله يمكن أن يثير تعهدات قبيلته القوية بالانتقام "على الرغم من أن شكل ذلك الانتقام لازال غير واضح".
وكان ينظر إلى اليافعي أبو اليمامة في اليمن على أنه مدعوم من كل من الإمارات والولايات المتحدة في قتالهما المشترك ضد القاعدة. حيث في عام 2016 ، قاد نخبة من القوات اليمنية التي استعادت جزءًا من عدن ومناطق أخرى من سيطرة القاعدة.
لكن الجنرال أبواليمامة هو أيضا زعيم مؤثر في الحركة الانفصالية اليمنية الجنوبية المعادية للحكومة المدعومة من السعودية، والتي يقودها من الرياض الرئيس عبده منصور منصور هادي. حيث في يناير 2018، قام الجنرال اليافعي بتوجيه سلاحه لفترة وجيزة ضد الحكومة المدعومة من السعودية في عدن, وفرض حصارا على القصر الرئاسي هناك. وأسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين الانفصاليين والقوات الحكومية عن مقتل 36 شخصًا على الأقل قبل أن يتمكن الإماراتيون من إخماد النزاع.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك أي علاقة بين الهجوم الجوي على العرض العسكري والتفجير الانتحاري بمركز الشرطة اللذان حدثا في نفس اليوم.
وشكلت العروض العسكرية للقوات المدعومة من السعودية هدفًا متكررًا لصواريخ الحوثيين. وبالنسبة لهجوم الخميس، يبدو أن مزاعم المسؤولية في وسائل الإعلام الرسمية للحوثيين تشير إلى أن الهجوم ربما تم تنفيذه بصاروخ أو طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات، على الرغم من عدم إمكانية تحديد مزيد من التفاصيل.
ويبدو أن أحد تقارير التي بثتها قناة تليفزيونية يسيطر عليها الحوثيون قد زعم أن الهجوم قد نفذ باستخدام طائرة بلا طيار وصاروخ باليستي متوسط المدى.
وذكرت رويترز أن الهجوم الجوي على العرض العسكري حدث تماما بينما كان اللواء اليافعي خارجا من المنصة لتحية الضيوف.
المصدر: نيويورك تايمز