تستمر مليشيات الحوثي وصالح بانتهاكاتها وجرائمها اللا محدودة بحق المدنيين العُزّل في مدينة تعز منذ أكثر من عام . يعيش المدنيون وضعاً مأساوياً، ويتفاقم مع ازدياد توحش المليشيات بجرائمهم وانتهاكاتهم بقصفهم وتنوع جرائمهم بحق المدنية والمدنيين في مدينة تعز .
الحكومة الشرعية كانت قد أعلنت في وقت سابق أن تعز مدينة منكوبة نتيجة ما تتعرض له من انتهاكات وجرائم وقصف وقتل وقنص متواصل من قبل المليشيات الانقلابية بحقها .
رغم تأخر الحكومة في هذا الأمر، إلا أن يأتي خير من ألا يأتي، في وقت يتطلب من الحكومة تقديم سبل الدعم لتخفيف المعاناة بمختلف أشكالها وتصوراتها كواجب وضرورة مُلحة، فضلاً عن قيام المراكز الحقوقية والقانونية والمنظمات العالمية بدورها اتجاه ما يتعرض له المدنيين العزل بتعز .
أرقام تتألم إحصائية نهائية تتحدث عن أن مجمل المتضررين من انتهاكات المليشيات الانقلابية يقدر بأكثر من "30 ألف" ثلاثين ألف مدني أعزل، تعددت وتنوعت أشكال الانتهاك ما بين قتل متعمد وقنص وتهجير وتشريد واعتقال واختطاف، وتدمير، وانفجار وشتى أنواع الانتهاك .
وخلال ذلك فقد سقط ما يقارب 2489 قتيلاً من المدنيين منذ بداية الأحداث، بينهم 247 من الأطفال، و 81 من النساء.. فضلاً عن سقوط العشرات اثر غارات خاطئة لطيران التحالف أثناء احتماء المليشيا بالسكان والمدنيين وعرضتهم للاستهداف وجعلهم دروعاً بشرية .
فيما جرح منذ بداية الأحداث أكثر من "20 ألف" عشرين ألف جريح، بينهم 806 من الأطفال و 390 من النساء والتي تنوعت إصاباتهم بين قنص وشظايا قصف عشوائي وإصابات إعاقة .
وتنوعت حالات القتل في أماكن متعددة من المدينة، إن لم تكن جميع أحياء المدينة، ومنها حي الجمهوري وجبل جرة ووادي القاضي وحي الروضة ومنطقة المطار القديم والضباب، وعصيفرة والتحرير وحي المناخ والمرور ووادي الدحي، وحوض الاشرف والبعرارة والزنوج والأربعين، وحي الثورة والكمب ومناطق صبر مشرعة وحدنان وصبر الموادم .
معاناة متفاقمة وإضافة إلى ذلك تتصدر معاناة المدنيين مشهد الأوضاع العامة في المدينة،، فهناك العشرات من الأسر غادرت الحياة دفعة واحدة بكل أفرادها نتيجة القصف الهستري التي تشنه المليشيات الانقلابية بصورة عنيفة على الإحياء السكنية دون توقف .
أرقام وحالات مفجعة وفي ازدياد أمام تفاقم الأوضاع الإنسانية والطبية. بيد أن جميع الجرحى يعيشون غالبيتهم معاناة بسبب نقص الدواء والإجراءات الطبية وذلك نتيجة عدم تواجد علاوة عن أن غالبية الحالات في حاجة إلى تسفير إلى خارج الوطن لاستكمال علاجهم .
وقد ناشد المئات من الجرحى ضمن منظمات مدنية ووقفات ومظاهرات عدة ناشدت المنظمات المعنية، والحكومة الشرعية إلى سرعة إنقاذهم من كارثة حتمية، وسرعة اتخاذ إجراءات لتحسين أوضاعهم والتخفيف من معاناتهم على كافة المستويات .
حيث أدت الحرب إلى إغلاق مستشفيات تعز بنسبة 95% ،، بينما تتواجد عداد لا تفوق أصابع اليدين وتفتقر إلى الإمكانيات والأدوات والمستلزمات الطبية، فضلاً عن عدم توفر الأدوية بشكل مستمر والإسعافات الأولية، وهو ما يثمر عن تفاقم المعاناة بشكل كبير، وتوسع الجراح وتراكم الحالات المأساوية .
حكايات مؤلمة تمكنا من رصد بعض الحالات ووضع استطلاع حول ما يتحدث به الجرحى من مواقف أثناء ما تعرضوا لها من إصابات ونوعيتها، وطرق معالجتها وما يواجهونه من تحديات في سبيل ذلك، بيد إن اغلب الحالات وجدنها بنسب متفاوتة حالات قنص، وشظايا تستقر في أماكن خطرة في الروح، اثر قذائف وقصف يطال الإحياء السكنية من قبل المليشيات .
وذلك يكمن بحسب الاستطلاع إلى نتيجة الحصار الخانق التي تفرضه المليشيا، علاوة عن القصف المستمر الذي تتعرض له المدينة ويستهدف في اغلب الأحيان المستشفيات بشكل متعمد، إضافة إلى ارتكاب حالات قتل وقنص وذلك يزايد حالات الإصابات، ويضاعف من مستوى معاناة المدينة والسكان، مضيفين إلى وجود حالات مستعصية تمكنت وبطرق صعبة الخروج إلى عدن لبحث إمكانية توفير المستلزمات الضرورية والتسفير متى تطلبت الحاجة وتوفرت المادة .
حيث تحدثوا عن ذلك أنها هي الأخرى تعاني بشكل مضاعف، بسبب ما يواجهونه من صعوبة في السير والتنقل، وحواجز ومعوقات في الإجراءات التي تشهدها عدن، وتنحصر في إطار معين يصل إلى مضايقات وسوء تعامل وإهمال، وذلك يفقد الجريح أمله ويصل البعض الى فقد حياته .
وقالوا إن هناك حالات توفت نتيجة ذلك، حيث تتضاعف معاناته ويكون في حالة متدهور معنوياً وجسدياً وروحياً، لاستشعاره بخطورة الوضع على كافة المستويات، واليأس وفقدان الأمل، نتيجة ما يمر به من وضع كارثي وحالة مأساوية تفتقر إلى الاهتمام والرعاية من قبل الجهات المعنية .
جراح تتوسع دون تضميد فجراح تتوسع، ومعاناة لا تتوقف، وانين صوت يعلوا لحظة بلحظة دون أي التفات أو اهتمام يذكر من قبل الجهات المعنية، أو سرعة التحرك لتخفيف معاناتهم، وتوقف نزيف جراحهم على أقل تقدير منذ أكثر من عام .
بيد أنها معاناة سيتجرعها الجريح والدولة، والجهات المعنية، فلا وجهة محددة أو معالم واضحة لسير هذه الجراح التي ستبقي أثارها محل وجع حتى في المستقبل القريب والبعيد .
إذ تغدوا الجراح باقية وان زالت أثرها، لكنها لا تتضمد في عمق المجتمع، والنسيج النفسي والروحي، فهي بحاجة إلى عناية واهتمام ورعاية وهو ما يفتقره جرحى تعز.
الجرحى يقولون إن الآمال تبخرت لديهم، ولا مناص لأي إسعاف أو محاولة إنقاذ ولو نسبية. فهم يقولون إن المستقبل سيحمل لهم وضع سيء، ويستغربون من استمرار تواجدهم في الحياة، ولا يأبهون لأي حلول أو إجراءات إسعافية قادمة.
وهو ما يوسع من الجراح، ويعمق من الشرخ في النسيج الاجتماعي لدى الإنسان والمجتمع حاضراً ومستقبلاً .