أكد أكاديمي إماراتي، اليوم الأحد، أن قرار بلاده سحب قواتها من اليمن، قرار نهائي واتخذ بعد تفكير عميق وبالتنسيق التام مع قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية.. مبيناً أبرز الدوافع وراء القرار.
وقال الدكتور عبدالخالق عبدالله المقرب من ولي عهد أبو ظبي في مقال له في "سي إن إن" إن الانسحاب العسكري الإماراتي غير المعلن من اليمن، قرار نهائي، ولن يكون سريعا بل سينفذ بشكل تدريجي وسيتم على عدة مراحل وسيشمل في المرحلة الأولى تقليص القوات إلى نصف العدد الراهن الذي يبلغ 5000 جندي.
ولفت إلى أنه سيشمل سحب الآليات والمدرعات والدبابات والأسلحة الثقيلة وطائرات الهليكوبتر ونظم الدفاعات الصاروخية والاعتراضية المتطورة من عدة جبهات بما في ذلك جبهة الحديدة والشريط الساحلي الغربي وميناء عدن.
وأكد عبدالله، أنه تم سحب نحو نصف قوات الإمارات العاملة في اليمن حتى الآن، رغم عدم الإعلان الرسمي عن ذلك.
أوضح أن قرار الإمارات، جاء بعد أن ساهمت "أكثر من غيرها" في تحقيق انتصارات عسكرية، بما في ذلك تحرير أهم المدن والموانئ، وكانت على وشك تحرير مدينة وميناء الحديدة.
وبين أن أهم دافع لقرار سحب القوات الإماراتية هو التراجع الملحوظ في كم ونوع العمليات القتالية على ارض الواقع بنسبة 80% في بعض الجبهات خلال النصف الأول من 2019.
وقال، إن الدافع الثاني، يتمثل في استمرار الهدوء النسبي وتوقف القتال على جبهة مدينة وميناء الحديدة منذ توقيع اتفاقية ستوكهولم. مشيرا إلى أن الإمارات قامت بسحب تدريجي ومنظم لنحو 80% من قواتها التي كانت على وشك حسم معركة الحديدة وتحريرها من سيطرة المليشيات الحوثية.
وأما الدافع الثالث –وفقا عبدالخالق عبدالله- يرتبط بجهوزية القوات الداعمة للشرعية التي تقوم حاليا بمهمة التصدي لخروقات جماعة الحوثي وتحرير ما تبقى من مدن وقرى وموانئ يمنية تقع تحت سيطرة هذه الجماعة.
وقال، إنه سيكون لهذا القرار الاستراتيجي تبعات عسكرية وسياسية عميقة وإيجابية وبعيدة المدى، إذا أُحسن استقباله من قبل جماعة الحوثي المتمردة والمدعومة من إيران.
وأردف: قد يخلق هذا القرار أرضية خصبة ومناسبة لإحياء جهود السلام وإنهاء الحرب في اليمن. كذلك يمكن لهذا القرار -إذا أحسن فهمه في طهران- أن يكون له مفعول ضخم في تخفيف حدة الاحتقان والتوتر الإقليمي الذي بلغ مستويات غير مسبوقة خلال 2019.
وقال، إن الكرة الآن في ملعب الخصم الحوثي والإيراني، وعليهما الرد على خطوة الإمارات بأحسن منها.
وأضاف، أن الإمارات تعتقد أنها أدّت واجبها القومي على أكمل وجه، وربما أكثر من غيرها، بعد أكثر من أربع سنوات من المشاركة الفعالة في حرب اليمن، ودفعت ثمن هذه المشاركة باهظا، وحتما أكثر من غيرها، بشريا وماديا ومعنويا وسياسيا.
وتابع: لا أحد يستطيع بعد قرار سحب قواتها من اليمن، ان يضع اللوم على الإمارات أنها مسؤولة عن إطالة الحرب في اليمن. إطالة الحرب مسؤولية تتحملها جماعة الحوثي المستفيد الأكبر من استمرار الحرب والمتضرر الأكبر من تحقيق السلام. إيران أيضا ترغب للحرب في اليمن أن تستمر الى أجل غير مسمى من أجل استنزاف كل من السعودية والإمارات. فهذه المعركة في أطراف الجزيرة العربية التي تخوضها بالوكالة تتم بالنيابة عبر جماعة الحوثي، من دون أن تكلفها شيئا في الوقت الذي تستفيد أشياء من استمرارها.
وأختتم مقاله بالقول، إنه رغم أهمية خطوة الإمارات، لا بد من عمل جماعي وتوافق إقليمي ودعم أممي والأهم من ذلك لا بد من مصالحة وطنية يمنية لوقف الحرب في اليمن التي استمرت لأربع سنوات وقد تستمر لسنوات طويلة قادمة.
وكانت وكالات وصحف دولية، نقلت الأسبوع الماضي، عن مسؤولين إماراتيين قولهم إن الإمارات قررت تخفيض قواتها في اليمن، للدفع بعملية السلام إلى الأمام. وأكدت مصادر حكومية يمنية، أن القوات الإماراتية أخلت قواعدها العسكرية في مدينتي المخا والخوخة بالساحل الغربي.