"ماذا بقي لنا؟!".. تقرير يكشف عن انتهاكات فضيعة لنساء مختطفات بسجون الحوثيين

أصدرت منظمة سام للحقوق والحريات اليوم الأربعاء، تقريرا حقوقيا يوثق الانتهاكات والاعتقال التعسفي والتعذيب النفسي والجسدي لنساء في فترة الحرب في اليمن.

ويضم التقرير الذي جاء في 26 صفحة، ويحمل عنوان “ماذا بقي لنا؟” شهادات لضحايا وأقارب ضحايا وشهود عيان تحدثوا عن انتهاكات جسيمة تتعرض لها النساء المعتقلات في سجون مليشيا الحوثي، بما في ذلك سجون أقسام الشرطة والنقاط العسكرية.

وقالت “سام” في تقريرها، إن الحوثيون شكلوا جهازا أمنيا خاصا بالنساء، ويعرف بـ"الزينبيات| وظيفته المشاركة في اقتحام المنازل، واعتقال النساء واستدراجهن وجمع معلومات ميدانية عن الخصوم.

وأضافت: إنها رصدت مواقع لاعتقال وإخفاء النساء شملت أماكن مهجورة تستخدم للتحقيق والتعذيب النفسي، وبيوت مواطنين تم إجبار أصحابها على تركها، وأقسام شرطة تسيطر عليها مليشيا الحوثي.

وذكرت “سام” في تقريرها أن نساء معتقلات تعرضن للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية، مما دفعهن لمحاولة الانتحار.

وقالت سام، إنها وثقت احتجاز عدد كبير من النساء في العاصمة صنعاء، وتحتفظ بأسماء أكثر من 30 اسما، وهو جزء من عدد أكبر من النساء اللواتي اعتقلن في سجون سرية تتبع أحد القيادات الأمنية البارزة التابعة لمليشيا الحوثي.

وقال رئيس المنظمة توفيق الحميدي: إنه "رغم إن النساء في اليمن يحظين بمكانة خاصة، إلا أنهن مع سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء فقدن هذه المكانة، وأصبحن يتعرضن لانتهاكات جسيمة تتنافي مع الأعراف والقيم الإنسانية، ومخالفة لاتفاقية حقوق المرأة، حيث رصد على نطاق واسع معاملة تعسفية من قبل مليشيا الحوثي للمرأة في اليمن".

وأفادت نساء محتجزات وبعض أقارب نساء معتقلات تعسفيا، ومخفيات قسرا، أن بعض النساء المعتقالات  في سجون ميليشيا الحوثي لم توجه إليهن تهما قط، خلال فترة طويلة من الاحتجاز، حيث احتجزن بمعزل عن العالم الخارجي، لشهر طويلة، بعضهن تجاوزن السنة، وحرمن من الاتصال بأهاليهن، أو بمحام للدفاع عنهن، ولم يعرضن أمام القضاء.

وقالت محتجزات سابقات، إن ميليشيا الحوثي تمارس الانتقام السياسي بحقهن، بسبب خروجهن في مظاهرات ضد الحوثيين بعد قتلهم حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأوضح التقرير، أن أغلب النساء يواجهن تهما كيدية وهي الدعارة لصالح الرئيس السابق "زنا، تجارة الحشيش، تعاطي المخدرات" وتتراوح أعمار النساء الضحايا من 16 سنة وحتى الخمسينات، بعضهن أخبرن راصدي المنظمة أنهن اعترفن تحت الضغط، وتم جلدهن مائة جلدة، وخرجن بتعهد خطي بعدم الحديث مع أي منظمة أو وسيلة إعلامية.

وينقل التقرير شهادات فضيعة، لمختطفات سابقات، إذ تقول فاطمة ردا على طلب المنظمة مقابلتها: ماذا بقي لنا، وما عاد يشتو مننا؟.عذبونا وخلونا نعترف على أنفسنا إننا نمارس الدعارة، وبنات ليل وخلو أهالينا يتبرؤوا مننا.

ودعت “سام” مليشيا الحوثي إلى الإفراج عن جميع النساء السجينات على ذمة قضايا سياسية، والتوقف عن الزج بالمزيد من النساء في السجون، وتحسين ظروف النساء السجينات بينما يتم استكمال إجراءات الإفراج عنهن.

وطالبت المنظمة مليشيا الحوثي السماح للمنظمات الحقوقية، والنسائية المتخصصة وناشطي حقوق الإنسان بالالتقاء بالنساء في السجون والاطلاع على أوضاعهن، والتوقف عن التشهير بالنساء المعتقلات وحذف الفيديوهات المسيئة إليهن.

كما طالبت السلطات الشرعية بالعمل على تعديل بعض القوانين المجحفة بحق المرأة وعلى رأسها المواد المتعلقة بما يسمى بجرائم الشرف، بما يضمن للمرأة الحفاظ على كرامتها وحقها في الحياة.

وأبدت منظمة سام، استعدادها للتعاون مع أي جهة تحتاج إلى معلومات إضافية أو مساعدة في الوصول إلى الشهود، ودعت لجان التحقيق العاملة في الشأن اليمني بمختلف مستوياتها ومسمياتها إلى إجراء تحقيق في الانتهاكات التي طالت المرأة اليمنية بسبب جنسها.


*للإطلاع على التقرير اضغطماذا بقي لنا..؟!
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر