قال متحدث باسم وكالة الإغاثة، يوم الثلاثاء، إن المتمردين الحوثيين، أعادوا الشهر الماضي شحنات من برنامج الغذاء العالمي كانت تهدف لإطعام حوالي 100000 عائلة في البلد الذي مزقته الحرب والذي تم دفعه إلى حافة المجاعة.
وجاء رفض الشحنة في الوقت الذي كان فيه برنامج الأغذية العالمي في محادثات متوترة مع المتمردين الحوثيين، الذين عرقلوا محاولة الوكالة تسجيل ملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة باستخدام القياسات الحيوية كوسيلة لمنع سرقة المساعدات الغذائية.
وألقى برنامج الأغذية العالمي باللوم بشكل رئيسي على المتمردين لسرقة المساعدات الغذائية. كما ستحرم الشحنة المرفوضة آلاف العائلات من المساعدات التي تمس الحاجة إليها.
وفي الأسبوع الماضي، علق برنامج الأغذية العالمي المساعدات جزئيًا بعد عدم التوصل إلى نتيجة في المحادثات مع الحوثيين، واتهمت الوكالة المتمردين بمواصلة نهب المساعدات واستخدام ملايين الدولارات من التبرعات الدولية لدعم الحرب.
ويؤثر التعليق على 850 ألف شخص في صنعاء، حيث يقول برنامج الأغذية العالمي إن الجزء الأكبر من عمليات النهب قد حدث.
وقال برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق من هذا العام إنه يهدف إلى إطعام حوالي 12 مليون يمني في عام 2019 ، بتكلفة 175 مليون دولار في الشهر.
ورد المتمردون، الذين يسيطرون على شمال اليمن، بحملة إعلامية شرسة ضد برنامج الأغذية العالمي، متهمين إياه بإرسال أغذية فاسدة.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن بعض المواد الغذائية المحتجزة لفترة طويلة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قد ساءت بالفعل.
وقالت وكالة أسوشيتيد برس إنها حصلت على نسخة لرسالة من مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن، ستيفن أندرسون، يبلغ فيها الحوثيين، في 11 يونيو / حزيران، بأن البرنامج بصدد التخلص من أكثر من 204 طـن من الطحين المنتهي الصلاحية، كانت بحوزة الحوثيين في مطار صنعاء.
وقالت الرسالة إن البرنامج كان يخطط لإتلاف الدقيق في مكب نفايات صنعاء.
وقال مسؤول إغاثة آخر، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحوثيين تعـمدوا بث صور لأغذية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، بقيت مخزنة عندهم لفترة طويلة جدًا وهي تبدوا تالفة، كوسيلة منهم لتشويه سمعة الوكالة الاغاثية في أذهان اليمنيين الذين يتضورون جوعًا.
وفي الشهر الماضي، أمر المتمردون الحوثيون بإرسال أكثر من 8000 طن من الدقيق الذي قدمه برنامج الأغذية العالمي, إلى خارج ميناء الحديدة على البحر الأحمر، حيث زعموا أنه ملوث بالحشرات النافقة.
وأضاف المتحدث باسم البرنامج أن الفحص اللاحق للشحنة التي ترسو حالياً في سلطنة عمان, أظهر أنها سليمة .
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خشية تعرضة لانتقام الحوثيين : "لا يمكن لبرنامج الأغذية العالمي أن يتسامح مع الرفض (الحوثي )الغير مبرر، للبضائع الإنسانية الضرورية خصوصا في وقت يواجه فيه الملايين في اليمن سوء التغذية والجوع ".
وقبيل أيام من تعليق المساعدات، أخبر ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الوكالة في أواخر عام 2018 كشفت عن وجود " دليل خطير على أن الغذاء قد تم تحويله وتوجيهه إلى أيدي الأشخاص الخطأ" في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
المصدر: وكالة اسوشيتيد برس