هاجم رئيس الوزراء اليمني السابق أحمد عبيد بن دغر، بنبرة حادة، دولة الإمارات، - دون أن يسميها-، بشأن ما وصفه بـ" سياسية التقسيم" في اليمن، معتبرا أنهم (الإمارات) خطوة لاحقة في مخطط التقسيم.

وقال بن دغر، في مقال له على صفحته بالفيسبوك، إن الغالبية الساحقة من أبناء اليمن يشعرون بغضب شديد إزاء سياسات التقسيم التي يمارسها البعض (الإمارات)، المصحوبة بعنف الأتباع (في إشارة إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي "الانفصالي").

وجاء حديث رئيس الوزراء السابق، بالتزامن مع تحركات مسلحة لقوات النخبة الشبوانية المدعومة من دولة الإمارات في شبوة، وقوات الحزام الأمني في محافظة أرخبيل سقطرى، بهدف السيطرة على المنشآت والمرافق الحيوية.

وأضاف محذرا:"لن يتوقف مخطط التقسيم أيها السادة عند اليمن، مثل هذا التفكير ينطوي على قدر كبير من السذاجة والتسطيح، وليست اليمن سوى العتبة الأولى في سلم المؤامرة في المنطقة، أنتم خطوة لاحقة في مخطط التقسيم العام، وقضية الجنوب التي تستخدمونها حصان طراودة على عدالتها وحق أهلها في الإنصاف هي قضيتنا، وهي بدرجة أولى شأن يمني.

وتابع بن دغر:"كنت أعتقد أننا وأنتم نحمل هدفاً واحداً في الانتصار للشرعية ولليمن، واليوم لم يعد الأمر خافياً على أحد أن أهدافكم في اليمن قد تغيرت وتبدلت.

وقال، لم يعد الحوثيون في هذه المواجهة في اليمن سوى تكتيكاً يتم به خلط الأوراق وتمرير مشروع التقسيم، لم تعد مواجهة مخططات إيران للسيطرة والهيمنة على المنطقة عبر السيطرة على أجزاء من اليمن أمراً يهمكم، رغم ارتباطها الوثيق بأمنكم وأمن المنطقة.

وفيما يشبه الدعوة إلى حراك جماهيري واسع لرفض الممارسات التي تقوم بها دولة الإمارات في المحافظات الجنوبية، قال بن دغر،: أنه "لم يبق أمامنا إلا انتظار شعور وطني جامح هائج ثائر رافض ومتمرد على هكذا نتائج، ينبثق من بين صفوف الوطنيين المخلصين المحبين لوطنهم، الرافضين للهزيمة أمام الحوثي، والرافضين للتقسيم والتقزيم".

وأشار إلى أن اليمن دولة موحدة اتحادية مصلحة علياء لليمن، ومصلحة عظمى للأمة العربية.

وأكد رئيس الوزراء السابق، أنه لا ينبغي لهذا الشعب بكل مكوناته وأبنائه المخلصين الصمت وترك الأمور للغير ليقرروا مصير البلاد، ليقرروا مصيرهم، اليوم تسال الدماء وتزهق الأرواح في سقطرى وشبوة وعدن، وغداً ستسفك في أبين ولحج وحضرموت والمهرة، لتمتد لباقي محافظات الوطن.

وخاطب الإماراتيون:" أسلحتكم تفتك بالشعب والوطن اليمني".

وقال بن دغر،"هناك خطيئة كبرى تصنع في اليمن، كل الذي جرى ويجري في صنعاء المستباحة وعدن المكلومة هدفه تمزيق اليمن.

وأضاف، نعم هناك مؤامرة تعصف باليمن، وتمس بصورة وثيقة وحادة أمن الأمة، بدأها الحوثيين بجريمة لا تغتفر، ويكمل مخططها بعضاً منّا، مؤامرة أولى نتائجها دولة إيرانية الولاء والنهج والهدف في شمال اليمن، ودولة أو دويلات هزيلة ضعيفة مسلوبة الإرادة والكرامة في جنوب اليمن. هذا ولا شئ غيره..

في مقابل ذلك قدم رئيس الوزراء السابق "كل التقدير والاحترام لسياسة المملكة إزاء اليمن، كل التقدير لقادتها الذين بادروا بالتصدي للانقلاب الحوثي وإيران في اليمن".

وفي إشارة إلى ما يجري في المحافظات الجنوبية أيضا، قال نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر لدى وصوله محافظة مأرب اليوم الخميس،: إن "الدولة الاتحادية المكونة من ستة أقاليم والتي أجمع عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل هي المخرج الوحيد والآمن لليمن ومن يفكر بغيرها فهو على خطأ ويعمل لخدمة المشروع الإيراني".

وليس ببعيد عن الموضوع، قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري خلال لقائه السفير الأمريكي بالعاصمة المؤقتة عدن،:" إن الانتقاص من دور الحكومة الشرعية ومؤسساتها لا يخدم إلا إيران وأدواتها والجماعات الإرهابية".

وتصاعدت مؤخرا أصوات المسؤولين في الحكومة الشرعية، المستنكرة للممارسات والتحركات الانفصالية التي تديرها وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة العضو الثاني في تحالف دعم الشرعية، وذلك من خلال إنشاء ميليشيات مسلحة في المحافظات الجنوبية، إذ اعتبر وزير الدولة أمين العاصمة عبدالغني جميل التواجد الإماراتي في جزيرة سقطرى، أنه "احتلال مكتمل الأركان"، وبذات الشيء تحدث مستشار رئيس الجمهورية عبدالعزيز جباري.

وتشهد محافظتي شبوة وسقطرى، منذ أيام توترا أمنيا، عقب محاولة الميليشيات التابعة للإمارات السيطرة على مرافق حيوية، في إطار مخطط للسيطرة على ما تبقى من منشآت تحت قبضة الحكومة الشرعية في المحافظات الجنوبية تمهيدا لإعلان الانفصال.

في السياق ذاته أطلق ناشطون حملة تطالب بطرد الإمارات بسبب دعمها لمخطط تقسيم اليمن، تحت وسم #طرد_الامارات_مطلب _شعبي، وسط سخط شعبي ورسمي تجاه الممارسات العبثية للإمارات، إذ يواصل الهشتاج تصدره على موقع تويتر.