أحكمت مليشيا الحوثي والمخلوع حصارها الخانق على مدينة تعز منذ أسبوع بعد استحداثها نقطة تفتيش في منطقة غراب غربي المدينة،يمنعون فيه المواطنين من الدخول أو الخروج،أو دخول المواد الغذائية والطبية.

وبعد فترة انفراج محدودة تنفس من خلالها المواطنون الصعداء،وتوفرت فيها المواد الغذائية بكميات كافية وبأسعار معقولة،عادت الأوضاع إلى سابق عهدها وربما اسوأ،في ظل إطباق الحصار على المدينة بشكل كامل.

حصار خانق

ويقول شهود عيان لـ"يمن شباب نت"،إن التعامل المهين والابتزاز الذي استخدمه الحوثيون لأكثر من عام في منفذ "الدحي"، الشهير قبل تحريره،يطبق حاليا في منفذ غراب وبشكل يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.

وفي إحصائية خاصة بـ"يمن شباب نت"،توجد حوالي 40 نقطة وحاجز تفتيش للحوثيين وحلفاؤهم تشكل جميعها طوقا على المدينة يخنقها بالحصار،وتمنع فيها المواطنين من ممارسة حياتهم في التنقل وإدخال احتياجاتهم الغذائية.

وألقى الحصار بظلاله السيئة على أسعار المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية التي تصاعدات أضعاف ما كانت عليه،ما ندرة توفرها في ظل تهريبها عبر طريق طالوق الجبلي الشاق وغير المسفلت،فضلا عن حرمان العديد من الأسر من اللقاء بأقاربها داخل وخارج المدينة،وإغلاق الطرق في وجه الزائرين.

وخلال زيارة ميدانية لأحد الأسواق الشعبية بالمدينة،بدت خاوية من البسطات التي كانت تبيع الخضار والفاكهه بنسبة تزيد عن 60% بعد أيام قليلة من إغلاق المنفذ الغربي.

أحزان الناس

بدموعها التي ملئت عيناها ليس على نفسها بل على فلذة كبدها الذي تريد زيارته  بعد أن قرر إجراء عملية جراحية خارج المدينة،تروي أم أحمد لـ"يمن شباب نت"،قائلة:"أصيب ابني في العام الماضي جراء شظايا قذائف ميليشيا الحوثي وصالح استقرت في جسده  فامتنع الاطباء لإجراء العملية بسبب أن الشظايا لم تستقر بعد في جسمه ، وعلى إثرها أصبح بحاجة إلى اجراء عملية اخراج للشظايا بالإضافة الى ذلك تلقي الادوية الطبية التي اختفت معظمها من السوق بسبب الحصار الخانق ".

وأضافت" خلال هذا الاسبوع اجرى  ولدي عملية جراحية في الحوبان فعزمت على زيارته ولكن عندما تفاجأت بقيام ميليشيا الحوثي وصالح بمنعنا من الخروج فحاولت معهم بكل الوسائل والطرق وتوسلت اليهم وقلت لهم أريد زيارة ابني فكان ردهم لي : يموت ؟ وخلي التكفيرين و الدواعش يخارجوك".

وغير بعيد عن قصة هذه المرأة،ينتظر الحاج الخمسيني سيف فتح المعبر على أحر من الجمر, لخوض عملية جراحية عاجلة للمثانة والكلى، لليوم الثالث على التوالي يحاول الخروج  إلى خارج المدينة كي يتمكن من إجراء العملية.

لكن الحظ لم يحالفه  نتيجة استمرار إغلاق المعبر, ناهيك عن التعامل السيء واللا أخلاقي الذي "نتعرض له من قبل الميليشيات الانقلابية التي تفرض عليهم الحصار".

تخفيف المعاناة

وفي محاولة منهم لتخفيف المعاناة الناجمة عن هذا الحصار،يعمل ناشطون على تنفيذ مبادرات طوعية توفر ما تيسر من المعونات للفقراء والمعوزين وما أكثرهم بالمدينة.

أحد هؤلاء هو إبراهيم الجبري،رئيس تكتل "جميعنا"، يقول إن الحصار يهدد أكثر من 3ملايين نسمه في ظل مأساة انسانية بلغت ذروتها باشتداد الفقر والبطالة وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية وارتفاع الاسعار في المواد الغذائية وشحة المياه.

ويضيف لـ"يمن شباب نت"، أنه ورغم كل المصاعب والمعاناة التي تعيشها المدينة الا أن للمبادرات الشبابية دوراً فعال وايجابي للتخفيف من معاناة الوضع والتخفيف من حدة الألم فهي تعمل اليوم في عمق الواقع المأساوي في الوقت الذي غاب فيه  الدور الحكومي.

ويتابع:اليوم المبادرات الشبابية أخذت علي عاتقها مهمه التخفيف عن معاناة أنباء تعز والتخفيف من أثار العدوان المستمر من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح  فشاركوا جميعنا في كل الميادين وحضروا بشباب والنساء والأطفال متطوعين يصنعون الأثر رغم شحة الإمكانيات.