كشف مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، عن جهود مضنية تقوم بها بلاده من أجل إنهاء الحرب في اليمن وتخفيف المعاناة الإنسانية لمواطنيه، إذ تعذّر إيقاف الحرب بسبب الحوثي.
وقال المعلمي، في حوار مع صحيفة "اندبندنت عربية": "إذا ما تعلق الأمر بإيقاف الحرب في اليمن، فإن السعوديين يبدون استعدادا لذلك، شريطة أن ينسحب الحوثيون من المناطق التي يحتلون ويسلمون أسلحتهم، "أما الدعوات إلى إيقاف الحرب هكذا فغير منصفة وغير واقعية، لا يمكن إيقاف الحرب إلا بضمان أن الحوثيين على استعداد لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
وأضاف:"الحكومة اليمنية بدعم التحالف العربي الذي تقوده المملكة وافقت على وقف إطلاق نار محدود على مدينة الحديدة، وإلى الآن النتائج مخيبة، لكن في الأقل يفترض أن يكون مثابة تجربة مبدئية، تبين أنه إذ أراد الحوثيون الانسحاب فسوف يكون هناك وقف لإطلاق النار عليهم وهم ينسحبون وهذا ينسحب على أنحاء اليمن كافة، إذا أرادوا الانسحاب اليوم من صنعاء أو من تعز أو من صعدة، أو من أي مكان آخر، فلهم ذلك ولهم الأمان ولن تطلق عليهم النار، لكن وقف النار من دون التوصل إلى تفاهم حول الانسحاب وتسليم الأسلحة فأعتقد أنه غير وارد وغير واقعي".
وقال: "هناك اعترافا دوليا أيضا وإجماعا على تأييد موقف المملكة العربية السعودية في التصدي للانقلابيين الحوثيين والعمل على استعادة الشرعية"، مؤكدا أن "التحالف العربي الذي تقوده الرياض بطلب من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، نجح في تقليل الإصابة بين المدنيين اليمنيين على الرغم من ظروف كل الحروب القاسية.
وحول الخسائر التي ألحقتها غارات التحالف العربي في صفوف المدنيين باليمن، يرى الدبلوماسي السعودي أن الوقائع لصالح بلاده. واعترف في الحوار بوقوع ضحايا في اليمن قائلا: تحدث أخطاء هنا وهناك، وتجاوزات، لأسباب فنية وأسباب بشرية أو غيرها، وهذه الأخطاء يتم مراجعتها ويحاسب المسؤولون عنها ويعوض المتضررون منها.
وأرجع وقوع الضحايا إلى طبيعة الحرب مستدلا بذلك ما جرى في فيتنام، في أفغانستان، في العراق، في اليمن وفي أي مكان آخر. ووضع المعملي، مقارنة بين الإحصاءات حول عدد الضحايا في اليمن وسوريا، لافتا إلى أن 60 ألفا في اليمن لا تقارن بـ 600 ألف في سوريا وعدد السكان في البلدين متشابه تقريبا، وفترة الصراع أيضا ليست بعيدة من بعضها بعضا، هنا نتحدث عن خمس سنوات.
وأضاف: السبب برأي أن القتال الذي تقوده القوات المشتركة "ملتزم ومنضبط لحصر الأهداف في أضيق نطاق ممكن في مقاتلة المحاربين فقط وعدم التوجه إلى غيرهم، ولكن في سوريا لا يوجد هذا الانضباط، هناك حكومة تلقي البراميل الحارقة على رؤوس أبناء شعبها وصواريخ تُرسل بطريقة عشوائية".
وحول مزاعم الربط بين اجتياح الكوليرا أنحاء في اليمن، بقوات التحالف الذي تقوده السعودية، سخر من التهمة وروى قصة "القات" الذي استأثر في مناطق الحوثي بمياه الشرب على حساب المزارع التي يأكل منها اليمنيون ويجري ريّها بمياه ملوثة، بشهادة الأمم المتحدة.
وقال المعلمي: "هذا الربط الذي ذكرت، أكبر نكتة في الوقت الحاضر، لأن وباء الكوليرا، تعمل على القضاء عليه المساعدات السعودية التي تصل إلى داخل اليمن، بما في ذلك المواقع التي يسيطر عليها الحوثي. أذكر لك رواية صغيرة منقولة عن الأمم المتحدة في اليمن، تتهم فيها بعض المزارعين اليمنيين — ولا نقول الكل — باستخدام المياه النقيّة في ريّ محصولهم من القات والمياه الملوثة في ريّ محاصيلهم من الخضروات مثل الطماطم والخيار والخس وما إلى ذلك، والتي تستخدم للسلطات والمأكولات الشعبية".
وأضاف الدبلوماسي السعودي: "بالتالي تنتشر الكوليرا عن هذا الطريق بشكل أكبر مما تنتشر عن أي طريق آخر، لأن تلوث المياه مصدر أساس لها ومعظم هذه المزارع تقع في نطاق سيطرة الحوثيين وتنتج القات وتبيعه وتتاجر به، إذن من ينشر الوباء، هم الحوثيون وأتباعهم وأنصارهم، ومن يحارب الكوليرا بالتطعيمات والعلاجات والأدوية والأغذية، هي السعودية وتفعل ذلك لصعدة معقل الحوثي، وفي كل مكان في اليمن".