حذر محللون غربيون من أن قيام المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة بتنفيذ أنواع مختلفة من المهام، ومساعدتهم جهات متنوعة، واستخدامهم وكلاء لصياغة مستقبل اليمن، يعد عاملاً مهم في تحديد نتائج صراعات القوة التي تواجه المنطقة.
وأعتبر المحللون في مقال مشترك ترجمة "يمن شباب نت" ان تلك المهام التي هي خارج الأهداف المعلنة تعد إحدى الاسباب التي أدت الى إخفاق التحالف الذي تقوده السعودية في إنهاء العنف الذي يشهده اليمن منذ أربعة أعوام.
وفي مقال مشترك كتبه الدكتور ثيودور كاراسيك، كبير مستشاري معهد تحليلات دول الخليج «Gulf states Analytics» الامريكي، مع الباحثة تريستان أوبر - التي تدرس الماجستير في دراسات السلام - حذر الكاتبان من أن التجربة في اليمن لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل التدخلات العربية في المنطقة "مع افتقار التحالف إلى البنية العسكرية اللازمة لتسهيل حملة منسقة".
وبينما كانت هناك محاولات من جانب الولايات المتحدة لتعزيز التعاون بين الدول العربية من خلال تشكيل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، والذي يشار إليه أيضًا باسم "الناتو العربي"، إلا أن تلك المحاولات كانت في الغالب صعبة بسبب الانقسامات بين الأعضاء المحتملين.
ويقول الكاتبان بأنه وعلى الرغم من انقسامها، تمكنت الدول العربية من تشكيل تحالف عسكري في مارس 2015 لمواجهة تمرد الحوثيين في اليمن. حيث تعاون التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة، والذي شمل المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والسودان والمغرب والأردن، لمساعدة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في قتالها ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
ويرى الكاتبان بأن ما كان من المفترض أن يكون "استعراضاً للقدرة العربية على استعادة النظام في المنطقة، سرعان ما تحول إلى تحالف "ممزق" بتفسيرات مختلفة للاستراتيجيات والتكتيكات اللازمة لوقف العنف.
ويضيف المقال "ولم يقتصر الأمر على فشل التحالف في إنهاء العنف في اليمن بشكل فعال على مدار السنوات الأربع الماضية، بل إنه أيضًا خسر العديد من أعضائه مع استمرار الصراع. وقد تسبب الحظر المفروض على قطر منذ عام 2017 من قبل عدد من دول التحالف، على سبيل المثال، في انسحاب الدوحة من اليمن".
بالإضافة إلى ذلك، أظهر أعضاء التحالف المتبقون القليل من الوحدة، حيث كثيرًا ما تحدث خلافات فيما بينهم بخصوص المساهمات العسكرية وعملية السلام المستمرة في اليمن.
فالمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، كانت ترغب في رؤية مساهمة أكثر نشاطًا من شركاء التحالف مثل الكويت والبحرين، الذين كانت مساهماتهم في التحالف محدودة جداً.
وختتم الكاتبان بالتأكيد بأنه يجب إدراك أن لهذا النوع من الخلافات ـ باعتباره جزءاً من المشهد الخليجي بين مختلف الدول ـ تأثيرا ًاجتماعيا- نفسيا عميقا على المواطنين، ومن المحتمل أن يستمر لأجيال أخرى قادمة.