قال الكاتب البريطاني جوناثان فينتون هارفي، إن الإمارات العربية تستغل وجود القاعدة في جزيرة العرب" لتبرير استمرار وجودها من أجل تحقيق طموحاتها الجيوسياسية للسيطرة على جنوب اليمن ومدينة عدن الساحلية الرئيسية.
وفي مقال له بموقع "لوب لوج" الأمريكي ـ أشار الكاتب المتخصص في الشؤون اليمنية والعربية والعلاقات الدولية بجامعة إكستر البريطانية، إلى أن الإمارات تزعم نجاحها في طرد القاعدة في جزيرة العرب في عام 2016 من معقلها في المكلا، خامس أكبر مدن اليمن. لكنها في حقيقة الامر دفعت للقاعدة أموالا للانسحاب من المدينة، بدلاً من قتاله، وذ من أجل تسهيل زيادة هيمنة أبو ظبي على الجنوب ـ وفق الكاتب.
وأضاف: بغض النظر عن السرد الإماراتي الذي يتبنى جلب الأمن إلى اليمن، فإن القاعدة تزدهر في الأراضي التي تعاني من الفقر وفي والدول الفاشلة، وبالتالي "يمكنها أن تفعل الشيء نفسه في اليمن، خاصة من خلال الاستمرار في الانحياز للميليشيات الأخرى المدعومة إماراتيا.
وهو ما أكده الكاتب ايضا، حيث قام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بذلك من خلال إثارة سرد يتبنى الحرب الطائفية في البلاد.
ولفت إلى أنه وفي الواقع، دعمت كل من الإمارات والسعودية القاعدة في جزيرة العرب في حملتها ضد الحوثيين. حيث كشفت وكالة أسوشيتيد برس أن كلتا الدولتين قد زودتا الفصيل بالأسلحة والمال د، وقامتا بتجنيد أعضاء القاعدة في التحالف لمحاربة الحوثيين.
وذكر بأن النزاع في اليمن سمح للجماعات المتطرفة الأخرى بالظهور في البلاد، بما في ذلك الميليشيا السلفية لـ "أبو العباس" التي تتخذ من تعز مقراً لها، والتي تلقت أموالاً إماراتية بشكل مباشر، على الرغم من كونها مصنفة إرهابية لدى أمريكا". كما انتهى الحال بأسلحة غربية بيعت للتحالف، بشكل غير مباشر في أيدي القاعدة، وفقًا لتقرير سي إن إن في فبراير الماضي.
ولهذا يرجح الكاتب بأنه" ومع تزايد تدفق المعدات العسكرية إلى مناطق الحرب، ووسط تحالفات مختلطة وغامضة، فغالبًا ما تنتهي الأسلحة في أيدي غير مقصودة.
وبالتالي، فإنه وفقط من خلال إنهاء الحرب في اليمن، ودفع السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى قطع دعمهما لتنظيم القاعدة، وإعادة بناء البلد المدمر، يمكن أن يبدأ تهديد المتطرفين في اليمن بالتراجع.
ولا يستغرب الكاتب أن تدعم الإمارات أو السعودية الفرع اليمني للقاعدة، في صراع تسعى فيه الرياض إلى ممارسة تأثير جيوسياسي أكبر..لافتا إلى أنهما دعمتا القاعدة في جزيرة العرب " لأسباب إستراتيجية".
فعلى سبيل المثال، وجود القاعدة في جزيرة العرب يبرر استمرار وجود الإماراتيين، لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية للسيطرة على جنوب اليمن ومدينة عدن الساحلية الرئيسية.
غير أن الكاتب استدرك بالقول:"ومع ذلك، لا يريد أي البلدان أن ينمو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على نطاق واسع، بحيث يكون له وجود لا يمكن السيطرة عليه في اليمن، بما يهدد طموحاتهم الجيوسياسية.
ويرى الكاتب هارفي، بأنه ونظرًا لأن الوضع في اليمن متقلب ويمكن للفصائل المحلية المختلفة أن تتماشى مع تنظيم القاعدة كما فعلت في الماضي، فإنه لا يزال بإمكان القاعدة في جزيرة العرب التمدد لتشمل أجزاء مختلفة من البلاد.
ويختم الكاتب مقاله بالقول:" طالما ظل اليمنيون غارقين في الفقر واليأس بسبب النزاع، فإن القاعدة في جزيرة العرب ستكون قادرة على تجنيد أعضاء جدد".