قال رئيس الحكومة اليمنية الشرعية أحمد عبيد بن دغر "إن أساليب الافتراء والتضليل، التي أدمنت على استخدامها مليشيا الانقلاب ووسائلهم الاعلامية في تسويق انتصارات وهمية، وتزييف المعلومات حول حقيقة ما يجري باتت مكشوفة للجميع في الداخل والخارج، ولن تؤدي الى شرعنة انقلابهم مهما حاولوا".
وأشار،إلى إلى كل ادعاءاتهم بالمظلومية سقطت وظهر البعد الآخر لهذه المليشيا وهدفها في خدمة اطماع ايران في المنطقة، ضاربة عرض الحائط بالمصلحة الوطنية العليا والشعب اليمني
جاء ذلك خلال ترأس بن دغر أمس اجتماع مشترك لمجلس الوزراء وعدد من أعضاء مجلس النواب، وذلك للوقوف أمام تطورات الأوضاع والمستجدات على الساحة الوطنية في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية والاقتصادية.
وتدارس الاجتماع الموقف السياسي الخاص بمشاورات السلام الجارية في دولة الكويت الشقيقة، واستمرار الوفد الانقلابي في رفضه الامتثال للإرادة الشعبية والدولية والالتزام بمرجعيات الحل السياسي المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216 الصادر تحت الفصل السابع.
وجدد التأكيد على موقف الحكومة الشرعية الايجابي من المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، شريطة الالتزام بمرجعيات الحل المتوافق عليها، من اجل حقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب الصابر الذي حولت مليشيا الانقلاب آمالَه إلى كوابيس واستقرارَه إلى دوامة من الخراب، فعملت على تقطيع أوصاله وتشريد عائلاته وإلحاق الموت والأذى بأبنائه وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته العامة والخاصة..
وحمل الاجتماع المليشيا الانقلابية المسؤولية الكاملة عن ما وصلت إليه البلاد والتدهور الكبير في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية، وذلك بسبب استمرارها في رفض الحلول السياسية وتماديها في ارتكاب الجرائم ضد ابناء الشعب اليمني، وتدمير مؤسسات الدولة.
ورحب رئيس الوزراء بأعضاء مجلس النواب،مؤكداً أن الضروف تحتم علينا اللقاء بين لحظة وأخرى للتشاور مع ممثلي الشعب والسماع لآرائهم في كافة الاوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية .
ودعا رئيس الوزراء، المجتمع الدولي إلى عدم الإصغاء لما يقوله الانقلابيين والنظر إلى افعالهم الوحشية والإجرامية على الأرض واستمرارهم في عملية التنكيل والإبادة لأبناء الشعب اليمني، ففي حين أن الحكومة الشرعية ذهبت إلى مشاورات الكويت بنية صادقة انطلاقا من مسئوليتها الوطنية والأخلاقية لرفع المعاناة عن شعبها وانهاء الحرب العبثية التي فرضت عليهم، ظل الانقلابيين يمارسون الاعيبهم المعروفة في المماطلة والتنصل عن كل المواثيق والعهود التي قطعوها.
وشدد بن دغر، على ضرورة مراجعة المليشيا الانقلابية لمواقفها ووقف الجرائم الوحشية التي ترتكبها بحق الشعب اليمني، وعدم البقاء طويلا في غياهب الاستقواء الوهمي والذهاب بعيدا في المأزق الذي أوقعت نفسها فيه، وان تقرأ جيدا الاجماع الإقليمي والدولي الرافض والمستنكر لما تقوم به والداعي الى تخليها عن السلاح وتسليم مؤسسات الدولة وانهاء كافة مظاهر الانقلاب.مجدداً موقف الشرعية الثابت وهو افشال المشروع العنصري السلالي وإستعادة الدولة وهزيمة الانقلاب والبحث عن السلام الدائم والشامل لكل أرجاء الوطن.
واشاد د.بن دغر بالمقاومة الوطنية في كل محافظات ومدن الجمهورية وخاصة في تعز التي تعاني هذه الأيام من ويلات مليشيات الحوثي وصالح .
وقال د.بن دغر لابد من بذل الجهود مع هذة المحافظة الصامدة يجب على الجميع رفع القبعات احتراماً لمقاومتها وقادتها ،وأشاد رئيس الوزراء بأبنا ومقاومة محافظة مارب التي صمدت وحمت نصف أراضي اليمن مثمناً الجهود التي تبذلها قيادة السلطة المحلية في مارب.
وقدم رئيس الوزراء الشكر والتقدير لكل الدول التي وقفت إلى جانب الشرعية وعلى راسها المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهدة الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذين صاغوا سياسات واضحة كانت لها الأثر الكبير لصمود المقاومة الوطنية على الأرض .
وكذلك شكر كل الاشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها برئاسة الشيخ خليفة بن زايد وولي عهد ابوظبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد وحاكم دبي نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد الذين ساعدونا في تحرير مناطق هامة في اليمن .
واستعرض الاجتماع ما يجترحه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من بطولات خالدة وصمود اسطوري في وجه المليشيا الانقلابية التي تحاول استغلال الهدنة القائمة برعاية الأمم المتحدة لتحقيق تقدم ميداني، لكنها لم تجني سوى المزيد من الهزيمة والتراجع.. منوها بالتقدم والانتصارات المتوالية للجيش الوطني والمقاومة بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في عدد من الجبهات التي لم تلتزم فيها المليشيا الانقلابية بالهدنة.
وجدد الاجتماع دعمه الكامل للجيش الوطني الباسل وابطال المقاومة الشعبية، وتقديره الكبير للتضحيات التي يقدمونها من اجل استعادة احلام اليمنيين في وطن اتحادي يليق بحاضرهم ومستقبل الاجيال القادمة.. مثمنا الدور الكبير للأشقاء في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
ووقف الاجتماع امام الجهود الحكومية المبذولة للتخفيف من معاناة الجرحى والمصابين عموما وفي محافظة تعز على وجه الخصوص، والاجراءات التي تمت في هذا الجانب بدعم من السعودية والامارات، وكذا ما انجزته لجنة المتابعة الخاصة بهذا الملف.
وتم التأكيد على استمرار بذل المزيد من الجهود للتعامل مع قضية الجرحى جراء الحرب العبثية التي تشنها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على الشعب اليمني، واعتبار هذه القضية على رأس اولويات الحكومة، بما في ذلك العناية بأسر الشهداء الذين قدموا ارواحهم ودمائهم الزكية من اجل الوطن.
وتحدث الأخ رئيس الوزراء، حول التوجيهات التي اصدرها بإعادة تأهيل عدد من مستشفيات محافظة تعز ونقل 100 من جرحى الجيش والمقاومة الى الخارج لتلقي العلاج، ضمن المنحة المقدمة من ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.. مشيرا الى متابعته المستمرة لملف الجرحى مع محافظ تعز ولجنة المتابعة الحكومية، باعتبار ذلك مسئولية تقع على عاتق الحكومة وواجب وطني واخلاقي تجاههم.
وقال " اؤكد لكم ان الدولة والحكومة لن تَتَخلَّى عن أبنائها، ولن تتنكَر لجرحاها والآمهم او لشهدائها ومعاناة أسرهم، فلا يمكن ان نتنكر لمن حملوا رؤوسهم على أكفهم وهم يدافعون عن الوطن ودحر الانقلاب الطائفي المقيت الذي عاث في البلاد تخريبا وفسادا وقتلا وتنكيل بالمواطنين".
وأضاف" إنّ ما تفعله الحكومةُ الآن، وما ستفعله فور انهاء الانقلاب وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة، تجاه الجرحى وأسر الشهداء ليس مِنّةً ولا إحساناً، بل هو حق لهم، وواجب وطني واخلاقي على الدولة والحكومة، فإذا كانت هناك أوجه قصور فسنعمل بكل جدية على تجاوزها".
وحيا الدكتور بن دغر، صمود العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية الثابتة والمتنقلة من اطباء وممرضات ومسعفين ومتطوعين، وعملهم في أصعب الظروف وباقل الامكانيات لتخفيف معاناة الجرحى والمصابين، والنشاط المجتمعي الفاعل والمؤازر في هذا الجانب.. مؤكدا ان الحكومة ستقدم كل الدعم اللازم لاعادة تاهيل المستشفيات وتزويدها بالادوية والامكانيات اللازمة لاستمرار عملها، بالتنسيق مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.