كعادة الحوثيون في استمرار مراوغتهم ومحاولة الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم حول الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة (غرب اليمن)، أعلنوا أنهم لن ينسحبوا من مدينة الحديدة، عقب تصريح المبعوث الأمم غريفيث أمس الثلاثاء عن تقدم ملموس في تنفيذ الاتفاق الأولي.
 
واتهم رئيس اللجنة الثورية العليا للمتمردين الحوثيين محمد علي الحوثي، ـ في لقاء اجرته معه وكالة الاسوشيتد برس الامريكيةـ الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا "بسوء فهم اتفاق الحديدة" قائلا "بأن الحوثيين وافقوا على سحب قواتهم لكنهم سيظلون يمتلكون السيطرة هناك".
 
وقال إن الحكومة الشرعية "لا يمكنها الحصول على (الميناء) بالقوة ولن تستولي عليه بالحيل" ـ على حد تعبيره.
 
وقال في مقابلة أجريت معه في مكان مجهول في صنعاء بعد نقله لتجنب الغارات الجوية "نحن متفقون على إعادة الانتشار وفقًا للآلية المقدمة، لكن مسألة الانسحاب كما يجري الترويج لها هي أمر مستحيل".
 
وكان تم الاتفاق على انسحاب متبادل من الحديدة التي يدخل عبرها حوالي 70 في المائة من واردات اليمن، وكذا من مينائي الصليف ورأس عيسى الصغيرين، في السويد في ديسمبر/ كانون الأول، واعتبرت خطوة أولى مهمة نحو إنهاء النزاع.
 
لكن قلة الثقة بين الحكومة والحوثيين أعاقت الاتفاق على تفاصيل الانسحاب حيث يتهم كل طرف الآخر بانتهاك وقف إطلاق النار في الحديدة في حين يستمر القتال في أجزاء أخرى من البلاد.
 
واعترف محمد علي الحوثي "إن لديهم أهدافًا مشتركة مع إيران". وقال إنه لا تزال هناك "فرصة كبيرة للسلام" ولكن فقط إذا كان الطرف الآخر ملتزمًا بذلك.
 
ومساء أمس الثلاثاء أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن هناك تقدم ملموس نحو الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار طبقا لاتفاق الحُديدة عقب نقاشات مع الطرفين وصفها بـ "البناءة". وأضاف "أنه سيتم عرض التفاصيل الفنية على الطرفين في لجنة تنسيق إعادة الانتشار للتصديق عليها".
 
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر من توقيع اتفاق ستوكهولم في 13 ديسمبر 2018، لم يتم التقدم خطوة واحدة في تنفيذ الاتفاق حيث لا يزال يدور في حلقة مفرغة، وخلال الأسابيع الماضية تجمدت كل النقاشات حول تنفيذ الاتفاق، حيث يرفض الحوثيون الانسحاب من المدينة والميناء.