تحت عنوان "أملي تجاه اليمن"، كتب مارك لوكوك منسق الشئون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة، مستعرضا الوضع الانساني والصحي في اليمن، وذلك بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الذي تنظمة الأمم المتحدة، لدعم خطة الاستجابة الانسانية في اليمن.
وأوضح لوكوك، في مقاله، الذي نشر في صحيفة الأهرام المصرية، "أن الملايين من اليمنيين لا يزالون يواجهون ظروفًا صعبة مماثلة، وتشير تقديرات إحدى وكالات الإغاثة إلى أن نحو 85 ألف طفل في اليمن قد خسروا كفاحهم ضد المجاعة منذ عام 2015".
وأشار إلى أنه "من بين نخو 20 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة لتأمين الغذاء، هناك ما يقرب من 10 ملايين شخص هم على قاب قوسين من المجاعة، بمن فيهم 240 ألف شخص تقريبًا يواجهون مستويات كارثية من الجوع وبالكاد هم على قيد الحياة".
وأكد أن "نصف المرافق الصحية فقط في البلاد مازالت تعمل بشكل كامل، وأُصيب مئات الآلاف من الناس بالأمراض في العام الفائت؛ بسبب سوء الصرف الصحي والأمراض المنقولة بواسطة الماء، وزادت الاحتياجات في جميع القطاعات بشكل كثيف، ويعاني الملايين من اليمنيين الجوع والمرض والضعف حاليًا أكثر مما كانوا عليه في العام الفائت".
وأشار لوكوك إلى أن "الأمم المتحدة وشركاءها في الشق الإنساني يبذلون قصارى جهدهم ليحصل أمثال فواز على فرصة للنضال". لافتا إلى أنه "على مدار عام 2018، وعلى الرغم من كون اليمن واحدة من أخطر الأماكن التي يمكن العمل فيها وأكثرها تعقيدًا، قام نحو 254 شريكًا دوليًا ووطنيًا بالتنسيق فيما بينهم لتأمين الدعم لليمنيين؛ وبالتالي إنقاذ حياتهم".
وقال: "نحن نساعد معًا حوالي 8 ملايين شخص كل شهر في جميع أنحاء البلاد، وهذه أكبر عمليات الإغاثة في العالم، في شهر ديسمبر وحده، سجّلنا رقمًا قياسيًا في مجال تقديم المساعدات الغذائيّة لأكثر من 10 ملايين شخص".
واستدرك ذلك بالتأكيد أن الأمم المتحدة، "عليها القيام بأكثر من ذلك بكثير، فنحن نعلم أننا نستطيع إنقاذ الملايين من الأرواح هذا العام. إلا أن الوقت ينفد، والمال كذلك". حسب وصفه.
وتابع قائلا: "لهذا السبب، ستعقد الأمم المتحدة في 26 فبراير مؤتمرًا رفيع المستوى لإعلان التبرعات في جنيف، تتشارك في عقده حكومتا السويد وسويسرا، ونحن بحاجة إلى أربعة مليار دولار للاستجابة الإنسانية في اليمن هذا العام، أي بنسبة تزيد على 33 بالمائة عن العام الماضي، وذلك لتأمين الغذاء، وعلاج الأطفال الذين يعانون سوء التغذية على غرار فواز، والرعاية الصحيّة، والمياه النظيفة، إلى غير ذلك من أعمال الإغاثة".
وأضاف: "قد يبدو حجم التمويل المطلوب هائلًا، لكنه سيمكننا من مساعدة 15 مليون يمني- حوالي نصف عدد السكان- عبر مكافحة الكوليرا، وحماية الأطفال من الأمراض الفتاكة، ومعالجة سوء التغذية، وتحسين الظروف المعيشيّة لأكثر الناس ضعفًا.. ببساطة، لا يمكن لكل ذلك أن يحدث من دون تمويل إضافي".
وأكد أن "الدول المانحة لم تتوقف عن التبرّع بسخاء للاستجابة الإنسانية لليمن، ونحن نحثّها على القيام بذلك مجددًّا هذا العام. من مصلحتنا جميعًا أن نمنع المأساة الإنسانيّة في اليمن من التدهور أكثر".
وعبر عن أمله، " في أن ينقذ عملنا الجماعي في جنيف المزيد من الأرواح ويدعم العملية السياسية للاتجاه نحو حل سلمي". مضيفا: "نحن مدينون لأطفال اليمن وعائلاتهم".