أكد قيادي عسكري يمني رفيع أمس أن القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي جاهزة للحسم العسكري في اليمن منذ العام الماضي ولكنها (كُبّلت) المسار السلمي الذي فرضته الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية، ولذا أصيبت التحركات العسكرية بالجمود.
وقال هذا المسؤول العسكري الذي فضّل عدم ذكر اسمه وتحدّث لـصحيفة (القدس العربي) «الانقلابيون من ميليشيا الحوثي وقوات صالح غير جادين في وضع حد للحرب والجنوح للسلم، ولذا تعمّدوا إضاعة كافة الفرص التي طرحت في جولات مباحثات السلام اليمنية السابقة في سويسرا وحاليا في الكويت».
وأضاف أن «الميليشيا الحوثية، نشأت وترعرعت خلف البنادق، مثل الاسماك لا تعيش إلا تحت الماء.. الميليشيا تشعر أن حياتها قائمة على حمل السلاح وأنها لا يمكن أن تعيش بدون ذلك».
وقال «لا يرجى من الانقلابيين الحوثيين أن يجنحوا للسلام في مباحثات الكويت وواثقون بأنهم غير جادين في التوجه نحو تحقيق ذلك، وما تبقى من الوقت الذي لا يتجاوز أسبوعا من هذه الجولة التي وُصفت بالفرصة الأخيرة لن يكون كافيا وكفيلا بتحقيق أي نتائج نحو إحلال السلام في اليمن».
وأوضح أن الانقلابيين الحوثيين وأتباع صالح يعتقدون أنهم «يكسبون الرهان من خلال إضاعتهم للوقت في مباحثات السلام لإطالة أمد الأمر الواقع على الأرض بقوة السلاح، ويتوهمون أن القوات الحكومية لا تستطيع حسم المعركة عسكريا.. هم واهمون».
وكشف أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للرئيس هادي «جاهزة للحسم العسكري منذ نهاية العام الماضي، بل وإنه كلما مرّ المزيد من الوقت كلما ازدادت قوة وصلابة، عبر المزيد من التدريب والمزيد من التجنيد والمزيد من اكتساب الخبرة وكذا وصول المزيد من التعزيزات والآليات العسكرية الحديثة من دول التحالف العربي».
وذكر أن معطيات الوضع الراهن على الأرض وفي طاولة المفاوضات تعزز أن البلد يسير باتجاه الحسم العسكري والذي بات وشيكا أكثر من أي وقت مضى وقال «كل الدلائل والمؤشرات تتجه نحو الحسم العسكري، سواء في العاصمة صنعاء أو في غيرها، إلا إذا تدخل الخارج».
وأشار إلى أن الإرادة السياسية وصلت إلى قناعة بهذا التوجه، بعد أن بذلت جهودها الكبيرة لأكثر من عام من أجل استعادة الدولة ومقدراتها عبر مختلف السبل وفي مقدمتها المسار السلمي، رغبة منها في وضع حد لإزهاق أرواح اليمنيين من مختلف أطيافهم.
وتوقع نائب مدير مركز المعلومات التابع لرئاسة الجمهورية محمد العمراني لهذه الجولة من مشاورات الكويت اليمنية ان تلحق بسابقاتها، وقال لـ(القدس العربي) «مانسمعه من تصريحات للطرف الانقلابي وماجاء على لسانهم في كلماتهم في الجلسة الافتتاحية كان يشير بوضوح إلى انهم قد اختاروا طريق افشال المشاورات واصرارهم على شرعنة وجودهم الانقلابي من خلال البحث عن الشراكة في السلطة والمطالبة بتشكيل مجلس رئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ما يجعل التوصل إلى الحلول يبدو مستحيلا «.
وأضاف «لاشك أن الإصرار على هذه الأمور سيعني بالضرورة فشل مشاورات السلام، فالوفد الحكومي جاء إلى الكويت بناء على التزامات واضحة من الاطراف الدولية ومن الأمم المتحدة بأن تكون المشاورات تحت المرجعيات الثلاث ومن أجل تنفيذ القرارات الدولية وليس للانقلاب عليها وشرعنة الوجود الانقلابي».
وشدد على أن القرارات الدولية واضحة وكاملة الوضوح في مطالبة الانقلابيين بتسليم الأسلحة والانسحاب من المدن واطلاق المعتقلين ولم تشر في أي منها لحكومة وحدة وطنية او تنتقص من شرعية الحكومة والرئيس هادي.
واضاف العمراني «يعتقد الانقلابيون انهم امام فرصة لكسر الجمود السياسي او العزلة السياسية التي تفرضها عليهم الدول باعتبارهم قوة انقلابية غير شرعية، فالكويت وفرت لهم فرصة للقاء السفراء والدبلوماسيين والناشطين وغيرهم، وهم يريدون لهذه الفرصة ان تطول وليسوا مهتمين بنتائج المشاورات بل بإطالة مدّتها إذا كانت ستمنحهم حضورا سياسيا وإعلاميا وهو مادفع بوزير الخارجية الكويتي إلى التصريح الواضح بأن مدة المشاورات ستكون 14 يوما فقط او ستعتذر الكويت عن الاستضافة في محاولة للقول إن الكويت تدرك هذه اللعبة».
وأوضح أنه في حال فشل مشاورات الكويت فإنه على يقين أن «الشعب اليمني مصمم تماما على استرداد دولته ومصمم أيضا على دحر الانقلاب، وسيستمر الشعب اليمني في مقاومة الانقلاب بكل الوسائل الممكنة عسكريا وسياسيا وثقافيا وإعلاميا، لأنها بالنسبة للشعب اليمني معركة وجود والشعب سيخوضها بالسلم او بالحرب».
وذكر أن الحكومة الشرعية حرصت على التعاطي بإيجابية مع كل المقترحات التي طرحت وتطرح للحل السلمي «لكن حالة التعنت لدى الانقلابيين ستقودهم إلى المحارق التي يحاولون أن يقودوا الشعب اليها».
وشدد على أنه ليس هناك أي شيء يمكن أن يثني الشعب اليمني عن الحصول على حقه واستعادة دولته ولعل الجميع يلاحظ حجم التخوفات الشعبية من مآلات المشاورات فالشعب في أغلبه يتطلع لسلام مستدام على اسس واضحة وإلا فإن الخيارات كلها ستكون مفتوحة.