انطلقت منذ أيام مشاورات الكويت2 بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد الانقلابيين برعاية الأمم المتحدة ودول رعاة التسوية في اليمن،كامتداد لمشاورات الكويت1،والتي استمرت لأكثر من شهرين وانتهت مع قبيل عيد الفطر المبارك دون تحقيق أي تقدم في ملفاتها،في ظل تعنت الانقلابيين بعدم الالتزام بمرجعيات المشاورات المتفق عليها سابقاً في مدينة "بيال" السويسرية وبرعاية أممية.
مشاورات الكويت التي ترعاها الأمم المتحدة،ويُديرها مباشرة مبعوثها الخاص إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"،تأتي في وقتٍ لا تزال فيه مليشيات الانقلاب تواصل قصفها الأحياء السكنية في تعز وقرى يبار وحمك ومريس ودمت والشعاور والأهمول،وتخوض حرباً شرسة مع قوات الحكومة الشرعية في الجوف ومأرب وعلى تخوم لحج ونهم وميدي.
كما تأتي هذه المشاورات في ظل استعدادات كبيرة للحكومة اليمنية لتحرير العاصمة المحتلة"صنعاء"كانت آخرها زيارة الرئيس ونائبه إلى المواقع العسكرية في مأرب ونهم مع نهاية إجازة عيد الفطر المبارك،حيث أعلن الرئيس هادي عن قرب موعد تحرير صنعاء والمحافظات الأخرى،رافضاً الصيغة الأممية التي تتبناها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن،قبل أن يُفاجئ الجميع بوصول "ولد الشيخ"إلى صنعاء ومرافقته وفد الانقلابين إلى عمان،قبل أن يتوجه إلى الرياض ويقنع الحكومة الشرعية السفر إلى الكويت وعقد جولة ثانية من المشاورات التي بدأت منذ أيام ولا يزال موقف وفد الانقلابيين ثابت من جدول الأعمال والمرجعيات،الأمر الذي ينُبئ بفشل هذه المشاورات مرة أخرى.
"يمن شباب نت" استقرأت بعض أراء شباب محافظة إب عن مشاورات الكويت ونتائجها المرجوة وكيف يراقبون سيرها وكانت هذه حصيلة الآراء:
مشاورات مصيرها الفشل
"واحد يمني يبيع مشبك فوق عربيه ويصيح خيار خيار خيار،سأله واحد مالك بتصيح خيار وأنت معك مشبك رد عليه اليمني نغالط الذباب "« هكذا هي مشاورات الكويت ».
يتفنن اليمنيون في صناعة النكتة السياسية وتداولها مع كل حدث كترويح منهم عن النفس التي يتختلج في دواخلها الكثير من الألم المصاحب للأوضاع التي تمر بها بلدهم ومحاولة من الانتصار على هذا الألم بشيء من الفكاهة.
أجمع من تم رصد آراءهم في هذا الاستطلاع بأن الجولة الثانية من المشاورات التي تجري الآن في الكويت مصيرها الفشل،نتيجة تصلب المواقف وغياب الرؤية وعدم وجود مرجعيات ثابتة مجمع عليها كل الأطراف.
الناشط"فيصل الحميدي"يرى بأن مشاورات الكويت? مجرد تضييع وقت وان من هو على الأرض هو المستفيد منها،منوهاً بأنه لن يتوقع أن تخرج هذه المشاورات بنتائج لصالح الوطن والشعب،وأي تسوية سياسية فهي ستأتي لصالح الانقلابيين وإنشاء دولتهم بمباركة الشرعية،على الأقل سيكون هناك قوة تعطل الدولة وتنقلب عليها متى شاء.
من جهته يرى "علي حقيس"بأنه وفي ظل المعطيات الحالية فإنه يتوقع أن تخرج مشاورات الكويت2 باتفاق يقضي بتحديد موعد لعقد مشاورات الكويت3.
الأديب والكاتب الروائي "فؤاد الوجيه" هو الآخر لا يؤمل على هذه المشاورات بالخروج بشيء ويرى بأن لا مصالح عليا للوطن ذاهبة مع الوفدين في جدول الأعمال وإنما مصالح شخصية ومكاسب أنانية.
ويتفق معه في هذا الشأن الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي "عبد الخالق الجرفي" حيث قال بأنه لا يتوقع أن تخرج المشاورات بأي نتائج،مضيفاً:لا أجد حتى اللحظة أرضية مشتركة يمكن الوقوف عليها من قبل طرفي الحوار ولهذا لا أجد أي جديد في كويت 2 سوى استمرار المعاناة وعلى ما يبدو لكل مراقب انه لا يوجد حوار وتفاوض ببن طرفين،فالموجود حاليا أن كل الطرفين يتفاوضون مع ممثلي الدول العشر وكلاهما يسعى لتمرير رؤيته و تحقيق اكبر قدر مكسب ممكن .
من جهته يرى "عرفات حمران"ـ ناشط حقوقي ـ بأن هذه المشاورات ماهي إلاّ تشريع للانقلاب في ظل التقارب الملاحظ بين المبعوث الأممي ووفد الانقلابيين وتقديمه صيغة حل يجري الحديث عنها هي بمثابة شرعنة وتقنين للانقلاب.
"عبد الفتاح الإبي" ـ أحد أبطال المقاومة ـ يقول بأن هذه المشاورات مصيرها الفشل في ظل تعنت الانقلابيين وتغليبهم لمصالحهم الشخصية،منوهاً بأن الكلمة الفصل ستكون للميدان.
الأمم المتحدة ..قاضٍ منحاز
ذهب جميع من استطلعنا آراءهم بأن الأمم المتحدة وممثلها الخاص إلى اليمن يقومون بأدوار أقرب إلى السلبية منها إلى الإيجابية ،مدعمين فكرتهم هذه إلى شواهد كثيرة كانت فيها المؤسسة الدولية الأولى قاضياً منحازاً للمتمردين على الدولة ،ويرون بأن مواقفها من مواقف الدول العظمى التي يطغى على سياستها الخارجية مصالح بلدانها.
رئيس منظمة رصد الحقوقية "عرفات حمران" يقول في هذا الشأن بأن: الأمم المتحدة تتعامل مع الانقلابين بطريقه ناعمة وتحاول حمايتهم وإنقاذهم من تداعيات الحسم العسكري،مذكراً بأن الأمم المتحدة لها يد في الانقلاب في اليمن من خلال رعايتها وثيقة"السلم والشراكة" سيئة الذكر،كما أنها قامت من قبل بتهريب أسلحة نوعية لهم في سفن الإغاثة بحسب ما أعلنت عنه قوات التحالف،وهي أيضاً تتعامل رسمياً مع الميلشيا كما هو واضح من رسالة المفوض السامي إلى ممثل خارجية الانقلاب .
والأخطر من ذلك بأنها تعمل على تعطيل القرار الأممي (2216) الصادر عنها،وتبحث عن حلول وصيغ تُبقي الانقلابيين في السلطة.
من جهته يرى "عبد الخالق الجرفي"بأن الأمم المتحدة وعبر تاريخها لم تصنع حل في أي بلد ما لم يكن أبنائه يريدون حل حقيقي ،مضيفاً بأن الأمم المتحدة تمارس ضغوطاً شديدة على الشرعية ونجد أنها تمارس تدليلا واضحا للانقلابيين.
ويذهب إلى نفس مذهبه الكاتب "فؤاد الوجيه" الذي يرى بأن مواقف ا?مم المتحدة معروف في كل الحروب والقضايا الدولية ..فهي سند ومشرعنة للمخططات الدولية في استغلال الشعوب ومنها الحرب في اليمن.
وعن أداء مبعوث الأمم المتحدة لليمن في إدارته للملف اليمني قال الجرفي: تعتبر القضية اليمنية هي أول تجربة سياسية يعمل عليها ولد الشيخ الذي يغلب على أدائه الغموض والتذبذب والبحث عن انجازات ولو كانت هشة.
الناشط "فيصل الحميدي" يرى بأن تقييم أداء الأمم المتحدة ومبعوثها تقييم سلبي باتجاه الشرعية لأسباب كثيرة بينها انه يمثل الدول الأكثر تأثير في مجلس الأمن وهو يحمل وينفذ توجهاتها،إضافة إلى عدم قدرة الشرعية على عكس وترجمة وسائل الضغط على الأرض،لأنه في الأخير وسيط ووسائل ضغطه انك ضعيف حتى على الأرض المسيطر عليها.
المقاوم" عبدالفتاح الإبي" تحدث عن دور الأمم المتحدة وأداء مبعوثها الخاص قائلاً:" التأريخ يسجل بأن ديمقراطية الأمم المتحدة تعبث بديمقراطية العالم في أي فرصة تتاح لها ولمبعوثها".
مضيفاً: المبعوث هذا أذكى من سابقه في تصريف الأرقام وأخطر بألف مرة لدرجة أنه يريد الأرباح للجميع على حساب آلاف الضحايا وكرامتهم وعلى حساب دولتنا وشرعيتها وديمقراطيتها أيضا.
الأمل في الميدان
لا آمال معلقة بمشاورات الكويت حتى الصيغ الأممية التي باتت جاهزة وتطرح على الطاولة هي الأخرى سبب آخر للفشل،الطريق إلى السلام يأتي من اللغة التي يفهمها الانقلابيون وهي لغة السلاح والتحرير هو الطريق الآمن لاستعادة الدولة بحسب آراء ضيوفنا.
"عبد الفتاح الإبي" يقول:بعد كل الحوارات والمشاورات السابقة التي تشبه مهدئ الكحة الذي يتناوله العالم ولا يقضي على الفشل،آمالي كلها مرتبطة بمعركة الكرامة على الأرض ولا أراهن إلا على أبطالها جيش ومقاومة شعبية طال الزمان أو قرب سننتصر.
الكاتب "الوجيه" يرى بأنه يجب على الجيش والمقاومة أن تستغل تلك المباحثات في المزيد من الإعداد والعمليات المباغتة واستنزاف العدو، والسير في اتجاهين متوازين اتجاه المشاورات الذي لا يعول على نتائجه ومسار الفعل الميداني.
من جهته يرى "الجرفي"بأن الآمال معقودة على الأبطال في الميادين فهم بيدهم من يحققوا السلام .