وجه التربوي اليمني، عادل المريري، رسالة إلى حفيده، البالغ من العمر عاما واحدا، بعد استشهاد نجله - والد الطفل - في إحدى الجبهات بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
"يمن شباب نت".. يعيد نشر الرسالة كما وردت في صفحة التربوي عادل المريري:
رسالة الى حفيدي الذي استشهد والده..
الى ولدي شرف عمرو لقد غاب ابوك..في عمر لم تستطع يوما ان تتذكر ملامحه....رحل والدك عن الحياة وهو لم يكن ليجد من الوقت الا القليل ليملأ ابتسامتك بأمل بقاء الأبوة...كنت تبتسم بوجهه مرحبا...لكنك لاتستطيع حينها تفسير اسباب غيابه عنك معظم الليالي...ولا تدرك سببا لنومه عنك اكثر ساعات النهار ...
لم تدرك بعد حينها ان لأبيك مشروع آخر هو من يشغله عنك..والدك ياشرف ذهب مقاتلا لمن انتهك الشرف وعبث بالطفولة واهلك الحرث والنسل ..ذهب لأجل ان ينتصر لأيتام مثلك فقدوا عائلهم...بسبب حربه القذرة..وحصاره.الاجرامي للمدينة.هناك في الثغور كان لأبيك صولات وجولات في مقاومة هذا العدو المنتهك للانسانية هناك في الثغور..حيث لاتنام العين..بل يقضة وسهر...كي تنام انت بأمان..وغيرك من الاطفال والعجائز ..بل كل القاطنين في هذه المدينة المحاصرة ..كان لأبيك هم حمايتهم كغيره من الشهداء والجرحى ممن ضحوا من اجلهم..
ستكبر يوما ياولدي لتسمع الكثير عن.سبب غياب ابيك الأبدي وفقدانك له، ستكبر يوما لنخبرك انك كنت تجهد بالبكاء حين يوقف ملاعبتك ويقفئ راحلا عنك الى هناك، حيث الواجب المقدس..
نؤمن يقينا انك حين تكبر ستعذره.وتقدر غيابه..كونك ستجني ثمار الخير التي لولى التضحيات لما كانت في متناولك انت وكل الاطفال..
ختاما ابشرك ان والدتك تحمل بطفل آخر ربما يؤنسك في الحياة لتعيشا اخوين بكل حب وتغمركما السعادة..
هذا ما نأمله ولدي شرف ولن.تخيب آمالنا...
رحم الله اباك واسكنه فسيح جناته...
وكان الشاب عمرو المريري، قد استشهد الاسبوع الماضي، أثناء تصديه مع زملاؤه لهجوم حوثي في جبهة الصياحي، شرق محافظة تعز.