أكد السفير اليمني في واشنطن، أحمد عوض بن مبارك، أن "إنهاء الحرب في اليمن لن يتحقق إلا بإنهاء مسبباتها، أى إنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة".
وأوضح بن مبارك في حوار له مع صحيفة "الأهرام المصرية"، أن "إنهاء الحرب في اليمن، يعد مطلبًا وطنيًا وإقليميًا قبل أن يكون استجابة لضغط غربي، لكن السؤال هو كيف؟". لافتا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بانهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
وأشار بن مبارك إلى أن "هذه الحرب لم تكن اختيارنا، ولم نذهب إليها، وإنما فرضت علينا من قبل ميليشيات عقائدية مدعومة إيرانيًا".
وقال: "علينا ألا نعول كثيرًا على ما يتم تداوله فى الصحف الغربية، فى إطار الحملات الإعلامية المنظمة الناتجة عن المعارك الانتخابية هناك".
ولفت إلى أن "مشكلة اليمن لا يمكن أن تحل إلا بتوافق يمني، بدعم ومساندة من محيطه العربي، ولا يمكن أن تحل إلا بإدراك الجميع أن اليمن وبما يمثله من عمق إستراتيجى للأمة العربية، لا يمكن أن يترك فريسة لإيران ومشروعها فى المنطقة، هذا أمر لن يقبله اليمنيون ولا التحالف إطلاقًا، لذا نتفاعل إيجابيًا مع الدعوات الدولية ولكن فقط فى هذا الإطار".
وتمنى بن مبارك أن "تكون جماعة الحوثي قد أدركت بعد 4 سنوات من المعاناة والوضع الإنسانى الكارثى، الذى تسببوا به للشعب اليمني". مؤكدا "أنهم لن يفرضوا إرادتهم بالسلاح على اليمنيين".
وأوضح، أن "الإشارات الأولية التى سمعناها من المبعوث الدولى تقول إنهم سيأتون، لأنهم يعرفون عواقب عدم المشاركة، ولكنى شخصيا لن أتفاجأ إذا تغيبوا فى اللحظات الأخيرة، لأن الحرب هى المادة التى يعتاشون عليها، والسلام سيضعهم فى حجمهم الحقيقى وهذا ما يتهربون منه".
وعن الاختلاف بين مؤتمرى السويد والكويت، قال بن مبارك، "لا أعتقد أنه سيتاح لنا كيمنيين ظروف وحفاوة وتسهيلات، كما أتيحت لنا فى الكويت، تهرب الحوثيين من استحقاقات السلام فى اللحظات الأخيرة بعد أكثر من 100 يوم مشاورات". لافتا إلى أن "الظرف الدولى والميدانى مختلف الآن، قواتنا تقف على أعتاب ميناء الحديدة، وتحقق انتصارات كبيرة جدًا فى صعدة، المركز الروحى للحوثيين، بالإضافة للانتصارات فى بقية الجبهات".
وأشار إلى أن "الحكومة وبدعم من التحالف استطاعت، خلال فترة قصيرة، أن تسيطر على سعر الريال، الذى كان يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة اليمنيين ومعيشتهم، وذلك يعطى الحكومة مزيدًا من الدعم الشعبي، و يجعل الظروف مغايرة وأتمنى أن تدرك الميليشيات ذلك".
وفيما يتعلق بخطة المبعوث الأممي إلى اليمن، أكد السفير بن مبارك، أن "أى خطة لا يمكن لها أن تخرج عن المرجعيات الرئيسية والأساسية فى القضية اليمنية، أى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى والقرار الدولى 2216". موضحا أن الخطة الأممية، "التى يتحرك وفقًا لها المبعوث الدولية تقوم على ذلك، وذلك ما يؤكده مجلس الأمن فى كل قراراته وبياناته الرئاسية".
وأكد أن "أى اعتقاد من قبل الميليشيات يخالف ذلك يجب تصحيحه، لا يمكن للعالم أن يقبل بوجود ميليشيات مدعومة إيرانيًا تهدد السلم والاستقرار الإقليمى والدولي، فى هذه المنطقة، والتى تشرف على أهم الممرات الدولية".
وشدد في هذا السياق، "أن الوسيلة الوحيدة لمشاركة الحوثيين فى السلطة، تكون عبر الأدوات السياسية، والتخلى عن السلاح والتسجيل كحزب سياسى وفقا لنواميس ومبادىء العمل السياسى فى اليمن، والتخلى عن نظرية الاصطفاء فى حكم اليمنيين".
وأضاف: "اليمنيون اتفقوا فى مؤتمر الحوار الوطنى على مشروع الدولة الاتحادية، وأساس الانقلاب هو رفضه للنظام الفيدرالي، وتمسكه بالحكم المركزى لأنه يمكنه من استغلال العصبيات السلالية والقبلية، وهو أمر يرفضه جميع أبناء اليمن".
واعتقد بن مبارك، "أن مشروع الدولة الاتحادية الذى أقره موتمر الحوار الوطني، ويحمل لواءه اليوم الرئيس عبدربه منصور هادي، هو الحل الذى يستجيب لرغبات اليمنيين فى المشاركة بالحكم والثروة، وفى الوقت ذاته يحافظ على وحدة اليمن، ويحقق مزيدًا من الاستقرار فى الإقليم". مؤكدا "أن الدولة الاتحادية، هي الحل في اليمن، خصوصا في ظل التخويف من مخطط تقسيم الوطن العربي".
وأكد بن مبارك "أن إجراءات بناء الثقة هى الملف الذى ناقشه الطرفان فى السويد، أهم محاورها إطلاق سراح المحتجزين والمختطفين والمختفين قسرًا، بالإضافة لرفع الحصار عن مدينة تعز، والاتفاق على توريد جميع موارد الدولة عبر البنك المركزي، ليتسنى لنا دفع المرتبات لكل المحافظات اليمنية، بما فيها تلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين ، فإن امتناع الحوثيين عن توريد تلك المداخيل للدولة، حال دون ذلك، فالحكومة قررت أخيرا دفع مرتبات المتقاعدين، فى عموم أنحاء الجمهورية برغم تعنت الميليشيات، وعليه إن الاستحقاقات الأمنية وضمانات تنفيذها تعد القضية الاساسية التى ستشكل مدخلاً للحل".
وأوضح أنه "منذ أن انطلقت مسيرة المشاورات فى جنيف ثم بييل والكويت وجنيف ثانية والطرف المعرقل هو الحوثيون". داعيا المجتمع الدولى للوقوف أمام تلك العراقيل الحوثية، وأن يتخذ موقفا أكثر حزمًا تجاه المعرقل الحقيقي". حسب تعبيره.