كشفت مركز أبعاد للدراسات والبحوث عن وجود تنافس سعودي إماراتي في اليمن أدى إلى إضعاف الشرعية والحكومة اليمنية في المناطق المحررة وأعطى فرصة للحوثيين في تقوية نفوذهم في المناطق الأخرى التي يسيطرون عليها.
وذكرت الدراسة التي أعدها المركز بعنوان "النفوذ الإماراتي في اليمن المرتكزات والحصاد" أن الدور الإماراتي في اليمن، انحرف بشكل كبير عن الهدف الرئيس لعاصفة الحزم، باتجاه إسقاط الحكومة الشرعية، والتشكيك في شرعية الرئيس هادي، وتشكيل الميلشيات ودعم التمردات المسلحة ضد الحكومة كما حدث في يناير/كانون الثاني 2018 في عدن".
وأضاف "كما استخدمت مظلة التحالف العربي بقيادة السعودية من أجل التوسع في الجنوب والسيطرة على الموانئ والمطارات، فقد استخدمت مكافحة الإرهاب من أجل الهيمنة وتوسيع رقعة السيطرة لتشمل محافظات ومناطق جديدة".
وكشفت أن الإمارات لديها أهداف استراتيجية من خلال تسويق نفسها على أنها تكافح الإرهاب وتواجه الحوثيين المدعومين من إيران، وهو الحصول على وجود عسكري واستثماري طويل الأمد في اليمن بالذات في سقطرى وباب المندب، ومحاولة الهيمنة على نفط وغاز وموانئ ومطارات اليمن واحتكار قطاع الإنترنت والاتصالات والكهرباء.
وحول انحراف الدور الإماراتي استشهدت الدراسة بعمليات التعذيب واستهداف المواطنين واعتقالهم من قبل القوات والميلشيات المدعومة والممولة من الإمارات بناء على معارضتهم السياسية لدور الإمارات، وقدمت توضيحاً لمرتكزات النفوذ الإماراتي في اليمن، التي تتيح له قدرا من الهيمنة والسلوك التدخُلّيّ، ويأتي في مقدمة ذلك مظلة التحالف العربي بقيادة السعودية ووجود عدد من القوى المحلية التي تتماهى مع الدور الإماراتي وتحمل مشاريع مناهضة للشرعية.
وقدمت الدراسة أربعة احتمالات لغموض الموقف السعودي من الدور التدخلي للإمارات في اليمن من بينه احتمال وجود تفاهمات بين القيادتين السعودية والإماراتية، واحتمال انشغال السعودية بترتيب الداخل والدفاع عن حدودها الجنوبية، واحتمال حاجة السعودية إلى الإمارات كجهة تأثير في مواقف الإدارة الأمريكية، وآخر الاحتمالات هو وجود تأثير للإمارات في القرار السعودي وتغلغل نفوذ أبو ظبي وتأثيرها في المواقف الخارجية السعودية.
وقال المركز "أنه بقدر أن تمرد الحوثيين في الشمال أنهك مؤسسات الدولة، فإن قيام الإمارات في الجنوب بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي والميلشيات الموالية لها خارج الدولة اليمنية لتحقيق أهداف خاصة بها في الميدان، قد أضعف شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي".