قالت منظمة "كير" الدولية، إنه لا يوجد حالياً ما يكفي من الغذاء في اليمن لدعم السكان سوى لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، وذلك في ظل زيادة المخاوف من إمكانية إغلاق ميناء مدينة الحديدة، بسبب الحرب الدائرة حالياً في الأطراف الجنوبية والشرقية للمدينة.
وحذرت المنظمة في بيان على موقعها الإلكتروني، من الأثار الكارثية للضربات الجوية على ميناء الحديدة الذي يُعد خط الإمداد الحيوي لـ 22 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية في اليمن.
وقالت المنظمة: “لقد زرع ارتفاع عدد الغارات الجوية على الحديدة الخوف والرعب بين السكان، وكثير منهم أُجبروا على الفرار ومغادرة منازلهم”.
وأضافت: “لقد تأثرت بالفعل حركة النقل، فقد تم إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط بين الحديدة والعاصمة صنعاء لعدة أيام، حيث اضطرت الشاحنات التي تحمل الطعام إلى سلك طرق مختلفة”.
فيما قالت المنظمة كير الدولية في اليمن، يوهان موويج: “نشعر بالرعب من التطورات الأخيرة في الحديدة. إلى جانب المزيد من التهجير، هناك خطر حقيقي من إغلاق الميناء. لا يوجد حالياً ما يكفي من الغذاء في اليمن للحفاظ على السكان سوى لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر. وسيلحق الأذى بالشريحة الأكثر ضعفا، النساء والأطفال”.
وتابع موويج: “تطالب كير جميع أطراف النزاع بإنهاء العنف وضمان حماية المدنيين. ففي الوقت الذي ترتفع فيه حالات الإصابة بالكوليرا بحدة، يموت الآلاف بسبب المرض والجوع، كما أن الريال اليمني فقد ربع قيمته وهذا هو آخر شيء كان ينقص الشعب اليمني. يجب وضع نهاية فورية لهذا العنف في الحديدة وما جاورها”.
واعتبرت المنظمة أن التطورات الأخيرة للصراع في اليمن، “نكسة لعملية السلام الوليدة التي بدأها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث”، مؤكدة أن أزمة اليمن هي “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”. وتركز منظمة كير في أعمالها على ضمان وصول إمدادات الطوارئ والمساعدة للأشخاص في المناطق الأكثر تضرراً والتي يصعب الوصول إليها وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية.
ومراراً حذرت منظمات أممية ودول كبرى التحالف العربي، من مهاجمة مدينة وميناء الحديدة، لما قد يتسبب به ذلك من مضاعفة المعاناة الإنسانية في اليمن، كون نحو 80 بالمائة من واردات هذه البلاد الفقيرة بما في ذلك المساعدات الإنسانية تمر عبر هذا الميناء الاستراتيجي، غير أن التحالف ضرب بكل تلك التحذيرات عرض الحائط وبدأ في اتمام عملية “تحرير الحديدة”.