تعرض مخزن تابع لبرنامج الغذاء العالمي بمدينة الحديدة، الجمعة، لقصف بمدافع الهون ما الحق أضرارا فادحة به، بحسب تصريحات أدلى بها المتحدث باسم البرنامج للصحفيين، دون أن يسمي الجهة التي قامت بالقصف، مكتفيا بالإشارة إلى أنها "مجموعة مسلحة مجهولة الهوية".
وقال برنامج الأغذية العالمي إن الدمار الذي لحق بإحدى منشآت تخزين الغذاء، بسبب القتال في مدينة الحديدة الساحلية قد يهدد بتعطيل جهود إطعام الملايين في اليمن. وفقا لما نشره موقع أنباء الأمم المتحدة، الجمعة.
ونقل الموقع الأخباري التابع للأمم المتحدة، عن المتحدث باسم البرنامج، إرفيه فيروسيل، خلال حديث للصحفيين في جنيف يوم الجمعة، إن استمرار الاشتباكات بالقرب من صوامع طاحونة البحر الأحمر، والتي تعتبر "منشأة حيوية لعمليات برنامج الأغذية العالمي" يمكن أن يؤثر على قدرة الوكالة الأممية على إطعام، لمدة شهر، نحو 3.5 مليون شخص ممن يعانون من الجوع الشديد في شمال ووسط اليمن.
وأضاف المتحدث أن قذيفة هاون أطلقتها "مجموعة مسلحة مجهولة الهوية" أصابت أيضا مستودعا تابعا للبرنامج في مدينة الحديدة يسع لكمية من الطعام تكفي لمساعدة أكثر من 19 ألف شخص من المحتاجين.
يأتي ذلك، بعد يوم واحدة على تصريحات منسقة الشئون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، أعربت فيها عن قلقها البالغ من إمكانية استهداف مطاحن البحر الأحمر. وقالت غراندي، في بيان صحفي الخميس الماضي: "نحن قلقون بشكل خاص على مطاحن البحر الأحمر، التي تمتلك حاليا 45,000 طن متري من الطعام، وهو يكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر".
وأضافت: "إذا تضررت هذه الطواحين أو تعطلت، فإن التكلفة البشرية سيكون من الصعب حصرها".
ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، فإن الوضع الأمني ??في الحديدة "يتدهور بسرعة" ويهدد المساعدات الإنسانية في المدينة والمناطق المحيطة بها، حيث وصلت الإمدادات الغذائية إلى مستويات منخفضة للغاية.
وفي حادث آخر وقع نهاية الشهر الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي إن سائق شاحنة تابعة له أصيب بجراح خطيرة نتيجة إطلاق مجموعة مسلحة مجهولة قذيفة استهدفت الشاحنة عندما كانت في طريقها لتوصيل مساعدات إلى حي التُحيتة، جنوبي الحديدة.
وقال البرنامج إن الشاحنة، التي كان عليها لافتة واضحة تدل على أنها تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، حملت حوالي 30 طنا من المساعدات الغذائية، تكفي لحوالي ألفى شخص لمدة شهر واحد.
واستأنفت المعارك في الحديدة، مع نهاية الأسبوع الماضي، عقب فشل أول جولة جديدة من المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في جنيف. إلا أن ممثلي الحوثيين رفضوا الحضور.
وتقول الأمم المتحدة إن لميناء الحُديدة أهمية بالغة بالنسبة للجهود الإنسانية في اليمن، إذ يعد بوابة رئيسية للغذاء والوقود والأدوية في البلد الفقير الذي يستورد كل احتياجاته اليومية تقريبا.
وأكد فيروسيل على استمرار عمليات برنامج الأغذية العالمي، على الرغم من تدهور الوضع الأمني، قائلا "سنبذل قصارى جهدنا لضمان استمرار عملياتنا في جميع أنحاء المنطقة دون انقطاع". في حين أشار إلى أن حوالي ثمانية ملايين شخص على حافة المجاعة في جميع أنحاء اليمن "ولا يمكننا تحمل أي أنشطة من شأنها أن تعطل عملياتنا الرامية إلى توفير الغذاء والتغذية".
وذكّر المتحدث باسم البرنامج، الأطراف المتحاربة بأن العاملين في المجال الإنساني ينبغي ألا يكونوا هدفا، مشيرا إلى أن البرنامج "سيحمل الأطراف المسؤولية" عن أي هجمات على منشآته.
وقال: "ندين أي محاولة من أي طرف من أطراف النزاع ممن يستخدمون المساعدات الإنسانية والمنشآت كأداة في هذا الصراع العنيف، ونناشد جميع أطراف النزاع السماح لعمال الإغاثة بالقيام بعملهم. مخازن برنامج الأغذية العالمي والشاحنات والمرافق والصوامع والأهم من ذلك الموظفون، محايدون ويجب ألا يستخدموا أو يستهدفوا بواسطة أي طرف من أطراف النزاع."