كشفت منظمة حقوقية، تعني بحقوق الإنسان والحريات، عن إرتكاب قوات عسكرية تابعة للسلطات المحلية بمحافظة حضرموت 75 حالة اعتقال تعسفي وإخفاء قسري، تعرض منهم اثنين للتعذيب حتى الموت اغلبهم في مدينة المكلا.
وأوضحت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، أنها تابعت خلال الفترة (مايو حتى يوليو) ???? م بقلق بالغ الاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري التي طالت ناشطين سياسيين واجتماعيين في محافظة حضرموت مدينة المكلا من قبل قوات عسكرية تابعة للسلطات المحلية في المحافظة ، حيث تم إعتقال وإخفاء العشرات من الناشطين بعضهم تعرض لتعذيب حتى الموت.
وبحسب بيان للمنظمة حصل موقع "يمن شباب نت" على نسخة منه، فقد "شمل الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري فئات عمرية مختلفة بينهم كبار في السن وضعوا في سجون بعيدة عن رقابة القانون، الامر الذي سينعكس سلبا على حالتهم الصحية مستقبلاً."
وأوضحت المنظمة في بيانها أنه "في ? مايو الماضي قامت قوة عسكرية تابعة للحكومة الشرعية باعتقال الشيخ عبدالله اليزيدي رئيس جمعية الاحسان الخيرية واقتادته إلى جهة مجهولة ولا يزال مخفيا حتى اللحظه". واستدركت: "وفي تاريخ ? مايو من نفس الشهر اعتقل الشيخ احمد علي بلرعود والشيخ عبدالحكيم السعدي وتم اقتيادهما الى جهة مجهولة ولا يزال الشيخ احمد برعود مخفياً بينما تم الإفراج عن الشيخ عبدالحكيم السعدي".
وتابعت "وثقت المنظمة عبر راصديها وفاة المعتقل محمد عوض بارحمه إثر تعرضه للتعذيب حيث اعتقل تعسفا من بيته في المكلا مع اخويه عوض وعيدرس في ?? مايو من قبل قوة عسكرية مكونة من اربعة اطقم تابعة لقوات النخبة العسكرية وتم إقتيادهم إلى جهة مجهولة وبعد يومين وجدت جثة محمد عوض بارحمه في ثلاجة الموتي التابعة لمستشفى ابن سيناء بالمكلا وعليها آثار تعذيب.
وأشارت إلى أنها راصديها وثقوا بتاريخ ??-?-???? وفاة المواطن لطفي جمعان بافطيم الملقب (بيليه) جراء التعذيب بعد اعتقاله من قبل قوة عسكرية واقتياده إلى جهة غير معروفة ، كما رصدت المنظمة بحسب شهادة الشهود تعرض بعض المعتقلين لمعاملة غير انسانية ومنع ذويهم من زيارتهم والاطمئنان عليهم.
وأدانت المنظمة حوادث الاختفاء القسري والتعذيب التي يتعرض لها النشطاء في محافظة حضرموت ، مؤكدة أن اعتقال الأشخاص من دون إبداء الأسباب وبدون إبراز إذن قضائي يعد مخالفاً لقانون العقوبات اليمني وإنتهاكاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .
وأعتبرت"إن عدم الإبلاغ عن مكان اعتقال المخفيين ومنع محاميهم وأقاربهم من التواصل معهم أو معرفة أخبارهم؛ يُعد انتهاكاً لضمانات العدالة ويمثل صورة من صور الاعتقال التعسفي".
وأكدت أن ممارسات التعذيب والعقوبات القاسية للمدنيين تعد جرائم مخالفة للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أوالعقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة الموقعة عليها الجمهورية اليمنية وتستوجب محاسبة مرتكبيها والمتسببين فيها كجرائم ضد الانسانية بموجب ميثاق روما.
وطالبت المنظمة وزارة حقوق الانسان في الحكومة الشرعية للضغط على السلطة المحلية لوقف تلك الانتهاكات والإفراج الفوري عن كافة المخفيين قسرا واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع تكرارها واحالة مرتكبيها للمحاكمة لينالوا جزاءهم.
وتأسفت المنظمة لصمت المجتمع المدني المحلي والدولي عن هذه الانتهاكات التي تجري في محافظة حضرموت ،داعية جميع المنظمات الحقوقية والمدنية المحلية والدولية إلى إدانة مثل هذه الانتهاكات والعمل بشتى الوسائل لوقفها .
كما دعت منظمة سام الحكومة اليمنية واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان للمباشرة الفورية في التحقيق في جرائم الاخفاء القسري والتعذيب في محافظة حضرموت واحالة من يثبت ارتكابهم لهذه الجرائم للقضاء.
وتنفذ قوات الجيش بمدينة المكلا منذ استعادة السيطرة عليها في نهاية أبريل / نيسان الماضي حملات اعتقال طالت رموز دين من التيار السلفي وناشطين دون أن تبدي أي اتهامات لهم .
كما لا تزال السلطات تعتقل القيادي بحزب الإصلاح بحضرموت عوض الدقيل منذ التساع من يونيو الماضي ، إضافة إلى اعتقال الناشط علي باقطيان مدير مؤسسة التنمية الإنسانية "متن" عقب التفجيرات اللنتحارية لداعش التي ضريت مدينة المكلا نهاية الشهر الماضي .