كشفت صحيفة لندنية، عن تضاعف فاتورة المأساة الإنسانية في اليمن، مع استمرار أمد الحرب، التي لم يكن أحدا يتوقع لها أن تطول لتتجاوز ثلاث سنوات ونصف، وارتفعت معها فاتورة الحرب الاجتماعية التي تنهش في جسد وقيم المجتمع اليمني المحافظ، بسبب ما خلفته الحرب إثر دفعها لمئات الآلاف من اليمنيين إلى هاوية الفقر المدقع.
ونقلت صحيفة القدس العربي، عن محللين اقتصاديين واجتماعيين، أن الآثار والانعكاسات السلبية التي خلفتها الحرب على المجتمع اليمني ليست بالهيّنة، حيث خلقت شرخا اجتماعيا غائرا بين فئات المجتمع بسبب الفتنة الطائفية التي خلقها الصراع السياسي، كما أنها أثرت على الوضع المعيشي لأغلب السكان، وهو ما دفع بقيم المجتمع للانهيار أمام الجوع الكافر لسد رمقهم وبحثا عن لقمة العيش.
وأوضحوا أن "الفاتورة الاجتماعية للحرب كبيرة جدا أكبر من أن يتصورها أحد، إذ أسهمت في تدمير قيم المجتمع التي تهاوت أمام الفاقة وشدة الفقر التي خلفتها الحرب، إثر انعدام مصادر الدخل وتوقف الرواتب وانعدام فرص العمل".
وذكرت الصحيفة أن "العاصمة صنعاء لم تعد صنعاء التي يعرفها الناس بقيمها الأصيلة المحافظة والقائمة على التكافل الاجتماعي، بل أصبحت غابة متوحشة من التنافر بين السكان، الذين ينشغلون بلقمة العيش كل بطريقته وكل حسب المتاح أمامه".
وأوضحت أن طول أمد الحرب، استنزفت الكثير اذا لم تكن كافة مدخرات الناس وبالذات الطبقة الوسطى من الموظفين الحكوميين، الذين انعدمت بهم السبل وعلقوا بين جحيم الانقلابيين الحوثيين الذين أجبروهم على استمرار العمل بالقطاع العام بدون رواتب وبين جحيم الحرب التي لم تترك بيتا إلا وخلقت فيه جرحا غائرا بطريقة أو بأخرى.
وأشار المحللون إلى أن استمرار الحرب، دفعت بالانقلابيين الحوثيين كما أطراف الحرب الأخرى التي تقاتل تحت مظلة الحكومة، إلى الدفع بالكثير من الشباب إلى جبهات القتال، والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف منهم، حيث وصلت شرارة الحرب إلى كل قرية وربما إلى كل بيت، اما بفقدان عزيز أو بإصابة صديق أو بالتأثر بهذه الحرب بأي شكل من أشكال التأثير الاجتماعي السلبي.