تعتبر ساحة الحرية في مدينة تعز البُقعة التي أبت أن تؤدي صلاة الخضوع والخنوع لنظام الرئيس المخلوع صالح ؛ بل اختارها ثوار 11فبراير 2011 مكاناً لاعتصامهم و زلزال شعبي للإطاحة بنظام صالح .
هي ذاتها التي أضحت قبلة الثوار ووجهتهم نحو التغيير ، والشاهد الأمين على صمودها وسلميتها المستعصية على الديكتاتورية والقمع إبان ثورات الربيع العربي ؛ وعلى مر الايام.
لم تقتصر ساحة الحرية كونها ميدان للعمل الثوري ،بل تعد أحد منابر الدعم المعنوي والإعلامي لأي عمل نضالي ، وكذا لافتا فيه لإحياء المناسبات الدينية والتاريخية .
هذا العيد - عيدالفطر المبارك - احتشد آلاف المصلين في ساحة الحرية لأداء شعائر صلاة العيد ،ذلك لما لها من أهمية كبرى في نظر الكثير ، وكما يعتبر حضور البعض اليها فرصة لتبادل التهاني والتبريكات بين الأهل والأصدقاء.
ويرى عدد من أبناء تعز أن ساحة الحرية أصبحت إحدى الأماكن التي يتزودون منها العزيمة والإصرار في كل لحظة تاريخية أو نضاليه ؛ ويستمدون منها الشعور بالفرحة متى ما جمعتهم في مناسبة دينية.
وقال الناشط آدم عازب: "إنها تعد رمزاً للثورة والصمود باعتبارها ثاني أكبر ساحة في اليمن بعد ساحة التغيير بصنعاء من حيث قوة التأثير والحضور لذا نحن اليوم اجتمعنا فيها لأداء صلاة العيد و لتبادل التهاني العيدية رغم الأوضاع المأساوية التي تشهدها البلاد".
وأشار - في حديث لـ"يمن شباب نت", إلى أن وظيفتها الثورية النضالية ، وكذا طبيعتها الحيوية شكلا عاملاً مساهماً في إضفاء الطابع الاستثنائي على أي حدث أو أي مناسبه ، لأنها أضحت لدى الكثير معروفه ومحفوره في حياتهم.
وبالنسبة للتربوي ،عبدالرحمن سيف ، فيُعتبر زائرها الأسبوعي منذ بعد أن كان مرابط فيها بشكل يومي ومستمر حتى رفعت خيام الاعتصام.
ويتحدث : "في كل جمعة أسبوعية وفي كل المناسبات قد تجدني حاضراً في مقدمة صفوفها رغم القصف العشوائي التي تطال عموم احياء مدينة تعز من قبل الميليشيات الانقلابية ، إلا أن ذلك الأمر لم يمنعني من ذلك ، لأنها أصبحت في نظري مكان عز وشرف".
ويرى بأنها روح شمولية " لأن فيها تكمن الروح الإيجابية ،الناشطة ، الفاعلة ، المناصرة لصوت المظلومين و بريداً يوصل رسائلهم للعالم ، و كذلك محطة لقاء لبث روح المحبة والفرحة والسلام بيننا".