كشفت مصادر سياسية، عن نجاح المساعِ التي تقوم بها الحكومة الشرعية، في إقناع قيادات في حزب المؤتمر (جناح صالح)، بضرورة توحيد الصف الحزبي للمؤتمر الشعبي العام، وتشكيل جبهة سياسية موحدة ضد الانقلابيين الحوثيين.
يأتي هذا بعد ان انقلاب الحوثي، على حليفهم الأكبر، الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وأعدموه في الرابع من كانون أول (ديسمبر) الماضي في العاصمة صنعاء.
وبدأت الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي في تفكيك (الجبهة السياسية) للانقلابيين الحوثيين عبر استقطاب قيادات حزب المؤتمر "جناح صالح"، إلى صف الحكومة، والتي كانت تقف الى جانب الانقلابيين الحوثيين خلال الثلاث السنوات الماضية، وتمثل لها الجبهة السياسية والدبلوماسية في الخارج.
ونقلت مصادر سياسية لصحيفة "القدس العربي"، أن الحكومة اليمنية نجحت الى حد كبير في اقناع قيادات في حزب المؤتمر (جناح صالح)، موضحا أن أولى ثمار هذه الجهود الحكومية في استقطاب القيادات البارزة والمؤثرة في حزب المؤتمر (جناح صالح)، وصول أول وفد قيادي رفيع من حزب المؤتمر الى السعودية للقاء القيادات الحكومية اليمنية والسعودية، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين.
وذكر المصدر، أن «حكومتي السعودية والإمارات لعبتا دورا مهما في الدفع باتجاه ضرورة توحيد صفوف حزب المؤتمر الشعبي التي تشتت بسبب الحرب بين ثلاثة أجنحة، جناح الرئيس الراحل علي صالح، جناح الرئيس عبدربه منصور هادي وجناح صنعاء الذي يقع حاليا تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، إثر فرض الاقامة الجبرية على قياداته هناك».
وكانت مصادر عديدة ذكرت أن وفداً من حزب المؤتمر الشعبي (جناح صالح) المقيم في عدة دول بالخارج وصل الاثنين الى السعودية، للقاء القيادات الحكومية اليمنية والسعودية، في إطار جهود (إعادة لُحمة) حزب المؤتمر وتوحيد مساعيه لتشكيل (جبهة سياسية) موحدة ضد جبهة الانقلابيين الحوثيين التي بدأت تتآكل، بعد أن خسروا الغطاء السياسي لتحركاتهم العسكرية في الداخل.
وأكدت أن وفدا مؤتمريا رفيعا برئاسة وزير الخارجية الأسبق، الأمين العام المساعد في حزب المؤتمر وعضو الوفد الانقلابي المفاوض في المباحثات اليمنية السابقة، الدكتور أبو بكر القربي، وصل الى السعودية الاثنين الماضي، وضم الوفد في عضويته كلاً من الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشيخ سلطان البركاني، والقيادي المقرب من صالح في حزب المؤتمر يحيى دويد، ورئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات) اللواء حمود الصوفي، والقياديان المؤتمريان الجنوبيان ناصر باجيل وخلدون باكحيل.
وكان القربي أعلن الاثنين الماضي في تغريدات بحسابه في موقع التدوينات المصغر (تويتر) أن حزب المؤتمر (جناح صالح) اتخذ قررا بالتحرك تجاه دول الإقليم والدول دائمة العضوية لخلق توافق بين أعضاء الحزب والسعي لخلق مصالحة وطنية شاملة.
وقال القربي « تم إتخاذ قرار تحرك قيادات المؤتمر تجاه دول الإقليم والدول دائمة العضوية بتنسيق وتوافق بين قيادات الداخل والخارج إنطلاقاً من مسئوليتهم نحو الشعب اليمني الذي يريد تحقيق سلام عادل وشامل ينهي معاناته من الحرب، فالمؤتمر يعمل لمصلحة اليمن وشعبه بكل مكوناته وفي شراكة وطنية لا تستثني احدا».
وذكرت مصادر سياسية يمنية أنه من المتوقع أن يلتقي وفد حزب المؤتمر خلال زيارته للسعودية بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والعديد من القيادات السعودية الرفيعة المعنية بالملف اليمني بالاضافة الى لقائه بالرئيس هادي والقيادات الحكومية اليمنية وقيادات الحزب (جناح هادي) المقيمين في الرياض منذ اندلاع الحرب اليمنية مطلع العام 2015.
وأكدت أن التحرك الحكومي اليمني ساهم في تقريب وجهات النظر مع قيادات حزب المؤتمر (جناح صالح)، وبالتالي التقارب السياسي المتسارع معها في إطار تشكيل (جبهة سياسية) موحدة مع اقتراب موعد مباحثات يمنية محتملة قريبا برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث، الذي أنهى الثلاثاء زيارة لصنعاء في إطار جهوده لرسم خارطة طريق لحل الأزمة في اليمن.