توقع باحث يمني أن تكون اليمن أولى ساحات التصعيد الأمريكي مع إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي وأقل كلفة بالنسبة للولايات المتحدة من تفجير الصراع بمنطقة أخرى تمتلك فيها طهران أوراق قوة يمكن أن تؤذيها.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مساء الثلاثاء، انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، في وقت وقع فيه على عقوبات قاسية ضدها.
وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إن الاتفاق النووي سمح لإيران أن تستمر في تخصيب اليورانيوم، ورفع العقوبات التي كانت تشل إيران مقابل تحديد ضعيف مقابل لأنشطتها النووية.
وبعيد تصريحات ترمب بدأت التحليلات تناقش سيناريوهات المواجهة مع إيران وساحاتها في منطقة الشرق الأوسط التي تزايد نفوذ طهران فيها بعد توقيعها الاتفاق النووي مع الدول الكبرى عام 2015 ويشمل هذا النفوذ والدور السلبي اليمن.
وتوقع الباحث اليمني ماجد المذحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن "يؤدي الإعلان الأمريكي بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران إلى وضع اليمن في قلب التصعيد المتوقع، حيث اليمن أحد ساحات المواجهة مع إيران، وهناك حرب قائمة بها، ولا يحتاج الأمر سوى لمضاعفة انخراط أمريكا فيها، وبالمقابل ستستخدم إيران اليمن كمنصة لإرسال رسائل أكثر عنفا لشركاء أمريكا الاقليمين" في إشارة إلى السعودية التي تقود تحالفا عسكريا لدعم الشرعية باليمن وإسقاط انقلاب الحوثي الذي يمطرها بين الحين والآخر بصواريخ باليستية.
وقدم الباحث في تغريدات نشرها عبر حسابه بتويتر مبررات اختيار اليمن كساحة مواجهة أولى مع إيران كونها "أقل كلفة بالنسبة لأمريكا من تفجير صراع في لبنان تنجر له اسرائيل وتؤدي لحرب اقليمية، أو مواجهتها في العراق حيث تمتلك أوراق أكثر، وعلى الرغم من أن كل ذلك ممكن، إلا أن أي مسار تصعيد متوقع سيبدأ في اليمن حيث يمكن حصار الأضرار المتوقعة".
وتدعم أمريكا التحالف العربي الذي تقوده السعودية من خلال المعلومات الاستخباراتية لأهداف الحوثيين وتزويد الطائرات بالوقود وبيع الأسلحة المختلفة ويمكنها أن تضاعف دورها في الفترة القادمة بما يؤثر على مسار الحرب ويؤدي لإجبار الحوثيين على الخضوع لتسوية سياسية.
وأضاف المذحجي "بالتأكيد ما يزال مجهولاً طبيعة وأدوات التصعيد التي ستلجأ لها امريكا ضد إيران في اليمن، حيث مستوى حضورها ودعمها للتحالف العربي تزايد بالأساس هذا العام، إلا ان هذا الدعم غير المعلن سيتضاعف بالتأكيد، وسيصبح اكثر علنية وحده في ظل مزاج إدارة ترامب الهجومي".