كشفت صحيفة قطرية، التفاصيل الكاملة، لظروف أعتفال مواطن قطري في اليمن، يوم الــ 21 من ابريل الماضي، من قبل السلطات السعودية، في منفذ شحن الحدودي، بمحافظة المهرة، شرقي اليمن، وهو في طريق عودته إلى قطر عبر سلطنة عمان.
ونقلت صحيفة "الشرق" القطرية، عن نجل المواطن القطري محسن صالح سعدون الكربي، والذي اعتقلته قوات سعودية في اليمن يوم 21 إبريل الماضي، في طريق عودته إلى وطنه قطر بعد أن قضى عدة أيام عند أقاربه وأهله في اليمن، معلومات تظهر كيفية اعتقاله، ومن الذي قام باعتقاله، وسبب زيارته لليمن، وفحوى آخر مكالمة هاتفية أجراها ابنه معه بعد اعتقاله مباشرة.
وفندت الصحيفة كل تلك التفاصيل وما أعتبرتها "مزاعم وأكاذيب بعض وسائل الاعلام، حول المواطن القطري"، والتي- بحسب الصحيفة القطرية "تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن اعتقاله جاء فقط على الهوية وعلى خلفية الأزمة الخليجية، استمرارا لانتهاكات دول الحصار ضد المواطنين القطريين أينما حلوا أو طالتهم أيادي السعودية ومن معها، في انتهاك لكل مبادئ الإخوة الخليجية والعربية والإسلامية والإنسانية بل وكل والأعراف والتقاليد".
وتفصيلاً ، قال حمد بن محسن صالح سعدون الكربي للشرق، إن والده رجل مسن يبلغ من العمر 63 عاماً، وهو مريض بالسكر وضغط الدم وقدمه مكسورة وموضوع عليها دعامات حديدية، ومن المفروض أن يأخذ علاجاته وأدويته بشكل يومي ومواعيد محددة من ثلاث إلى أربع مرات يومياً.
وبيّن أن والده رغم مرضه وسنه، إلا أنه حريص بشكل دائم على زيارة أقاربه في اليمن ومتابعة بعض استثمارات له هناك، ويقوم بهذا الأمر بشكل اعتيادي وطبيعي بين الفينة والأخرى، دون أن يتوقف عن هذا الأمر بعد الحرب في اليمن ولا حتى حصار قطر، بل وأحيانا كنا نذهب معه، ولم يسبق أن تم وقفنا او مساءلتنا، حيث أننا ندخل اليمن ونخرج منها بطريقة شرعية قانونية لأنه ليس لدينا ما نخشاه أو نخفيه.
وعن تفاصيل زيارة والده الأخيرة لليمن، يقول حمد: توجه والدي كعادته لليمن لزيارة أقاربه وتسيير أعماله هناك ، حيث يملك مزرعة خضار كبيرة ومحطة وقود وبعض الأعمال التجارية، ومكث والدي في اليمن قرابة الـ 45 يوماً، وكان يتصل بنا يومياً ويطمأننا عن صحته ووضعه، وكان يؤكد لنا أن الأمور تسير على ما يرام ولا يوجد أي مشاكل..
وبعد أن اطمأن على أقاربه وأنهى أعماله التجارية هناك، وهو في طريق عودته إلى قطر، وتحديدا صباح يوم 21 أبريل الماضي، عند منفذ "شحن" الحدودي التابع لليمن والواقع بين اليمن وسلطنة عمان، قدم والدي جواز سفره بشكل اعتيادي، وكان هناك ضابط سعودي على "السيستم" وعندما رأى الضابط السعودي جواز سفر والدي قال له "تعال يا قطري" نريد التحقيق معك، وعندما سأل والدي الضابط السعودي لماذا التحقيق؟ قام بسحب والدي إلى غرفة داخل المنفذ وقيل له بأنه سيتم التحقيق معك بعد قليل.
في هذه الأثناء- يقول حمد- إن أبي أتصل بي من هاتفه الخاص لمدة لا تتجاوز الدقائق وكان واضح عليه معالم الإضطراب في صوته وقال لي بالتحديد "يا حمد الجيش السعودي قبض علي في مركز شحن على الحدود اليمنية العمانية وسيتم أخذي إلى الرياض، بلغ الدولة بأنني معتقل"، وبعدها تم إغلاق الهاتف، ولم أستطع التواصل معه مجددا منذ لك الحين، وكانت هذه آخرة مرة اسمع فيها صوت أبي.
يتابع حمد : موضوع التحقيق كان كذبة ولم يتم التحقيق مع ابي أبداً، فالمعلومات التي وصلتني من المنفذ الحدودي تقول أن عناصر من الجيش السعودي سحبت والدي وتم وضعه في سيارة تابعة لهم وتم إخفاؤه، ولم نعرف عنه أي شيء إلى الآن.
وبخصوص ما تم نشره في وسائل إعلام دول الحصار، وخصوصا قناة "العربية"، حول اتهام والده أنه ضابط في الاستخبارات القطرية وبأنه مشتبه به في دعم الحوثيين، كذّب حمد كل ما قيل عن والده، واصفاً هذه المعلومات بأن الغاية منها لصق التهم الكاذبه بوالده من دون دلائل، وبيّن بأن والده مسن و"مدني" ولا يعمل في جهاز الاستخبارات، وليس له أي نشاط سياسي، وليس له أي علاقة بأي جهة في اليمن، لا جماعة الحوثي ولا أي طرف آخر، هو فقط ذهب لزيارة أهله وأقاربه مثله مثل أي مواطن خليجي له أقارب في اليمن.
وتابع: والدي سافر من قطر لسلطنة عمان ومن ثم دخل إلى اليمن بطريقة شرعية دون أن يتعرض له أحد، وأشار إلى أن والده ذهب إلى اليمن بهدف الزيارة والإطمئنان على أقاربه وتسيير أعماله، وكل هذا يكذب تلك المزاعم والأكاذيب التي لا يصدقها عاقل.
وعن الإجراءات التي يمكن أن يتبعوها حيال اعتقال والدهم، يقول حمد "نحن مغلوبون على أمرنا، وليس بيدنا شيء نفعله، نحن نناشد كل منظمات حقوق الإنسان للإفراج عن والدي المسن المريض".
وأعاد حمد التأكيد على ما ذكره بإن والده رجل مسن ومريض بالسكر وضغط الدم وقدمه مكسورة وموضوع عليها دعامات حديدية، ومن المفروض أن يأخذ علاجاته وأدويته بشكل يومي ومواعيد محددة من ثلاث إلى أربع مرات يومياً، الأمر الذي يستلزم سرعة التدخل للإفراج عنه.
وبحسب الصحيفة، حمّل نجل المواطن الكربي المعتقل "قسريا" من قبل نظام الرياض، السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن حياة والده المعتقل منذ نحو أسبوعين. وطالب السلطات السعودية بأن يكشفوا عن الوضع الصحي لوالده وتحديد مكان اعتقاله. وقال "نحن نريد والدنا بصحة جيدة، نريد أي معلومة عنه تطمأننا عنه.. إن ما تفعلونه مع أبي لا يمت للإسلام بصلة، وإن عملية الاعتقال لرجل مسن ومريض لا تجوز أخلاقياً ولا إنسانياً.. نحن مسلمون مثلكم لكي تفعلوا بأبي ما تفعلون.. أهذه هي أخلاق الإسلام؟!"...
وتابعت الصحيفة بالقول: انتهى كلام حمد ولكن قضية والده المواطن الكربي لم تنتهي بل بدأت قصة انتهاك أخرى لمواطن قطري في سجل دول الحصار الذي بات مليئا بالانتهاكات.. ومازال حمد في انتظار الاطمئنان على والده أوالرد على سؤال من قبل سلطات السعودية "أهذه هي أخلاق الإسلام؟!"..
جدير بالذكر، أن قناة العربية السعودية، كانت قد أعلنت أمس الأربعاء، عن إلقاء القبض على ضابط في الاستخبارات القطرية لدى مغادرته منفذ شحن باتجاه عُمان للاشتباه في دعمه لميليشات الانقلاب الحوثية في اليمن.
ونقلت القناة عن مصادر في الحكومة اليمنية تأكيدها أن سلطات الأمن بمنفذ شحن في محافظة المهرة ألقت القبض على ضابط قطري يدعى محسن صالح الكربي، أثناء محاولته الخروج من الأراضي اليمنية عبر المنفذ الرابط بين اليمن وسلطنة عمان.
واتهمت وسائل اعلام سعودية واماراتية، المواطن القطري، بأنه يعمل في المخابرات القطرية، ويحمل رتبة "رائد"، لافتة إلى أنه تم ضبطه بعد عملية رصد استخباراتية دقيقة إثر معلومات مؤكدة أن المذكور كان متواجدا في صنعاء ويعمل بغرف عمليات الاستخبارات الحوثية الإيرانية التي تخدم ميليشيات الانقلاب.
- نقلا عن صحيفة الشرق القطرية