بعد إعلان مقتل الصماد أمس الاثنين في وسائل الإعلام الحوثية، أعلن مباشرة عن تعيين "مهدي المشاط" رئيساً للمجلس السياسي بصنعاء، والذي يعتبر من القيادات القريبة من زعيم ميلشيات الحوثي، حيث كان مديراً لمكتبه. مما يجعل قرار التحكم في المناطق التي يسيطرون عليها في الدائرة الضيقة المحيطة بزعيم الحوثيين.
ووفقاً للمعلومات، فإن مهدي محمد حسين المشاط، ولد في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم، في منطقة "ولد نوار"، بمديرية "حيدان" محافظة صعدة، معقل الحوثي، وهي المديرية التي ينحدر منها زعيم الجماعة والعديد من قياداتها البارزة، وهو رفيق لعبد الملك الحوثي منذ الصغر، ويتردد أنه يرتبط معه بمصاهرة (ليست مؤكدة).
وعلى عكس المعلومات السائدة، عن المشاط بأنه ينتمي إلى أسرة هاشمية، نفت ذلك مصادر من المنطقة التي ينحدر منها الرجل. وبالتالي فإنه من جناح القبائل في صف الجماعة، ولكنه من الجناح الأضعف مقارنة بالصماد، الذي قتل بغارة جوية الخميس الماضي، 19 إبريل، فيما أعلنت الجماعة مقتله بعد مرور خمسة أيام، يوم الأثنين الماضي 23 ابريل.
وعرف "المشاط" أثناء الاتفاقات مع الدولة، عقب مؤتمر الحوار الوطني. حيث كُلف مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بالتوقيع والموافقة على عدد من الاتفاقيات، منها اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وتداول اسمه في عدد من التهديدات التي كان يطلقها على قادة سياسيين أثناء المفاوضات بين الأطراف السياسية.
وكأغلب القيادات الحوثية، التي كان اسمها متداولاً بشكل محدود لدى المهتمين بالتطورات في صعدة، حتى عام 2014، برز اسم المشاط بعد اجتياح الجماعة العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، بوصفه مديراً لمكتب عبدالملك الحوثي، وفي رواية أخرى، فإنه سكرتيره الخاص وأحد أكثر الأشخاص انقياداً وارتباطاً بزعيم الجماعة شخصياً.
ومع بدء أولى جولات المفاوضات برعاية المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ظهر اسم مهدي المشاط في رسالة رسمية بعثتها الجماعة إلى الأمم المتحدة، كمسؤول عن ملف التفاوض عن الجماعة.
وفيما تلى ذلك، كان المشاط هو نائب رئيس الوفد المفاوض عن الجماعة، برئاسة محمد عبد السلام، وتحديداً خلال مفاوضات بيل السويسرية ديسمبر/كانون الأول 2015، وفي مفاوضات الكويت التي انطلقت في أبريل/نيسان 2016، واستمرت حتى مطلع أغسطس/آب من العام نفسه. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، كان المشاط أحد أعضاء الوفد المفاوض الذين حضروا اللقاء المثير للجدل، مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، في العاصمة العُمانية مسقط.
واعتباراً من مايو/أيار2017، ومع بدء تصاعد الخلاف بين الحوثيين وحزب المؤتمر الذي كان برئاسة علي عبدالله صالح، دفعت الجماعة، بمهدي المشاط إلى عضوية "المجلس السياسي الأعلى"، الذي تألف بالمناصفة بين الطرفين، وعُين في المجلس في 17 مايو/آيار، بدلاً عن القيادي الحوثي البارز يوسف الفيشي، الذي كان يتمتع بعلاقة جيدة مع طرف صالح. ومن خلال "المشاط"، أصبح الحوثي أكثر سيطرة على المجلس، فهو أحد الصقور داخل الجماعة.
ويحسب المشاط على الجناح المتشدد في قيادة جماعة الحوثي، وكان طرف صالح إلى ذلك الحين، لا يزال قوياً، وهو ما استدعى من الحوثي تعيين شخصية مقربة له عضواً في المجلس، على عكس المرحلة التي تلت مقتل صالح، والتي أصبح الحوثيون فيها هم صاحب القرار الوحيد.
المصدر: العربي الجديد / يمن شباب نت