حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، من استمرار إهمال الرعاية الصحية بمراكز غسل الكلى، إذ يواجه آلاف اليمنيين شبح الموت وحدوث كارثة إنسانية كبيرة.
وقال مدير البعثة في اليمن كارلوس باتاس، بأن أربعة آلاف و426 مريضاً بالفشل الكلوي باتوا يواجهون شبح الموت نتيجة توقف أربعة من مراكز الغسل، بالإضافة إلى شح الأدوية والمواد الخاصة بالغسل الكلوي في بقية المراكز.
وأشار مدير البعثة خلال مؤتمر صحافي عقد أمس الأربعاء، في العاصمة السياسية المؤقتة عدن، إلى أن 25 بالمائة من مرضى الفشل الكلوي في اليمن يموتون سنوياً بسبب انعدام المحاليل الخاصة بعمليات الغسل الكلوي وكذا نقص المعدات والكادر الطبي. مشيرا إلى أن مراكز الغسل الكلوي تنتشر في 15 محافظة يمنية، وأن "28 مركزا للغسل الكلوي تكافح من أجل توفير الخدمة للمرضى، فيما أغلقت 4 مراكز بسبب تعطل الآلات ونقص المستلزمات وعدم دفع مرتبات الموظفين".
وأضاف باتاس، بأن معدل الوفيات بسبب تدني خدمة المراكز الصحية في اليمن بات يشكل 25 بالمائة من إجمالي الوفيات بالبلاد. وأن هناك حاجة ملحة لمساعدة السلطة الصحية في اليمن "لخفض معدل الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي والذين تعتمد حياة الغالبية منهم على تلقيهم العلاج بشكل منتظم". مبينا أن الدعم الذي تقدمه اللجنة الدولية لمراكز الغسل الكلوي، سينتهي في ديسمبر/ كانون الأول القادم.
إلى ذلك، يُبدي مروان محمد (38 عاماً) وهو أحد مرضى الفشل الكلوي، شعوره بالقلق من الأخبار المستمرة التي تتحدث عن إغلاق مركز الكلى في مسشتفي الجمهوري في صنعاء.
وقال محمد لـ"العربي الجديد"، إنّه يتوقع في أي لحظة أن يأتي من يخبره بأن مركز غسل الكلى توقف وهذا يعني أنه سيموت لا محالة. مشيرا إلى أنه يواجه كثيرا من المعوقات في كل مرة يذهب لغسل كليته. "فهو بالكاد يستطيع شراء العلاج من الصيدليات الخاصة لارتفاع أسعارها، ولا يستطيع أحيانا توفير ثمن المحاليل والمستلزمات الطبية اللازمة للغسل لولا مساعدة بعض أقربائه".
في السياق، يقول الدكتور عادل الهجامي استشاري أمراض الكلى بمستشفى الثورة بصنعاء، إن الأوضاع التي تمر بها اليمن تسببت في تفاقم معاناة مرضى الفشل الكلوي بالتحديد والذين تقدر أعدادهم بحوالي خمسة آلاف مريض.
وأضاف الهجامي لـ"العربي الجديد" بأن الإقبال المتزايد لمرضى الفشل جعل الجهات المعنية في مراكز الغسيل تعمل على تقليص عدد ساعات الجلسات الخاصة بعمليات الغسل كحلّ مؤقت لمعالجة الوضع.
وبحسب إحصائيات سابقة لوزارة الصحة اليمنية، فإن عدد حالات المرض بالفشل الكلوي، بلغت 5 آلاف حالة، يفتقر ثلثها إلى الرعاية الصحية بسبب النزاع في البلاد، وصعوبة تنقل المرضى بين المحافظات لانعدام الأمن.