أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ جراء استمرار استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن من قبل مختلف الأطراف المتنازعة، ولا سيما قوات التحالف وميليشيات جماعة الحوثي، مدينًا حوادث مقتل 3 صحفيين خلال أقل من يوم واحد فقط.
وأوضح الأورومتوسطي في بيان صحفي اليوم، أن العام الجاري شهد تصاعدًا ملحوظًا في الانتهاكات ضد الصحفيين، شملت عمليات اختطاف واعتقال وقتل، فضلاً عن الإخفاء القسري لصحفيين، مشيرًا إلى أن اليمن أصبحت ساحة رئيسية لتكميم الأفواه واستهداف الإعلاميين، فضلًا عن أنها سُجلت كواحدة من أسوأ البلدان في انتهاك حقوق الصحفيين.
وبيّن المرصد الحقوقي أن آخر الانتهاكات التي وثقها كانت حادثة استهداف طاقم صحفي يوم الجمعة 13 أبريل/نيسان من قبل جماعة الحوثي في منطقة قانية بمحافظة البيضاء اليمنية بصاروخ حراري موجه، أدى إلى مقتل الصحفي 'عبد الله القادري'، مصور قناة 'بلقيس الفضائية'، وإصابة اثنين آخرين -كانا ضمن الطاقم الصحفي في السيارة المستهدفة- بإصابات بليغة، وهما 'ذياب الشاطر'، مراسل قناة 'يمن شباب' الفضائية الخاصة، ومصورها 'وليد الجعوري'، في حين نجا عدد آخر من الصحفيين من الحادثة.
جدير بالذكر أن الطاقم المستهدف كان يمارس عمله الصحفي عقب الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة البيضاء بين قوات الجيش اليمني المسنودة بالتحالف العربي من جهة، وبين جماعة الحوثي من جهة أخرى.
وذكر المرصد أنه وبحسب الإحصائيات الواردة من نقابة الصحفيين اليمنية فإن نحو 27 صحفيًا لقوا مصرعهم في اليمن منذ إعلان قوات التحالف العربي العملية العسكرية في اليمن في أواخر شهر مارس/آذار من عام 2015.
وقال الأورومتوسطي إنه وخلال الربع الأول من عام 2018، وصلت حالات الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن إلى 60 حالة، منها حوالي 29 حالة اختطاف واعتقال، ووفقًا لنقابة الصحفيين اليمنيين، فإن حوالي 70% من إجمالي الانتهاكات ضد الصحفيين تُرتكب من قبل الحكومة اليمنية بمختلف أجهزتها وتشكيلاتها الأمنية، وهي المدعومة من قوات التحالف العربي، في حين أن 25% من الانتهاكات تُرتكب من قبل جماعة الحوثي.
ودعا الأورومتوسطي جميع أطراف النزاع في اليمن إلى التوقف الفوري عن سياسة استهداف الصحفيين وطواقم الإعلام والتي وصلت في الكثير من الأحيان إلى حد القتل بفعل الاستهداف المباشر.
وطالب المرصد الحقوقي جميع أطراف النزاع بالتوقف الفوري عن حملات الاعتقال والملاحقات الأمنية للنشطاء والمعارضين السياسيين، والإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين في السجون والمعتقلات اليمنية سواء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، أو تلك التي تسيطر عليها قوات التحالف العربي أو الحكومة التي تدعمها.
وطالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة بضرورة تحمل المسؤولية وعلى مستوى عالٍ من الجدية في مراقبة انتهاكات جماعة الحوثي ودول التحالف العربي والعمل على المحاسبة بخصوص الانتهاكات المذكورة بما يضمن التوقف عن سيل انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات استهداف الصحفيين والمدنيين عموماً.