كشفت صحيفة لندنية، عن تفاصيل زيارة الوفد العسكري من قوات التحالف العربي، في الأيام الماضية، إلى محافظة تعز جنوب غربي اليمن.
وقال مصدر يمني لــ" عربي21" إن زيارة الوفد العسكري لقوات التحالف، الأحد الماضي، الى محافظة تعز، ماهي إلا مجرد غطاء لترتيبات موازية تقوم بها القوات الإماراتية لرسم مشهد جديد، فشلت فيه سابقا.
وكان وفد عسكري من قوات التحالف العربي المتواجدة في مدينة عدن (جنوبا)، ضم قائد القوات السعودية العميد أبو عبدالعزيز، وقائدي القوات الإماراتية والبحرينية، قد زارا بلدة الحجرية جنوب تعز، الخاضعة لسيطرة قوات اللواء 35 مدرع التابع للجيش الوطني.
وأضاف المصدر "أن هذه الزيارة جاءت دون علم قيادة محور تعز (أعلى سلطة عسكرية)، بل تجاهلتها، وأكتفى الوفد بلقاء العميد الركن عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، دون تكليف من قيادة المحور، بل كانت بعيدة تماما عنها".
وأِشار الى أن زيارة وفد التحالف، جاءت كمحصلة لترتيبات يجريها ضابط إماراتي مع العميد الحمادي، منذ أكثر من شهر.
وأكد أن قائدا عسكريا في القوات الإماراتية، يتنقل منذ أكثر من شهر تقريبا، بين مدينة عدن والمربع العسكري التابع للواء 35 مدرع، وأحيانا يبيت في هذا القطاع لأيام.
ووفقا للمصدر اليمني فإن "هذا القائد الإماراتي، وصل الى منطقة الصنة بمديرية المعافر(جنوب غرب تعز)، وبات يقيم فيها، في الوقت الذي تم فيه رصد تحركات وترتيبات مشبوهة وخطيرة".
وذكر أن الضابط الإماراتي وصل إلى هذه البلدة برفقة العميد، عدنان الحمادي، والواقعة ضمن مسرح عمليات اللواء الذي يقوده، ضمن خطة من شأنها أن تربك المعادلة الحالية في مدينة تعز بكاملها.
وأفصح المصدر عن تفاصيل هذه الخطة التي بدت ملامحها في الظهور من خلال "إنشاء مقر للتحالف بالتوازي مع تأسيس قوات جديدة تحت مسمى "الحزام الأمني" في تعز، التي سبق أن لاقت معارضة شعبية وسياسية في المدينة.
وقال "حاليا، تم اتخاذ مقر نادي "الصنة" بمديرية المعافر، كـ"سكن دائم للقيادة"، بينما خصصت الصالة الرياضية في المقر "مركزا للعمليات"، وجبل حريم "موقعا عسكريا".
ولفت الى أن مقر النادي، كان يسكنه أحد النازحين هو وعائلته، إلا أنه تم طرده وإخراجه بقوة السلاح، حيث قدمت أربع مركبات عسكرية إلى المقر، وعلى الرغم من رفضه للخروج، تم تهديده ،وإجباره على إخلاء المكان، بعد إعطائه مبلغا ماليا.
وجاءت هذه الزيارة بعد يومين من تصريحات أدلى بها قائد محور تعز، كشف فيها عن أسباب تأخر تحرير المدينة ودور التحالف في تقديم الدعم لمعركة كسر الحصار.
وقال اللواء خالد فاضل في مؤتمر صحفي عقده يوم السبت الماضي، إن خطة تحرير تعز لم تسحب لكن الإمكانيات لم تصلنا حتى الآن ". مضيفا أن الجيش في تعز لا يمتلك كاسحة الغام واحدة.
وأكد أنه "منذ سنة ونصف لم نستلم حتى طلقة واحدة من التحالف العربي، أو أسلحة ثقيلة أخرى.. مشيرا إلى أنه قبل ثلاث سنوات استلم الجيش مدافع أكبرها مدفع عيار (105) وعربات محدودة معظمها انتهت في المعركة".
وأوضح اللواء فاضل الدعم المقدم في المعركة الأخيرة من الرئيس، عبدربه منصور هادي.. محذرا من أن الدعم المتبقي في أيدي قيادة المحور "أوشك عل الانتهاء".
وكان الجيش في تعز، قد أطلق عملية عسكرية أواخر كانون الثاني/ يناير مطلع العام الجاري، بهدف كسر الحصار المفروض عليها، غير أن العملية توقفت بعد السيطرة على عدد من المواقع، وعدم توفر الدعم العسكري اللازم لها.
يشار إلى أن محافظ تعز، علي المعمري، الذي استقال في أيلول/ سبتمبر 2017 من منصبه، قد رفض عرضا إماراتيا بالموافقة على تشكيل قوات "حزام أمني" في المدينة، مطالبا بتقديم الدعم للأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية، والجدية في رفع الحصار عنها