يبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم السبت، زيارة إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار تحركاته لإحياء مشاورات السلام المتعثرة منذ أكثر من عام ونصف.
وسيلتقي غريفيث في عُمان التي يزورها للمرة الأولى منذ توليه مهامه مطلع مارس الماضي، المسؤولين العمانيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية يوسف بن علوي، الذي زار طهران مؤخرا في إطار دعم جهود الوساطة الأممية من خلال تقريب وجهات النظر بين إيران التي تدعم الحوثيين من جهة والتحالف بقيادة السعودية الذي يدعم الشرعية من جهة أخرى.
ومن المتوقع أيضا – بحسب مصادر – أن يلتقي وفد مليشيات الحوثي الذي يرأسه ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام والمتواجد في الخارج منذ فترة.
وكان المبعوث استهل زيارته الأولى لصنعاء منذ تكليفه بمنصبه بلقاء قيادات الحوثيين وآخرين محسوبين عليهم وكذا قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام.
وستكون المحطة الثانية للمبعوث عقب زيارته عُمان، أبو ظبي التي تشارك في التحالف العربي للقاء عدد من "المسؤولين الإماراتيين الذين يلعبون دورا محوريا في الأزمة اليمنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية، حيث يدعمون قوات مسلحة محلية غير نظامية في أكثر من محافظة، ويشجعونها على المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال، والخروج عن سلطة الدولة" بحسب ما أوردت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن.
ووفقا للصحيفة ذاتها، سيلتقي غريفيث أحمد علي صالح المقيم هناك، بالإضافة إلى بعض قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام والحراك الجنوبي التي تتواجد هناك في الوقت الراهن.
وكان غريفيث قد أعلن الخميس، تأجيل زيارته إلى عدن ومدينة المكلا؛ لدواعٍ أمنية ولوجستية، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه الإعلامي، غير أن الأسباب راجعة إلى "كثرة عدد الفصائل الجنوبية والتي تطرح كل منها أنها صاحبة الحق في تمثيل الجنوب، بينما لا يوجد لدى أي منها تأييدا شعبيا الا في إطار جغرافي معين، حسب المنطقة التي ينتمي اليها قائد الفصيل أو المجموعة" بحسب ما أوضحت القدس العربي.
وقالت إنه "على الرغم من أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعد أحد الفصائل المسلحة والمدعوم إماراتيا يحاول فرض نفسه بقوة على المشهد الجنوبي بقوة السلاح، لكنه لا يحظى بأي تأييد شعبي على الساحة الجنوبية بشكل عام، وينحصر جماهيره في المنطقة التي ينتمي اليها بعض قادة المجلس الانتقالي في محافظتي لحج والضالع، بينما لا يحظى بنفس المستوى في محافظات عدن وأبين وحضرموت وشبوه والمهرة وغيرها".
ومن المقرر – وفق بيان المبعوث الأممي قبيل مغادرته اليمن – زيارة عدن والمكلا خلال الأسابيع القادمة سعيًا لاستئناف العملية السياسية في اليمن.