احتفل الحوثيون الجمعة في العاصمة صنعاء بيوم القدس العالمي الذي يصادف آخر جمعة من رمضان من كل عام ، بحسب ما أعلنه الخمينى مرشد الثورة الإيرانية في العام 1979 عقب سقوط حكم الشاه.
ونقلت وكالة سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون خطابا لعبد الملك الحوثي أكد فيه وقوفه إلى جانب زعيم حزب الله اللبناني ، مشيرا إلى ان الحرب التي تشنها دول التحالف على جماعته انه بدعم من إسرائيل
لم يمر احتفال الحوثيون بيوم القدس بدون تعليق من قبل كتاب بالإضافة إلى موجة سخرية من قبل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي ، الذين اعتبروا الاحتفال تزييف للوعي الموطنين ، في الوقت الذي يرتكبون في جرائم إنسانية في عدد من المدن اليمنية بدعوى موت إسرائيل وتحرير القدس.
ويعتبر الاحتفال إحدى الفعاليات السياسية لإيران في المنطقة العربية والإسلامية، ومحاولة تصدير الوهم بأنهم الحارسين على القضية الفلسطينية ، في الوقت الذي تمارس فيه إيران أبشع الجرائم الإنسانية في الدول العربية عبر ميلشياتها في سوريا والعراق واليمن.
يوم الخمس العالمي..
وعلق المحامي هائل سلام قائلا "أن تغفل فلسطين، وشعب فلسطين، وتركز على القدس، بما هي الأقصى فحسب، فلست سوى انتهازي يسعى لاحتكار توظيف المقدس لخدمة المدنس".
وأضاف في منشور بصفحته على فيسبوك " أن الإنسان قدس الأقداس، وهو القيمة العليا في الوجود. وعجبا، إذ تتجاهل شعبا، يباد وينهب ويسلب وتنتهك كافة حقوقه، وتركز على صخرة".
وتابع سلام قائلا " وكيفما كان الحال : إذا كنت غارقا حتى أذنيك في قضايا الثأر للحسين من أحفاد يزيد، فمتى إذن ستفرغ للقدس، يوم القيامة الصبح".
من جانبه قال الباحث محمد عزان مخاطباً الحوثيين "على طريقكم إلى تحرير المسجد الأقصى في القدس .. لو سمحتم حرروا لنا مساجدنا في صنعاء من قبضة أنصاركم في يوم القدس العالمي".
الإمبراطورية الفارسية
وتحاول إيران عبر أنصارها في الدول العربية استعاده طموحها في الهيمنة من خلال تبنى شعارات تلامس القومية العربية ، لكنها تفشل في خطابها الطائفي الذي تتبناه، في حين تدعم الحروب الطائفية في عدد من الدول العربية.
وفي هذا السياق قال الكاتب الصحفي معن دماج " أن الإمام الخميني بنى إستراتيجيته لتحقيق طموح استعادة الإمبراطورية الفارسية - وهو طموح قومي رغم شعاراته الإسلامية الطائفية".
وأضاف في منشور له على صفحته في الفيسبوك " أن إيران تستخدم العصبية الشيعية في كل العالم الإسلامي لمصلحة الجمهورية الإسلامية - ومن هنا دعم الطائفية الشيعية و ما سمي مشروع تصدير الثورة".
وأشار دماج " أن أفتكاك القضية الفلسطينية من العرب ليصبح الخميني وجمهوريته واذرعه الطائفية والمليشاوية - من حزب الله وحتى الجهاد الإسلامي الخ - هم المتحدثين الوحيدين باسمها – هي خدمة مجانية للطموحات القومية الفارسية في الواقع ".
ولفت دماج " ان القضية الفلسطينية والقدس هي قضية العرب المركزية و أكثر القضايا الإنسانية عدالة و أهمية... و لا يحتاج المناضلون إلى الاحتفالات الفلكلورية والشعارات الرجعية التي يستخدمها أعداء شعوبهم و قوميتهم والإنسانية".
سخرية ..
وسخر الناشطون من الحوثيون الذي يحتفلون بالقدس في الوقت الذي لا يزالون يحتلون مقر جمعية الأقصى بعد ان نهبوا أثاثها في العاصمة صنعاء بعد سيطرتهم عليها في سبتمبر من العام 2014.
ومن جانبه علق الكاتب الصحفي نبيل سبيع قائلا "يحتفلون بيوم القدس العالمي مرة في السنة، ويتفرغون لتدمير المدن اليمنية بقية أيام السنة".
ويمارس الحوثيون حروبهم ضد اليمنيين بشعار الموت لأمريكا وإسرائيل وبدعوى تحرير القدس ، حيث عملوا خلال سيطرتهم على المدن اليمنية على تفجير المساجد وقتل المدنيين واختطافهم بدعاوى مختلفة.