أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أمس الأحد، أن 5 أطفال يمنيين، قُتلوا أو أصيبوا بجروح بليغة يوميًا خلال عام 2017.
جاء ذلك على لسان، خِيرْت كابالاري، المدير الإقليمي للمنظمة في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، في بيان ألقاه خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان، ونشره موقع المنظمة.
وقال كابالاري، الذي اختتم زيارة لليمن الأسبوع الماضي، إنه "في عام 2017 وحده، رأينا أطفالًا ما زالوا يتعرضون للقتل والإصابة بجروح خطيرة بمعدل 5 أطفال على الأقل كل يوم".
وأضاف: "في عام 2017 شهدنا تفشي الكوليرا وتفشي الدفتريا، وموت العديد من الأطفال نتيجة لذلك أيضًا".
ولفت المسؤول الأممي إلى أن أطفال اليمن "يواجهون احتياجات إنسانية حادة"، بعد ثلاث سنوات من الحرب.
وأشار إلى أن "ثلاث سنوات من الحرب ضاعفت حالة سوء التغذية الحاد".
ونوّه إلى أن "اليمن من بين البلدان الثلاثة في العالم التي لديها أكبر عدد من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد".
وتابع محذرًا: "من المهم أن نؤكد أن الوضع يمكن أن يزداد سوءًا، ما زال خطر المجاعة الذي واجهناه في اليمن قائمًا إلى حد كبير".
وتحدث عن أوضاع التعليم، بالقول: "ما يقرب من 2 مليون من الفتيان والفتيات اليمنيين لا يذهبون إلى المدرسة، أو لم تتح لهم الفرصة لذلك".
وأردف: "لقد تمكنا من التحقق من أن 2500 مدرسة اليوم لم تعد تخدم لأغراض تعليمية، لأنها إما دمرتها الحرب الوحشية أو تم استخدامها لأغراض عسكرية أو لاستضافة النازحين".
وزاد: "يضطر الأهل إلى اتخاذ خيار صعب وهو تزويج بناتهم في سن مبكرة، ليتسنى لهم توفير الطعام لعدد أفراد أقل في البيت".
ومضى قائلًا: "75? من الفتيات اليمنيات تم تزويجهن قبل سن 18 عامًا، ونصف الفتيات اليمنيات تم تزويجهن قبل سن 15 عامَا".
وطالب كابالاري بـ"وقف الحرب الوحشية على الأطفال، ليس غدًا، ولكن الآن".
وتطرّق المسؤول الأممي إلى مبدأ حماية الأطفال، قائلاً: "لم يعد موجودًا في اليمن، ولم يحترم أي من أطراف النزاع، أو من الذين لديهم نفوذ عليهم، هذا المبدأ منذ بداية هذه الحرب الوحشية على الأطفال".
ودعا كابالاري السلطات في جميع أنحاء البلاد "للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بدون أي شرط".
ويشهد اليمن منذ مارس/آذار 2015 حربًا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" من جهة أخرى.
وخلّفت هذه الحرب أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة أدّت إلى إغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم، وتفشي الأوبئة في أوساط الأطفال، إضافة لسوء التغذية الذي يعاني منه أكثر من 400 ألف طفل، حسب تقديرات أممية سابقة.