تحولت مزرعة عصيفرة، شمال مدينة تعز، من متنفس للأهالي إلى مقبرة للضحايا المدنيين الذين سقطوا على أيدي مليشيات الحوثي وقوات حليفها الرئيس السابق علي صالح منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات.
وقال برهان عبد الوهاب، أحد سكان المدينة، إن المزرعة التي كانت تعدّ متنفسّاً للناس، باتت مقبرة تكتظ بالقتلى الذين قضوا برصاص وقصف الحوثيين.
وأوضح أن الأهالي اتخذوا المزرعة التابعة لمكتب الزراعة والري في المحافظة متنفساً لهم، بعد حصار جماعة الحوثيين لمدينة تعز، وعدم قدرة السكان على الوصول إلى الحديقة العامة الواقعة في منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرتهم. ويشير إلى أن مقبرة الشهداء تتوسع وتلتهم المزيد من الأراضي الزراعية، بحسب صحيفة العربي الجديد.
من جهتها، توضح المواطنة أسمهان أنّها كانت وأفراد أسرتها يقضون بعضاً من إجازاتهم في هذه المزرعة، التي تحولت اليوم إلى مقبرة. تضيف للصحيفة ذاتها "كان الناس يزورون هذا المكان للمرح، وقد تحوّل إلى مكان للبكاء والحزن".
بدوره، يقول الموظف في مكتب الأراضي في تعز، محمود سلطان، إنه لا تتوفر في المدينة مقابر للموتى، بما يتناسب مع الكثافة السكانية الكبيرة في المدينة. عدد المقابر لا يتجاوز الست، وكلّها ممتلئة.
ويؤكد أن مقبرة عصيفرة التي أنشئت قبل الحرب وسُمّيت بمقبرة الشهداء، امتلأت بموتى غالبيتهم من المدنيين، وقد قتلوا إما بسبب القنص أو القصف العشوائي للأسواق وشوارع المدينة، لافتاً إلى أن المقبرة بدأت تلتهم الأراضي الزراعية المجاورة لها منذ اندلاع الحرب، ما زاد من أعداد القتلى.
ولتوضيح حجم المأساة بشكل أوضح يمكن مشاهدة هذا الفيديو الذي صوره أكرم الراسني للمقبرة.