سلطت صحيفة بلومبيرج البريطانية الضوء على أدوار "رابطة أمهات المختطفين" ووصفتها بـ"قصة من شجاعة المرأة في اليمن".
وأشارت الصحيفة البريطانية، إن رابطة أمهات المختطفين هي أكثر من قصة أخرى عن الشجاعة والصداقة الحميمة في زمن الحرب، فقد أمضى أعضاؤها الكثير من الوقت خارج بوابات السجون في اليمن سعياً للحصول على معلومات عن الأقارب المفقودين.
وقالت صحيفة بلوميرج "إنه في ديسمبر رن الخط الساخن للتلفون في رابطة أمهات المختطفين يوميا لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، وكانت الأسر اليمنية تبحث عن أقاربهم من الذكور في البلاد المحطمة بعد مقتل الرئيس السابق لليمن".
وتابعت "كانت المجموعة، التي تديرها 20 امرأة، هناك للمساعدة، وفي خضم التدمير، عندما كان الحوثيون المتمردون المتحالفون مع إيران يقاتلون القوات التي تقودها السعودية، وجد أعضائها دوراً رئيسياً في بلد ومنطقة يتم فيها إسكات النساء في أغلب الأحيان.
وافتتحت رابطة أمهات المختطفين في نيسان / أبريل 2016 ولديها الآن قسم للبحوث وقسم للعلاقات العامة خاص بالحملات التي تهدف لإطلاق سراح المعتقلين، ولديها فريق من الناس يتعقبون المفقودين سراً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
وقالت عصمة محمد، وهي عضوة في الرابطة تبلغ من العمر 23 عاماً، في اجتماعها مع الصحافيين في نهاية الشهر الماضي في زيارة رتبتها السعودية إلى مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء: "الثقافة اليمنية مغلقة".
وذكرت الصحيفة إنه "في النصف الأول من العام الماضي، وثقت الرابطة 1866 حالة اختطاف أشخاص، بينهم 35 امرأة و 48 طفلا، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ووفقاً لتقريرها للنصف الأول من عام 2017، قالت أنه تم الافراج عن 723 منهم".
وكان إبن أم إبراهيم البالغ من العمر 20 عاماً واحداً من المفقودين، وذهب الشاب، الذي كان ناشطا على وسائل الإعلام الاجتماعية ومعارضاً للحوثيين، إلى حفل زفاف ولم يعد إلى المنزل.
وهي تمسك دموعها، تتحدث أم إبراهيم عن صحة ابنها عندما سمح لها بزيارته من قبل السلطات الحوثية، وقالت "لم أستطع أن أصدق أنه ابني". وأضافت "إنهم أرادوه أن يعترف أنه يعمل لصالح للتحالف العربي".
وقد اعتقل الحوثيون توفيق المنصوري ذو 33 عاماً، وهو صحفي في جريدة المصدر على شبكة الإنترنت في صنعاء، في يونيو / حزيران 2015. وكان صوت والدته ضعيفا عندما حاولت الحديث عن المتاعب التي مرت بها أسرتها، ويوضح ابنها الآخر، وضاح ذو 30 عاما أن توفيق نقل إلى عدد من السجون، وكانت آخر مرة تمكنت فيها الأسرة من زيارته قبل سبعة أشهر.
وقد فر العديد من العائلات التي قابلتها بلومبرج إلى مأرب للهروب من العنف، وضاح وأطفال أخيه الثلاثة وأمهم وأقاربهم الآخرين.
كما كانت عصمة ذات الأصل الصنعاني تجيب على مكالمات الخط الساخن من مأرب، وقد أدى ذلك إلى نمو السكان وازدهار محافظة مأرب حيث يبدو أن هناك تحسينات وبناء طرقات.