اعتبر القيادي المنشق عن ميليشيا الحوثي العميد جميل المعمري، أن نهاية مليشيات الحوثي مرهونة بقرار اقتحام صنعاء، مشيراً إلى دفاعات المتمردين الحوثيين داخل صنعاء مفككة وفي حال اقتحامها ستنهار الميليشيات بسرعة وسيلوذ عناصرها بالفرار.
وأكد أن تهديدات الحوثيين بخوض حرب شوارع في صنعاء تدخل في إطار ما يطلق عليه بـ«الظاهرة الصوتية» وليس هناك ما يسندها على الأرض من ناحية توفر المسلحين.
وشدد القيادي المنشق في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية، على أن نهاية الحوثي تعتمد أيضا على التخطيط المحكم والاجتياح السريع وقطع الإمدادات عن جميع المدن التي لا تزال الميليشيات تسيطر عليها، مضيفا أن المتمردين يعتمدون على تكتيك الدفع بالمجاميع والأفراد ما يفقدهم القدرة على المواجهة والصمود أمام أي قوة عسكرية مدربة.
وقال إن الميليشيا تعاني من استنزاف قواها البشرية، ولم تعد تمتلك كوادر عسكرية كافية لاستمرار الحرب، فضلا عن نقص التسليح.
وأكد المعمري أن الحوثيين في أضعف حالاتهم، وأن الانهيارات تضرب صفوفهم على مختلف الجبهات أمام الضربات الناجعة للجيش الوطني والتحالف العربي، ما دفع الانقلابيين إلى نقل عناصر ما يطلق عليهم بـ«اللجان الأمنية» المكلفة بالحراسات في صنعاء إلى الجبهات.
وأفصح أن ضباطا ينتظرون الفرصة السانحة للفرار من الحوثيين الذين لا يثقون في أحد، حتى الوزراء والمسؤولين ما دفعهم إلى فرض قيود شديدة على تحركاتهم.
وأضاف المعمري أن "حاجة الحوثي إلى المقاتلين اضطرته إلى التضحية بالأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين (12- 18 ً عاما) ككبش فداء في الصفوف الأولى لتشكيلاته، في ما يشبه العمليات الانتحارية".
وقال المعمري الذي كان مواليا في السابق للرئيس الراحل علي صالح: قبيل مغادرتي صنعاء جند الحوثيون مجموعات كبيرة من الفتيات لتعويض النقص في الكوادر الأمنية".
ولفت إلى أن السخط الشعبي في صنعاء ضد الحوثيين بلغ ذروته، ولكن المواطنين ينتظرون من ينقذهم من هذا الجحيم.
وحول مدى قوة الحوثيين، أكد أن قوتهم في صنعاء تراجعت بشكل ملحوظ، لكن «المتحوثين» من أصحاب المصالح من المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي والموظفين يتعاونون مع الحوثيين تحقيقا لأطماع شخصية، لكن تعاون هؤلاء مع الحوثيين لن يمتد إلى حد التضحية بحياتهم من أجلهم فهم يعقدون مصالحهم دائما مع الطرف المنتصر.
وكشف القيادي المنشق عن فرار 100 قيادي عسكري وسياسي من الموالين للرئيس السابق من صنعاء إلى عدن، مضيفا أن أغلب القيادات العسكرية البارزة الموالية لعلي صالح، التي لا تزال في صنعاء يتعرضون للاختطاف والإخفاء القسري، وبعضهم يحجم عن مغادرة العاصمة خوفا من الاختطاف والتصفية.
وفي ما يتعلق برؤيته لعسكريين أجانب يدعمون الحوثيين، أفاد المعمري أن هناك خبراء عسكريين أجانب من إيران وأوكرانيا وميليشيات عراقية وميليشيا حزب الله يقدمون الدعم والاستشارات، كاشفا أن هؤلاء الخبراء ينفردون بأعمال تطوير الأسلحة، خصوصا الصواريخ والتخطيط للعمليات الحربية.
وذكر أن هناك فصيلين يتنازعان سلطة الحكم في صنعاء؛ أحدهما بقيادة أبو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي، والثاني بقيادة عبدالكريم الحوثي عم زعيم الميليشيات وهذا الجناح يمثل إيران في إدارة الأمور في صنعاء.
وطالب المعمري الشرعية بفتح قنوات تواصل مع من يعتزمون الخروج من صنعاء والانشقاق عن الحوثيين، لافتا إلى أن هناك تخوفات لدى بعض الضباط في العاصمة من احتمال تعرضهم للمضايقات في المناطق المحررة، ما يجعلهم يترددون في الخروج رغم استعدادهم، وتواصلهم معنا حول هذه المسألة.