قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها حققت إنجازا كبيرا بحصولها على إذن للوصول إلى السجون في عدن. وكشفت اللجنة أنها انتهت يوم أمس الاثنين من أول جولة لها زارت خلالها 279 محتجزا في مركز احتجاز رئيسي بمدينة عدن.
ووصفت اللجنة السماح لها بالوصول إلى السجون في عدن، بأنه "إنجازا مهما سيسمح للعديد من الأسر معرفة مصير أحبائهم المفقودين". وفقا لما نشرته أمس على صفحتها الرسمية. وقال رئيس اللجنة بيتر ماورير، ضمن تغريدة على صفحته بتويتر: "نأمل أن نجلب راحة البال للأسر التي بحاجة ماسة لمعرفة أخبار مصير أحبائهم".
وكشفت تقارير دولية إنشاء دولة الإمارات سجونا غير رسمية (سرية) في المحافظات الجنوبية التي تديرها منذ تحريرها قبل عامين ونصف، وتحتجز فيها المئات بدون تهم، ولم يسمح لذويهم بزيارتهم. فيما تحتجز ميليشيات الحوثي الانقلابية آلاف الأشخاص في معتقلاتها بالعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها منذ ثلاث سنوات من الحرب.
وأشارت اللجنة الدولية، في سياق خبرها أمس، أنها زارت عدد من السجون بالعاصمة صنعاء خلال العام الماضي. وبحسب الخبر، فقد "بلغ إجمالي عدد المحتجزين الذين زارتهم اللجنة الدولية في اليمن خلال العام الماضي نحو 11 ألف مُحتجز".
إلا أن اللجنة مع ذلك، لم تنشر أية تقارير أو نتائج حول تلك الزيارات حتى الآن. حيث يعتقد أنه لا يسمح لها بمناقشة ذلك علنا، والاكتفاء بالمناقشة داخليا مع الأطراف التي تقوم بالاحتجاز.
ووصفت اللجنة زيارتها يوم أمس لأول مركز احتجاز بعدن، بأنها الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات. ويعلّق السيد بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية على هذا الأمر قائلًا: "هذه الزيارات التي أجريت في عدن هي حافز لنا، وهي الأولى من نوعها منذ انطلاق شرارة الأعمال العدائية قبل قرابة ثلاث سنوات".
وتابع قائلًا: "هذه الزيارات تضيف إلى الديناميات الإيجابية التي تُنتجها الزيارات المماثلة في صنعاء إلى المحتجزين على خلفية النزاع والمستمرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017".
وبحسب الخبر، فقد لجأت مئات العائلات من أرجاء اليمن ومن خارج البلاد إلى اللجنة الدولية طيلة الأعوام الماضية تلتمس معلومات أو أدلة تفيد في الكشف عن مصير ذويها، من بينها عائلات لم تكن تعلم ما إذا كان ذويها لا يزالون على قيد الحياة أم لا.
وأفاد السيد ألكسندر فيت، رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن قائلًا: "إن تقديم إجابة شافية عن سؤال بسيط مثل "هل ابني حيّ يُرزق؟"، وتمكّن العائلة من معرفة مصير من فَقدت، يُسهم في بناء ثقة متبادلة في أوساط المجتمعات المحلية اليمنية".
وأضاف السيد فيت بقوله: "مع اعترافنا بأن الزيارات التي أجريت في صنعاء وعدن أمر إيجابي، فلا تزال هناك حاجة إلى بذل المزيد. ونحثّ جميع الأطراف في اليمن على منح حق الوصول إلى جميع المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع الدائر في اليمن. فزيارات المحتجزين واجب إنساني حتمًا سيجني منه جميع الأطراف المنافع".
وتنظم عوائل المحتجزين وذويهم احتجاجات منتظمة، ولا سيما "رابطة أمهات المختطفين" التي تقوم بتنفيذ وقفات احتجاجية بانتظام في مختلف أنحاء البلاد ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، كما تنظم في عدن وقفاتها الاحتجاجية ضد التحالف الذي تقوده السعودية لاستمرار احتجاز أفراد أسرهن.
[للمزيد أقرأ: رابطة أمهات المختطفين بعدن تطالب الحكومة بالضغط لإطلاق سراح المختطفين]
وكانت منظمات حقوقية عديدة، منها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، اتهمت العام الماضي الإمارات العربية المتحدة بإنشاء مراكز احتجاز سرية، تقوم فيها بتعذيب المحتجزين. وجاء ذلك على خلفية تحقيق مطول أجرته وكالة انباء الـ"أسوشييتد برس" الأمريكية.
[للمزيد أقرأ: العفو الدولية تطالب بتحقيق أممي بانتهاكات الإمارات باليمن]
وفي نوفمبر الماضي، تم نقل عشرات السجناء من سجن سري إلى منشأة في المكلا الساحلية، حيث ما زال مصيرهم مجهولا حتى الأن. بحسب ما تناولته بعض التقارير الإخبارية.