كشفت وحدة الرصد بمركز العاصمة الإعلامي عن استحداث ميليشيات الحوثي 16 مقبرة جديدة في أمانة العاصمة فقط، منذ اجتياحها العاصمة اليمنية صنعاء 21 سبتمبر/ أيلول 2014م.
ويحتفل الانقلابيون بقتلاهم سنوياً في سياق ما تطلق عليه «أسبوع الشهيد» من خلال تدشين معارض صور وتزيين المقابر، ووضع صورهم عليها، وتعليق لافتات كبيرة في شوارع العاصمة صنعاء، تعمد من خلالها إلى تكريس ثقافة القتل، وتمجيده، سعياً منها لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين إلى جبهاتها القتالية التي تعاني نقصًا في المقاتلين.
وبحسب إحصائية المركز التي وصلت" يمن شباب نت" نسخة منها، فإن المقابر التي استحدثها الحوثيون في العاصمة صنعاء خلال ثلاثة أعوام، بلغت 16 مقبرة متوزعة على 10 مديريات، في حين شكا سكان في مديريات "السبعين والجراف وبيت بوس" من امتلاء المقابر الموجودة ما أدى إلى ارتفاع أسعار القبور نتيجة ازدياد عدد الوفيات وجثث مقاتلي الحوثي القادمة من جبهات القتال الذين سقطوا خلال المعارك مع القوات الحكومية، وبفعل ضربات طيران التحالف العربي الداعم للشرعية في مختلف الجبهات.
وتعد منطقة "الجراف" في مديرية الثورة غرب العاصمة صنعاء، (معقل الحوثيين)، من أكثر المناطق التي استحدثت فيها مقابر جديدة، حيث وصلت إلى أربع مقابر ذات مساحات كبيرة تقدر ما بين 2000 إلى 300 متر، دفن فيها الآلاف من قتلى الحوثيين.
كما استحدث الحوثيون مقبرة قبل عام في منطقة "بيت بوس" في مديرية حدة جنوب العاصمة، تبعد عن الخط الرئيسي كيلو مترات قليلة ومساحتها تقدر بـ"1200" متر تقريباً، بالإضافة إلى افتتاح مقبرة "أسموها بـ"الخلود" في حي السنينة بمديرية معين.
كما قام الحوثيون بتوسيع مقبرة واقعة في حي "السواد" حيث بلغت مساحتها 2300 متر، وافتتاح ثلاث مقابر جديدة في مديريات "بني الحارث والتحرير وشعوب"، وفي نهاية العام الماضي 2017 افتتح الحوثيين مقبرتين، الأولى في حي مذبح والأخرى في حزيز جنوب شرق العاصمة صنعاء.
وحولت ميليشيات الحوثي مساحات واسعة من الأراضي التابعة لبعض المرافق الحكومية في العاصمة صنعاء إلى مقابر جماعية لقتلاها، حيث دشنت قبل عامين "مقبرتين" خلف مبنى وزارة الخارجية في شارع الستين بصنعاء، وأخرى داخل حديقة نادي ضباط الشرطة.
ورصد فريق مركز العاصمة الإعلامي، استيلاء الحوثيين بقوة السلاح على أرضية تابعة لمواطن في حي السنينة، وحولوها إلى مقبرة.
وكشفت مصادر خاصة لـ"مركز العاصمة الإعلامي" أن ميليشيات الحوثي صرفت أكثر من 70 مليون ريال يمني (الدولار=450 ريال يمني) في أمانة العاصمة فقط، للإنفاق على تدشين معارض صور وتعليق لافتات قماشية ولوحات في شوارع وأحياء الأمانة. كما أجبرت التجار وأصحاب المحلات لتمويل فعاليات وندوات فكرية تستهدف طلبة المدارس والجامعات في سياق الاحتفالات بقتلاها.
كما وجّهت بإيقاف العملية التعليمة في جميع المدارس الحكومية والأهلية بأمانة العاصمة، لمدة شهر كامل، واستبدال الحصص الدراسية بفعاليات دعائية لصالح الجماعة طيلة هذه المدة.
ويُلاحظ تعامل الحوثيين مع قتلاها بـ"تمايز" وتقسيمهم إلى وطبقات بناءً على اعتبارات عنصرية وجهوية، فهناك مقابر من يسمون "القناديل"، وهم أبناء الأسر المرموقة، ومقابر خاصة لمن يطلق عليهم "الزنابيل"، وهم المقاتلون من عامة الشعب. حيث تختلف من حيث الشكل والعناية وفخامة التصميم، وهذا التزيين يُشعر الناظرين بالحفاوة والتقدير، ليخدعوا بذلك كثيرا من الناس البسطاء، ويجتذبون مزيدا من المقاتلين المضللين إلى جحيم المعارك ، بينما يبقى قيادات الجماعة في مساكنهم الآمنة.
يُشار إلى أن وحدة الرصد في مركز العاصمة الإعلامي، تحصل على معلوماتها بشكل سري للغاية من المديريات العشر لأمانة العاصمة.