كشف مسؤول في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، أن الحوثيين عطّلوا وصول 65 سفينة إغاثية إلى ميناءي الحديدة وصليف، إضافة إلى 567 قافلة إغاثية في مختلف المناطق اليمنية منذ أبريل (نيسان) 2015 حتى نهاية عام 2017.
وأوضح الدكتور سامر الجطيلي المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، خلال مؤتمر صحافي بالرياض أمس، أن الميليشيات الحوثية صادرت خلال الأشهر الأربعة الماضية نحو 363 شاحنة إغاثية، ونهبت 6315 سلة إغاثية، وعملت على المتاجرة بها في السوق السوداء في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وأضاف أن إجمالي المشاريع الإغاثية للمركز بلغت 308 مشاريع، بقيمة 967 مليون دولار، وبعدد شركاء بلغ 119 شريكاً، مشدداً على أن المشاريع الصحية الإغاثية لها الأولية.
ولفت الجطيلي إلى أن إجمالي المشاريع الإغاثية في اليمن حتى نهاية العام الماضي بلغت 821 مليون دولار بعدد شركاء وصل إلى 77 شريكاً، وأن عدد المشاريع 175 مشروعاً إغاثياً، وشكّل الإنفاق على المشاريع الإغاثية نسبة 84 في المائة من الأموال التي ضخها المركز.
وتطرق إلى أن عدد من تم إجلاؤهم خلال العامين الماضيين في اليمن بلغ 364 ألف شخص من رعايا 85 دولة، وأن عدد التصاريح الجوية بلغ 7590، موضحاً أن عدد المنافذ التي يعمل فيها المركز 16 منفذاً بطاقتها الكاملة.
وبيّن أن المركز نفذ 116 مشروعاً باليمن منذ عام 2015 وحتى 10 سبتمبر (أيلول) 2017 بمبلغ تجاوز 262 مليون دولار في قطاعات التعليم والحماية والتعافي المبكر الموجه إلى الأطفال، مستغرباً سكوت المنظمات الأممية عن ظاهرة تجنيد الأطفال.
وأفاد الجطيلي بأن الميليشيات الانقلابية جندت خلال النصف الأول من العام الماضي 568 طفلاً دون سن 18، فضلاً عن تجنيد 8 آلاف طفل منذ 2015 وحتى الوقت الراهن، منوهاً بأن المركز أطلق أخيراً المرحلة الثالثة من برنامج تأهيل الأطفال المجندين الهادف إلى إعادة تأهيل الأطفال، وتمكينهم من الانخراط في المجتمع، إذ يستهدف نحو ألفي مستفيد. وأوضح أن المركز أرسل طائرتين محملتين بالمساعدات الإغاثية إلى محافظة المهرة عبر مطار الغيطة، كما أنه استجاب بصورة سريعة ومنظمة للاحتياج الإنساني في المناطق المحررة باليمن، إذ أوصل المساعدات للمناطق المحررة حديثاً، أهمها منطقتا الهاملي وعسيلان.
وحول مستجدات تراجع وباء الكوليرا وانعدام الوفيات، قال الجطيلي: «لم يتم تسجيل أي حالة وفاة نتيجة الإصابة بالمرض خلال الأسابيع الماضية»، مؤكداً إغلاق منظمات عدة عياداتها المخصصة للكشف عن الكوليرا في مختلف محافظات اليمن، في إشارة واضحة إلى نجاح المساعي الرامية إلى وقف انتشار الوباء والسيطرة عليه، مستشهداً بالتقارير الإعلامية الصادرة من الجهات الحكومية التابعة للانقلابيين التي تفضح بعض الإحصاءات التي توردها بعض المنظمات الأممية بشكل خاطئ.
ولفت إلى أن المركز يتابع التقارير الطبية التي تتعلق بإصابة بعض الحالات بمرض الدفتريا في اليمن، وبناءً على تلك التقارير، فإن المركز سيوقع اتفاقية بقيمة 4 ملايين دولار لدعم اللقاحات الروتينية، ومنها الدفتريا، بالتعاون مع منظمة «اليونسيف»، وبالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية.
وعدّد المركز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن، لافتاً إلى أن المركز يتابع بقلق شديد اضطرار منظمات دولية إلى إجلاء موظفيها بعد تزايد المخاوف الأمنية في صنعاء، وسط تنامي عمليات تصفية معارضي الميليشيات والاشتباكات المسلحة، وأنه يتابع أيضاً التقارير الدولية التي أشارت إلى اقتحام المدارس ودور تجمع الأطفال لهدف تجنيدهم والزج بهم في ساحات الصراع، داعياً المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن إلى رصد الانتهاكات وإعداد التقارير حولها واتخاذ ما يلزم.
وحول الأوضاع في سوريا، أكد الجطيلي متابعة المركز ما يواجهه المدنيون في منطقة الغوطة ومحافظة إدلب وريف حماة من قصف متعمد أدى إلى تهجير ما لا يقل عن 75 مدنياً إلى العراء. كما تطرق إلى الأوضاع في بنغلاديش وإقامة بعض المشاريع، كاشفاً عن وجود مشاريع إغاثية في بعض المناطق بالعراق بعد الانتهاء من دراسة الوضع الإنساني.
وذكر أن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية باليمن يتم تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمستحقين فيها، إلا أن المناطق التي تسيطر عليها الميليشا الحوثية لا يزال تأمين وصول المساعدات للمستحقين يشكل تحدياً كبيراً، ولا يزال هناك شبه عدم تجاوب صريح من قبل بعض المنظمات الدولية لنداءات المركز بهذا الخصوص. وشدد المسؤول الإغاثي السعودي على أن المركز يراقب بدقة وصول المساعدات الإنسانية، وأنه أوقف بعض المشاريع الإغاثية بعد ثبوت تقاعس بعض المنظمات في توصيل المساعدات الإنسانية للمستحقين.