قال الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، مستشار الرئيس اليمني، عبد الوهاب الأنسي، "إن الحزب سخر كل إمكانياته وجهوده لمواجهة التمرد المدعوم من إيران".
وأووضح في حوار صحفي مع "اليوم" السعودية، أن اللقاء الذي جمعهم بولي العهد، خطوة مهمة لإخراس مروجي الخلاف داخل منظومة التحالف العربي، لافتا إلى أنه عزز العلاقات؛ ما أوقف بعض الصراعات الهامشية داخل جبهة الشرعية، التي حاول البعض استغلالها.
وجدد القيادي في الحزب، على عدم وجود أي علاقة تربط حزب الإصلاح بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن السعودية تحملت مسؤولية الحفاظ على الوضع السياسي في بلاده، ومنعت انزلاقه للفوضى.
نص الحوار..
? اليوم: كيف ترون نتائج اللقاء الذي جمعكم وسمو الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد؟
- صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بذل جهدا كبيرا في سبيل ترتيب هذا اللقاء الذي جمعنا بسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي نائب رئيس دولة الامارات، وكان اللقاء أخويا وإيجابيا وأهم ما نتج عنه أنه فتح نافذة للتواصل، وأتاح للأشقاء في الإمارات فرصة الاستماع لنا بدلا من السماع عنا، وشكل فرصة لنا لنسمع منهم بدلا من أن نسمع عنهم.
والحمد لله كان اللقاء مفيدا للتعريف بالإصلاح، ليس مثلما تم تصويره، وهو خطوة مهمة لإخراس الأصوات التي تعمل على إذكاء روح الخلاف داخل منظومة التحالف العربي خدمة لشركاء الانقلاب، وهو أيضا مناسبة لتلافي أوجه القصور في العلاقة وتعزيزها، بجانب أنه أوقف الصراعات الهامشية التي كانت تجري داخل جبهة الشرعية، ونستطيع القول إن الجهود التي بذلها سمو ولي العهد والتي نتج عنها هذا اللقاء، وكذلك تفهم ولي عهد ابوظبي سيحصن التحالف العربي ويبعده عن إشغاله بأمور هامشية لا تتناسب مع حجم المهمة الكبيرة والمعلنة التي يسعى إلى تحقيقها.
? هناك شائعات تشير إلى انتماء الحزب لتنظيم الإخوان المسلمين، ما ردكم عليها؟
- أولا، خط الاصلاح وموقفه بالنسبة للتحالف العربي غاية الوضوح، ويتمثل في البيانات المعلنة والمؤيدة للتحالف وأي رأي يخالف هذا التوجه لا يعبر عن حزبنا، وثانيا؛ يؤكد التجمع اليمني للإصلاح بمنتهى الوضوح والشفافية، وقطعا لأي تأويلات أو شائعات، عدم وجود أية علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ونحن كحزب سياسي أولوياتنا وطنية وكل جهودنا تصب مع شركائنا من القوى السياسية اليمنية في إخراج البلاد من محنتها الحالية واستعادة مسيرتها السياسية.
وأشكرك على طرح السؤال الذي أتاح لي تعريف التجمع اليمني للاصلاح كما هو، لا كما يردده خصومه؛ ونحن لا نعتبر انفسنا متهمين من قبل اخواننا في الخليج بل نعتقد انه ثمة لَبْس او نقص في المعلومات لديهم حول الاصلاح، واسمح لي عبر «اليوم» أن أوضح بعض الحقائق، بداية يرفض حزبنا استخدام اليمن كمهدد لأمن دول الجوار، وأي محاولة لانتزاع بلادنا من محيطها وإلحاقها بأي محور معاد، ونحن منذ الانقلاب بل ومن قبله، نرفض الحوثيين كجماعة مسلحة خارج نطاق القانون، وأعلنا انحيازنا لخيار الدولة والشرعية، ورفض الحوار في ظل احتجاز رأس الدولة الاخ عبدربه منصور هادي، وحينما انتقل الى عدن انتقلنا معه بكامل قوامنا لمساندته في القيام بدوره الوطني في حماية الشرعية والدولة الوطنية.
ويلتزم التجمع بالشراكة الكاملة مع القوى الوطنية والإقليمية والدولية تحت قيادة السلطة اليمنية بمحاربة الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله ومصادره، باعتباره خطرا يهدد أمن المنطقة والعالم؛ ويسيء إلى قيم الاسلام ومبادئه السمحة، أضف إلى ذلك، أن حزبنا الاول وربما الوحيد الذي أيد «عاصفة الحزم» بكل وضوح وفي بيان رسمي، والإصلاحيون منذ ان رفع شعبنا راية التصدي لخطر الحوثي؛ كانوا وما زالوا في الصفوف الأمامية مع إخوانهم في التحالف العربي بقيادة المملكة.
? تقييمكم لجهود التحالف العربي في استعادة أمن واستقرار اليمن؟
- تحمل الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم السعودية مسؤولية الحفاظ على الوضع السياسي اليمني ومنع انزلاقه للفوضى او الحرب الداخلية، وقد جاءت المبادرة الخليجية في سياق تحقيق هذه الغاية وفتح مسار سياسي سلمي يتسع لمختلف الأطراف اليمنية..
ولبى الاشقاء في المملكة دعوة القيادة الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، بإعلانهم عاصفة الحزم والأمل، وشكلوا لأجل اليمن تحالفا عربيا عريضا يهدف لدعم القيادة السياسية الشرعية حتى إسقاط الانقلاب، وبسط سلطتها على كامل التراب اليمني؛ كما أن عنوان عاصفة الحزم والأمل يحمل معنى استمرار الدعم والمساندة إلى ما بعد إنهاء الانقلاب وإعادة الاعمار.
? ماذا عن جهود مقاومة المخطط الإيراني والحيلولة دون تحقيقه؟
- خرج اليمنيون بكل فئاتهم للدفاع عن ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، في وجه عصابة رضعت التطرّف والطائفية، وما زال الى الآن، وحجم الوعي بالخطر الذي يمثله المتمردون صنع مقاومة رافضة لتحول البلاد لدولة مضافة وملحقة بنظام إيران، وذراع لتنفيذ أجندتها التدميرية في اليمن والمنطقة، والمقاومة المنخرطة في الجيش الوطني؛ يخوضان معركتهم التاريخية من اجل تثبيت حق اليمنيين في بناء دولتهم وحماية أمن المنطقة.
? ما دور الحزب في حشد الطاقات اليمنية لتحرير اليمن؟
- سخر التجمع، كل إمكانياته وجهوده لمواجهة تمرد (الحوثي - صالح) المدعوم من ملالي إيران، استجابة لنداء الواجب؛ وخضنا في الجانب المقاوم مع الجيش الوطني والقوى المجتمعية لاستعادة الدولة، والحيلولة دون انتزاعها من محيطها العربي، وجعلها ساحة لتقويض أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة لصالح مشروع صفوي طائفي إيراني عبر ذراعه الحوثيين، وأسهمنا في توعية الشعب بالشراكة مع منظمات المجتمع بخطورة الانقلاب على الشرعية، وعملنا مع الاحزاب السياسية على حشد الجهود المساندة للشرعية للدفاع عن بلادنا واستقلال قرارها وحمايتها من الفوضى، ودفع حزبنا مقابل ذلك ثمنا باهظا؛ فتعرضت مقراته للنهب وقياداته للاختطافات والاغتيالات.
? كيف تقرأ المشهد اليمني مع التدخلات الإيرانية؟
- لا ننسى أنها وراء الضربات الصاروخية التي تعرضت لها المملكة، فالقوة الصاروخية القادرة على الوصول إلى مئات الكيلومترات، لم تكن ضمن سلاح الجيش اليمني الذى استولت عليه الميليشيات؛ ما يؤكد أنها صناعة إيرانية، ولا تخفي إيران علاقتها بجماعة الحوثي بل وتتباهي بذلك، ومن قبل؛ أعلن مسؤولون إيرانيون أن صنعاء العاصمة الرابعة في تبعيتها لهم بعد بيروت ودمشق وبغداد، أضف لذلك دعمهم بالسلاح، ولا ننسى الجانب الإعلامي، ومثال قناة «المسيرة» التي تبث من جنوب لبنان، علاوة على توفير خبراء في كافة المجالات لخدمة الحوثيين والدفاع عنهم.
? بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما المتغيرات الجديدة؟
- هذا الحدث أثبت بصورة قطعية ان الميليشيا الحوثية غير قابلة للتعايش، ويعكس ضيقهم بالمقربين والشركاء؛ فما بالك بالآخرين، وفي المقابل هي فرصة للمؤتمر الشعبي العام ومناصريه بالانضمام للتحالف والشرعية بقيادة رئيس الجمهورية؛ بشكل رسمي ومعلن، للتوحد من اجل دحر هذه الجماعة المنحرفة.