قالت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، إنها تراقب بقلق تصاعد انتهاكات جماعة الحوثي ضد أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام القاطنين في مناطق سيطرتها، واستحداث سجون جديدة لاستخدامها في احتجاز المعارضين، شملت تحويل عدد من المساجد والجامعات إلى سجون ومراكز احتجاز كمسجد حذيفة في قاع القيضي وجامعة 21 سبتمبر الطبية في منطقة حِزيَز جنوبي صنعاء.
 
وأكدت في بيان لها – حصل يمن شباب نت على نسخة منه – أن" هذه هي موجة القمع الثانية التي يتعرض لها مدنيون في صنعاء على خلفية انتمائهم السياسي، ففي الوقت الذي ما يزال فيه مئات من أعضاء وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح في السجون التي أُدخلوا إليها بعد انقلاب 21 سبتمبر 2014، شهدت السجون موجة جديدة من المختطفين من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام".
 
وأوضحت أنها رصدت" خلال الأسابيع الماضية تزايدا ملحوظا لجرائم القتل والاختطاف، ونهب وتدمير ممتلكات خاصة، فضلًا عن عمليات تهجير لعشرات العائلات اليمنية ذات الصلة بـالرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح” بعد أن هاجم الحوثيون منزله ومنازل بعض أفراد عائلته بصنعاء أوائل شهر ديسمبر الجاري في أحداث انتهت بقتل صالح واعتقال من بقي على قيد الحياة من حراسته وبعض أقاربه بما في ذلك الجرحى الذين شوهدوا وهم يُرغَمون على مغادرة المستشفيات إلى أماكن مجهولة".
 
 وأضافت أنها حصلت" على كشوفات تحتوي أكثر من 160 اسمًا لقتلى ومصابين من قبل جماعة الحوثي لا يعرف مصير الجرحى منهم حتى الآن، بسبب اختطافهم من قبل الحوثيين من داخل المستشفيات بعد مداهمتها واقتيادهم إلى جهات مجهولة".
 
ووثقت المنظمة تدمير عدد من المباني السكنية والتجارية بشكل كلي أو جزئي بسبب الاشتباكات الأخيرة في العاصمة صنعاء كان أبرزها تدمير مجمع “سام مول” التجاري ومجمع “الكميم” التجاري، ولم يتمكن فريقنا من الالتقاء بالضحايا؛ بسبب نزوح البعض، ومن عاد منهم إلى منزله تعذرت مقابلته؛ بسبب الوضع الأمني الخطير، ومنع الحوثيين إجراء لقاءات مع المواطنين أو حتى تصوير الأماكن المتضررة.
 
كما رصدت" تعرض منزل الرئيس السابق صالح ومنازل أقاربه ومقرات المؤتمر الشعبي العام إضافة إلى مؤسسات صحفية تابعة للمؤتمر الشعبي العام لعمليات نهب واسعة من قبل مسلحين حوثيين، فيما نُشرت صور لشاحنات كبيرة وصغيرة تنقل أثاثاً من منازل يملكها قياديون في حزب المؤتمر".
 
وحصلت سام على شهادة تفيد أن أغلب القتلى الذين يتبعون “صالح” تم نقلهم إلى الثلاجة التابعة للمؤسسة الاقتصادية الكائنة في منطقة “عُصُر” غرب صنعاء، ورفضت قوات الحوثي تسليم الجثامين لأوليائها إلا بعد تعهدهم بعدم إقامة مراسم عزاء والاقتصار في عمليات الدفن على أُسَر القتلى فقط، بحسب بيان المنظمة.
 
وجاء في البيان" حصلت سام على شهادة تؤكد أنه في الثالث من ديسمبر الجاري، قام عناصر من جماعة “الحوثي” بمداهمة “المستشفى الاستشاري” في شارع الستين الغربي وأخرجوا منه خمسة من الجرحى من حراسة منزل الرئيس السابق صالح، واقتادوهم إلى جهة غير معلومة".
 
وتابعت" في قرية بني سراع في الطريق العام الواصل بين الطور وحجة (شمال غرب البلاد) وثقت “سام” مقتل 7 مواطنين يمنيين، وإعدام 4 آخرين، بينهم طفل، من قبل قوات الحوثي خلال الشهر الجاري، ورصدت أكثر من 64 حالة اعتقال لمواطنين يمنيين، وتهجير أكثر من 83 أسرة".
 
وفي الثاني من ديسمبر قتلت جماعة الحوثي أكرم الزرقة في مدينة حجة وسبعة من أقاربه ثم فجرت منزله ومنزل أحد أقاربه وتسبب التفجير بتهدم المنازل المجاورة وجرح مدنيين كانوا بالقرب من موقع التفجير.
 
كما أعدمت جماعة الحوثي المواطن “عبد السلام نجاد”، وطفل آخر من نفس العائلة لم يتجاوز العاشرة من عمره، حيث قام عدد من مسلحي الحوثي بمهاجمة منزل “نجاد”، وأصابوا العديد من أفراد عائلته بالرصاص الحي واعتقلوا بعضهم، وأفاد شهود عيان أن مسلحي الحوثي استخدموا الأسلحة الرشاشة وقذائف الـRPG ـ أثناء مهاجمة المنزل، وفق بيان المنظمة.
 
وبحسب البيان، فق" قامت قوات الحوثي بتصفية “ضيف الله زايد” و”محمد العقر” في محافظة “ذمار”، بعد أن تمكنت من القبض عليه جريحا مختبئا بمسجد في محافظة ذمار" ووثقت المنظمة" حوادث قمع واعتقال لنساء يمنيات بصنعاء؛ بسبب مطالبتهن بتسليم جثمان الرئيس السابق “صالح” بعد إعلان مقتله، حيث تعرضت المتظاهرات للضرب بعصي كهربائية واعتقلت مليشيا الحوثي أكثر من 50 متظاهرة في قسم شرطة 7 يوليو بصنعاء، ولا تملك المنظمة معلومات عن مصيرهن".
 
وختمت مطالبة" بإبعاد المدنيين عن نيران النزاع المسلح الجاري بين الأطراف المختلفة في اليمن"، داعية" إلى تشكيل لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن" وحثت" نشطاء حقوق الإنسان إلى العمل بشكل حثيث على توثيق هذه الانتهاكات بما يكفل تقديم المسئولين عنها للمحاكمة وضمان عدم الإفلات من العقاب".