أعتبر الدبلوماسي الأمريكي السابق نبيل خوري، إن إطلاق الحوثيون في اليمن صواريخ باليستية على السعودية غير مجدي، ولن يغير مجريات الحرب على الأرض، لكنه قد يوقعهم في الفخ، معربا عن خشيته من إمكانية حدوث ردة فعل أمريكية متهورة ضد الحوثيون. 
 
وقال خوري، الذي عمل في السابق نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن، في تصريحات للجزيرة، مساء اليوم، على خلفية إطلاق الحوثيون صاروخا باليستيا جديدا على الرياض، "إن الحوثيين بلا شك يقعون في الفخ بإطلاقهم هذه الصواريخ".
 
وأشار إلى أن صواريخ كثيرة قد أطلقت من قبل الحوثيين إلى السعودية خلال الفترة الماضية "لكنها لم تغير شيء على أرض المعركة".
 
وأضاف "كل ما يحدث هو أن هذه الأعمال تفتح عليهم أبوابا جديدة من الحصار ومن الصواريخ التي تأتيهم من الطائرات".
 
وحول الموقف الأمريكي من هذه الصواريخ، لاسيما بعد أن اتهمت واشنطن إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة، قال خوري: "ما أعرفه أن أمريكا لا تريد خوض أي حرب على الأرض في الشرق الأوسط، لكني أخشى أن تفكر هذه الإدارة المتهورة، بعض الشيء، بمساعدة التحالف وتنفيذ ضربات على الحوثيين"، مستشهدا في هذا الصدد بما حدث في حرب 2003 الأمريكية على العراق.
 
بريطانيا تدين وتؤيد تحقيق دولي
 
وأدانت بريطانيا بشدة الاعتداء الحوثي الجديد على الرياض بصاروخ باليستي اليوم. ودعا وزير خارجيتها دول المنطقة إلى تحرك دولي للحيلولة دون شن اعتداءات كهذه، تزيد التوترات في المنطقة.
 
وأعرب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في تصريحات، نشرت على موقع الخارجية البريطانية قبل قليل، عن تأييده القوي لـ"تحقيقات الأمم المتحدة في منشأ هذه الأسلحة"، مجددا التزام بلاده بدعم المملكة السعودية.
 
 وقال جونسون: "لقد هالتني المحاولة الأخرى لتنفيذ اعتداء صاروخي على الرياض في 19 ديسمبر"، مشيرا إلى أن "هذه هي ثاني محاولة مريعة من هذا النوع في غضون ستة أسابيع، والتي استهدفت مجددا منطقة مأهولة بالسكان".
 
وأضاف: "إنني أدين الحوثيين وبشدَّة على هذا الاعتداء الذي أعلنوا مسؤوليتهم عنه. لا بدّ أن يشعر الجميع بالامتعاض الشديد من تبجح الناطق باسم الحوثيين بأنهم استهدفوا ضرب القصر الملكي".
 
وقال: "أهيب بجميع الدول في المنطقة القيام بكل ما تستطيع لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والحيلولة دون شن اعتداءات كهذا، والتي تزيد التوترات في المنطقة".
 
 وتابع: "وإنني أؤيد وبقوة تحقيقات الأمم المتحدة في منشأ هذه الأسلحة، كما أرحب باقتراح الأمم المتحدة إجراء مناقشات مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة للنظر في أمر هذه التهديدات واتخاذ التدابير اللازمة ضد المسؤولين عنها".
 
واختتم وزير الخارجية البريطاني تصريحاته بتأكيد التزام بلاده دعم السعودية، قائلا: "وتظل المملكة المتحدة ملتزمة بدعم المملكة العربية السعودية في مواجهتها للأزمات الإقليمية والتهديدات الأمنية".

من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، عن ادانته الشديدة لإطلاق ميليشيا الحوثي الانقلابية صاروخا باليستيا على مدينة الرياض اليوم الثلاثاء.
 
ووصف الأمين العام هذا العمل الإرهابي الجبان بأنه يعبر عن حالة الارتباك واليأس التي تعيشها هذه المليشيات، وإصرارها على المضي في استهداف المدنيين الآمنين وتهديد أمن واستقرار المملكة، مشيدا بكفاءة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي التي تمكنت من اعتراض الصاروخ وتفجيره قبل أن يصل إلى هدفه، بحسب موقع الأمانة العامة للمجلس.
 
 وأعرب الأمين العام عن أسفه لرفض جماعة الحوثي الجنوح إلى السلم وتجنيب اليمن وشعبه ويلات الحرب، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والوقوف بحزم في وجه الميليشيا الانقلابية ضد إمعانها في استهداف المدن السعودية بالصواريخ البالستية، ومحاولاتها البائسة لتقويض الأمن والسلم في دول الجوار والمنطقة .