عطل المتمردون الحوثيون في اليمن خدمات الانترنت في ارجاء البلاد، في وقت يحكمون قبضتهم على العاصمة صنعاء، بحسب ما أفاد سكان ومنظمة حقوقية الكترونية وكالة فرانس برس السبت.
ويعتقد، على نطاق واسع، أن تعطيل الحوثيون الانترنت مرتبط بمحاولات للتغطية على ما يرتكبونه من فظائع وجرائم في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم.
ولم يشهد اليمن طول فترة الثلاث سنوات الماضية من الحرب تعطيل خدمات الإنترنت بهذه الصورة، حيث وصل الأمر إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال لوكالة "فرانس برس"، عامل الاغاثة محمود محمد الذي ينشط في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون "صفحتي على فيسبوك وتطبيق واتس اب هما اهم أداتين لدي، وبالكاد أستطيع استخدامهما...!".
واوضح أنه قادر على استخدم تطبيق واتس اب فقط، عبر شبكات افتراضية خاصة، وان انقطاع الاتصال يعوق عمله.
وقال محمد عبد الله المقيم في صنعاء "من الصعوبة بمكان دخول الانترنت وارسال رسالة. كل شيء معطل. لا يمكن فتح مواقع الاخبار".
وكان أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح يديرون وزارة الاتصالات. ولكن بعد مقتله، الاثنين، باتت تحت سيطرة المتمردين الحوثيين على غرار بقية المؤسسات.
وعطلت شبكة الانترنت عقب تداول ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، الخميس، أخبار ومقاطع فيديو تظهر اعتداء مسلحين حوثيين على تظاهره نسائية ضدهم بالعاصمة صنعاء.
وأوضح موقع "سميكس" الالكتروني، الذي مقره في بيروت ويدافع عن الحقوق الرقمية والالكترونية في العالم العربي، أن المتمردين الحوثيين عطلوا الانترنت بشكل كامل اعتبارا من مساء الخميس.
وقالت لارا بيطار الباحثة في الموقع لفرانس برس إن "لليمن مزود خدمة انترنت وحيدا هو +يمن نت+، وأي فصيل يسيطر عليه سيكون لديه القدرة على تعطيل الانترنت، لذا سجلت الاعطال في ارجاء البلاد وليس فقط في مناطق سيطرة الحوثيين".
واكد سكان في مناطق لا تخضع لسيطرة الحوثيين أنهم يواجهون صعوبات في دخول الانترنت.
وتابعت بيطار "مصادرنا في اليمن ابلغتنا ان هناك مخاوف من أن يستمر التعطيل". وحذرت المنظمة من ان تعطيل الانترنت يهدد أيضا قدرة المدنيين على الوصول لخدمات الطوارئ.
وأضافت أن "اليمنيين الذين تحدثنا إليهم اخبرونا انهم يعتقدون ان تعطيل الانترنت مرتبط بمحاولات للتغطية على فظائع وجرائم".
وحذرت الحكومة اليمنية في وقت سابق، بعد حجبهم وسائل التواصل الاجتماعي، من ارتكاب جرائم إبادة في صنعاء من قبل الحوثيين.
وفي الايام الاخيرة، هاجم الحوثيون محطة "اليمن اليوم" التابعة لحليفهم السابق صالح واعتقلوا 41 صحافيا وموظفا، فيما استهدفت غارات جوية للتحالف بقيادة السعودية السبت محطة تلفيزيون يسيطر عليه الحوثيون، ما أسفر عن مقتل اربعة حراس.
وتصاعد التوتر في صنعاء بعد انفجار الخلاف بين الحوثيين وصالح، وبلغ ذروته بمقتل الرئيس اليمني السابق في 4 ديسمبر الجاري في منزله بالعاصمة صنعاء.
واسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل 234 شخصا على الأقل منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر.
- المصدر: يمن شباب نت + فرانس برس