سلّمت منظمة الصحة العالمية اليمن أدوية من أجل التصدي لفاشية الدفتيريا التي اندلعت فيه، منبّهة إلى أن الاستمرار في إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن مسألة حاسمة الأهمية لوقف انتشار هذه الفاشية.
فقد وصلت يوم الاثنين (الموافق 27 تشرين الثاني/نوفمبر) إلى صنعاء شحنة الأدوية المؤلفة من 1000 قنّينة من مضادات السموم، المنقذة للحياة، و17 طناً من الإمدادات الطبية بعد توقفها جراء إغلاق الموانئ البحرية والجوية لثلاثة أسابيع.
وقال ممثل المنظمة القُطري في اليمن، الدكتور نيفيو زاغاريا: "إن لمن الصادم أن يموت الأطفال في عام 2017 بمرض قديم يمكن تجنبه باللقاحات ويسهل علاجه".
ويمكن لمضادات السموم أن تساعد في وقف انتشار البكتيريا إلى الأعضاء الحيوية في جسم المريض المصاب فعلياً بعدوى الدفتيريا. ولكن لم تكن توجد في اليمن قبل وصول شحنة منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين أي إمدادات متاحة من هذه المضادات.
وللمضادات الحيوية واللقاحات أهمية حاسمة أيضاً في علاج هذا المرض التنفسي الشديد العدوى والوقاية منه، غير أن اليمن يشهد نقصاً في إمدادات كل منهما.
وأضاف الدكتور زاغاريا قائلاً: "لقد مات الأطفال والبالغون في الأيام الأخيرة بينما كانت الأدوية اللازمة لإنقاذ حياتهم متاحة على بُعد لم يكن يتجاوز بضع ساعات منهم. فنحن بحاجة إلى أن يُتاح لنا الوصول إلى جميع مناطق اليمن باستمرار ودون قيد أو شرط لوقف هذه الأعداد الفادحة من الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والكوليرا، والدفتيرياً أيضاً حالياً".
وتعاود الدفتيريا التفشي على نحو مقلق في هذا البلد الذي مزقّته الحرب، ليبلغ عدد حالات الإصابة بها المشخّصة سريرياً 189 حالة ويصل عدد وفياتها إلى 20 حالة وفاة، معظمهم من الأطفال والشباب، في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وقد أُبلغ عن معظم حالات ووفيات الدفتيريا في محافظة إب، لكن فاشية المرض تنتشر بسرعة وقد ألمّت بالفعل بـ- 13 محافظة. وتقع أقرب نقاط للدخول إلى إب في صنعاء والحديدة، الأمر الذي يقتضي حتماً بقاء مطار صنعاء وميناء الحديدة مفتوحين.
وعلى الرغم من احتدام النزاع وعمليات الإعلاق الأخيرة للمعابر، واصلت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والجهات الشريكة عملها باستخدام الإمدادات المتاحة، فطعّمت 8500 طفل دون سن الخامسة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر في مديريتي السدة ويريم بمحافظة إب.
وأُطلقت يوم السبت (الموافق 25 تشرين الثاني/نوفمبر) حملة تطعيم تستهدف 000 300 طفل دون سن 12 شهراً. ومن المقرر إجراء المزيد من جولات التطعيم لأكثر من ثلاثة ملايين طفل وشاب في كانون الأول/ديسمبر في المديريات التي لها الأولوية.
وقد يُحدث مرض الدفتيريا، إن لم يسيطَر عليه، أوبئة مُهلكة، تصيب الأطفال أساساً.