قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، ألكسندر فيت، إن " أنظمة المياه والصرف الصحي في الحُديدة وصعدة وتعز توقفت عن العمل بسبب عدم توفر الوقود" مشيرا إلى أنه" ونتيجة لذلك، حُرم نحو مليون شخص الآن من المياه النظيفة والصرف الصحي في بيئات حضرية مكتظة بالسكان، في بلد لا يزال يتعافى ببطء من أسوأ تفشٍّ لوباء الكوليرا في العصر الحديث".
وأضاف البيان أن "مراكز حضرية كبرى أخرى، بما في ذلك العاصمة صنعاء، ستواجه الوضع ذاته خلال أسبوعين ما لم يُستأنف دخول السلع الأساسية على الفور".
وبيّن في بيان اليوم الجمعة، أن "توقف واردات الوقود والسلع الأساسية الأخرى طوال الأيام العشرة الماضية، أسفر عن انقطاع إمدادات المياه النظيفة في ثلاث مدن يمنية في الأيام الأخيرة، ما يضع قرابة مليون شخص تحت تهديد خطر تفشٍّ جديدٍ لمرض الكوليرا وغيره من الأمراض المنقولة عن طريق المياه".
وأغلق التحالف العربي حدود اليمن البرية، وكذلك موانئها البحرية ومطاراتها الرئيسية في أعقاب إطلاق صاروخ على العاصمة السعودية الرياض، ورغم إعادة فتح ميناء عدن ومطارها أخيرًا، إلا أن الشحنات الإنسانية لا تصل إلى معظم المراكز الحضرية الرئيسية، مثل صنعاء وتعز، حسبما قال البيان.
ويعتمد اليمن، الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 27 مليون نسمة، على استيراد 90 في المائة من احتياجاته، بما في ذلك الغذاء والأدوية والوقود.
وقال فيت "تعتمد المستشفيات والعيادات والخدمات الصحية العاجلة على المولدات في تأمين الكهرباء اللازمة لتشغيلها، والتي لن يمر وقت طويل حتى ينفد وقودها. الآن تواجه البنى التحتية الصحية في اليمن، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، خطر الانهيار الكلي بالفعل. يأتي هذا في وقت يسفر فيه تصاعد حدة القتال في أرجاء البلاد عن تزايد أعداد الجرحى. مخزوناتنا من الإمدادات الطبية تتناقص، وأخشى أن نقف قريبًا عاجزين عن تقديم الدعم الضروري إلى عشرات المرافق الصحية".
وأكد الصليب الأحمر أن العشرات من الموظفين العاملين في المجال الإنساني، ومن بينهم أفراد في فرقه الجراحية، لم يتمكنوا من العودة إلى ممارسة أعمالهم في اليمن.
كما جددت اللجنة الدولية نداءها العاجل للسماح بتدفق السلع الأساسية إلى اليمن، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام رحلات الإغاثة الإنسانية. وقال فيت "إن منع طائرات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى صنعاء، ومنع حركة العاملين في المجال الإنساني بحرية إلى اليمن ومنه يؤدي إلى شلّ أنشطة المساعدة الحيوية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين للبقاء على قيد الحياة".