قال السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، إن هناك تواصلا بين المسؤولين الأمريكيين ومليشيات الحوثي في إطار جهود بلاده لإيجاد تسوية تنهي الصراع الدائر منذ ثلا سنوات.
وفي رده على سؤال صحيفة" الشرق الأوسط" عما إن كان هناك تواصلا بين السفارة والحوثيين، أجاب السفير" التواصل تم الإبقاء عليه مع طرفي الصراع" في إشارة إلى وجود قنوات اتصال مفتوحة بين الطرفين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها وجود تواصل ولقاءات بين المسؤولين الأمريكيين والحوثيين الذين يرفعون شعار" الموت لأمريكا" لكسب التعاطف، وإنما سبقها لقاءات بين الطرفين بسلطنة عمان وشارك فيها من الجانب الأمريكي آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى(سابقا)، والسفير الأمريكي في اليمن ماثيو توللر، وتلاها لقاءات أخرى بعمان أيضا بينما التواصل مستمر.
وفي رؤيته للحل في اليمن، شدد السفير على ضرورة أن يكون مبنيا على 3 أسس، تتمثل في " وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين".
وأكد أن بلاده " تعمل مع شركائها في المنطقة، ودول أخرى مهتمة بهذا البلد بالغ الأهمية، على تحقيق سلام يوفر لليمنيين العاديين حياة مستقرة ومزدهرة".
وأضاف تولر في إجاباته التي وردت عبر البريد الإلكتروني: لا تعتقد الولايات المتحدة بأن هناك حلا عسكريا للصراع في اليمن الذي تسبب بمعاناة غير عادية للشعب اليمني على مدى ثلاثة أعوام، ونحث جميع أطراف النزاع باستمرار على وقف إطلاق النار والمجيء إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على حل شامل وثابت، مضيفا: اليمنيون أنفسهم فقط هم من يمكنهم أن يتفقوا على حل عادل ومُستدام.
وبسؤاله حول ما حققته واشنطن بعد تصريحاته السابقة عن أن الولايات المتحدة تقود جهوداً في اليمن، يقول تولر: نواصل التزامنا في تحقيق حل سياسي إلا أنه هناك مستوى عالٍ من انعدام الثقة وبعض الأطراف التي تستغل الصراع لتحقيق مصالحها وبالتالي بات التقدم نحو السلام صعباً.
ويستدرك السفير الأميركي بالقول: «لكن، ورغم هذا، حققنا بعض التقدم في الجانب الإنساني حيث قدمنا مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 637 مليون دولار حتى نهاية العام الذي انتهى بتاريخ 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وقد أعانت هذه المساعدات نحو 6 ملايين نسمة (5.9 مليون) في مكافحة سوء التغذية، ومرض الكوليرا، والنزوح نتيجة للحرب، وأعتقد بأن عملية التنسيق بين الولايات المتحدة والمانحين الآخرين الأسخياء قد شهدت تحسناً ملحوظاً».
وعن وجود أي إشارات إيجابية من الحوثيين أو صالح تعبر عن رغبتهم في العودة إلى طاولة المفاوضات، يؤكد على اعتقاده بأن «كلا الطرفين جاهز للمفاوضات الجادة لإنهاء المعانات الفظيعة التي يعانيها شعبهم حيث تريد الغالبية العظمى من الشعب اليمني تحقيق السلام»، كما يعتقد «بأن هذا مع حسن النوايا، يجب أن يتحقق بأسرع فرصة ممكنة إذ أن الدمار استمر بما يكفي».