حذرت دراسة من خطر تمدد تنظيم القاعدة إلى الحدود اليمنية السعودية في ظل حرب على الارهاب وصفتها ب(غير الجدية) وأدت إلى انسحاب للقاعدة بكامل عتادها العسكري من المناطق التي سيطرت عليها إلى مناطق جديدة.
ووصفت دراسة مركز أبعاد للدراسات والبحوث، الحدود اليمنية السعودية بـ(حدود جهنم) في حال تمكنت الحركة الحوثية من السيطرة على المناطق الحدودية الشمالية الغربية وسيطرة تنظيم القاعدة على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية.
"الدراسة التي تأتي ضمن سلسلة دراسات تحت عنوان (توحش الارهاب في اليمن) تناولت في 76 صفحة ما أسمته بـ(الحرب الهشة على القاعدة)، منتقدة خطأ التحالف العربي في محاربة الميلشيات الارهابية بميلشيات مسلحة بعيدا عن أدوات الدولة اليمنية .
وأشارت الدراسة التي صدرت عن وحدة الاستراتيجيات في مركز ابعاد للدراسات إلى خطورة استخدام الامارات العربية المتحدة الحرب على الارهاب كغطاء لتحقيق السيطرة على الموانيء وحقول النفط، خاصة وان المعارك على الأرض تنتهي بانسحابات للقاعدة مع الحفاظ على قدراتها العسكرية.
وأوصت الدراسة، بوضع اجراءات جديدة تراعي البيئة المعقدة وتتجنب الأخطاء لتخليص اليمن من ظاهرة الإرهاب ، مؤكدة ان لا يتم ذلك " إلا بوجود دولة قوية تملك جيشاً وأمناً بعقيدة وطنية كاملة، وأن الميليشيات لا تنتج إلا ميليشيات مماثلة تتسع في الجغرافيا وتحول الصراعات السياسية إلى صراعات مناطقية وعرقية وطائفية معقدة".
وناقش الفصل الثاني نشاط تنظيم القاعدة في اليمن وقدراته العسكرية ومناطق نفوذه، وإمكانيات حشده المقاتلين، مستفيداً من المرونة التي أبداها من الناحية الاجتماعية ليكسب له معاقل جديدة تحميه وتأوي أنصاره، مشيرة إلى سلوك التنظيم تجاه المتغيرات السِّياسية في البلاد التي أعطته زخماً إضافيا، إضافةً إلى ما قدمته المواقع السوداء والسجون السرية مع الأخطاء الكارثية لطائرات بدون طيار، والتي أكسبته أنصارا من أجل الانتقام والثأر، ضاعف ذلك الزخم اسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء وسيطرتهم على البلاد.
وكان الفصل الثالث من دراسة أبعاد حول الارهاب في اليمن قد تطرقت إلى تحولات الدور الأمريكي الجديد بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة ، وتظهر مؤشرات التحول الأمريكي من خلال رصد تقدمه الدراسة لـ100 اليوم الأولى من نشاط إدارة ترامب في اليمن، وهو ما يعدل ولاية أوباما كاملة، مؤكدة ان الهجوم البري الأمريكي على قرية وسط اليمن وقتل عشرات المدنيين دون تحقيق أهداف يشير بوضوح إلى فشل أولي لما تريد إدارة ترامب تحقيقه.
أما الفصل الرابع، فقد ناقش عمليات مكافحة الإرهاب للتحالف العربي الذي انطلق في اليمن لمواجهة الحوثيين في مارس2015م. وتشير المعلومات إلى أن العمليات العسكرية ضد القاعدة لم تكن جدية وشابها كثير من الاستغلال بعكس الحرب ضد القاعدة في 2012 .
وتطرقت الدراسة لعمليات تجنيد ميلشيات لمكافحة الارهاب بعيدا عن أدوات الدولة واختيارها بناءً على اعتبارات قبلية ومناطقية ما جعلها ترتكب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان ضد المدنيين وهو ما يهيئ للقاعدة والجماعات الارهابية مناخا مناسبا للتجنيد.