ينهار التعليم في تعز تدريجيا ولهذا يجب عودة فتح المدارس الرسمية أمام الطلبة كونها السبيل الأهم في تحقيق التقدم في تعز ذات الكثافة السكانية العالية مالم يتم ذلك فإن مؤشرات انهيار جبهة التعليم باتت وشيكة.
والمؤسف أن الحكومة الشرعية سارت على النهج القديم في التجهيل فلم تستطع حل الإشكالات المؤدية إلى إضعاف إرادة المقاومة في ظروف الحرب المتقلبة التي تواجهها؛ ويدرك الجميع أنه عندما تكون جبهة التعليم قوية سوف تصمد بقية الجبهات؛ وعندما تضعف تتهاوى كل الجبهات التعليمة والاقتصادية ،والقيمية ،والاجتماعية ،والسياسية خلفها مباشرة، وسيكون الحصاد مر في المجتمع الذي نعيش فيه ،وتعود الحياة إلى ماقبل ثورة سبتمبر 1962م ،وهذا ماهو كائن منذ ثلاث سنوات مضت في صراع خفي لتدمير التعليم العام.
تجويع المعلم يسلبه حق الحياة
في هذا السياق قال مراد سعيد صالح :"إن الحكومة الشرعية غير قادرة على حسم ما لم يحسم، والأولى أن تجعل العملية التعليمية قوة محركة للبناء ،وتجنب ما جرى من تجويع وتركيع وترويع المعلمين ،وتوالي الهزائم النفسية واختطاف البعض وسجن آخرين لاتدل على احترام العلم والمعلمين".
من جانبه قال التربوي جميل سيف:" ما فعلته الحكومة من اهمال لايوازي الاهتمام بالعملية التعليمية وهي لم تتعلم من دروس ثورات العالم لخلق أمة قوية غير قابلة للتذمر في فترة الحرب وذلك بالحفاظ على قاعدتها الشعبية بأي ثمن، ولذا فإن إهمال المعلم ،وإغلاق المدارس أمام الطلبة المتعلمين ستكون نتائجه كارثية على هذا الجيل ،ومن أولى الاولويات الإهتمام بتعليم قيم الحرية والعدالة والمساواة، والعمل على بناء الإنسان المعتز بنفسه ولغته وإمكاناته، وقدراته لكي يقاوم الاستبداد وعدم الاستسلام في كل الجبهات بالتوازي".
جبهة التعليم توازي الجبهات المسلحة
إلى ذلك قال خالد عبدالواحد :"إذا اردنا الانتصار فيجب أن تكون المقاومة بنصف الشعب، والنصف الآخر يقوم بتعليم الأطفال، لأن الإيمان بجبهة القتال لا يجب أن يؤدي إلى سقوط جبهة التعليم، بل يجب تغيير منهج الفيد والفساد بمسمياتها المختلفة ،وكذا قياس الإيمان بالتعليم، والاتجاه نحو القرى في الريف ،وتعليم الطلبة وإكرام التربويين، ونقل التدريس إلى الخنادق، بدلاً من إيقاف التعليم لأن تعز تدرك أن الحروف تتحول إلى أسلحة لا يمكن مقاومتها، وأن المعلمين الذين أصروا على التعليم في ظروف الحرب، لابد أن يكونوا رموزا وطنية مؤثرة؛ فلا أحد يعرض نفسه للخطر إلا من أجل قيمة سامية، فالجندي ،والمعلم لا يزالان مصدر قوة لأي مجتمع".
ثقافة الغش
في السياق ذاته عبر أيمن خالد عن :"أسفه من تكريس الغش في الامتحانات فتتحول العملية التربوية من تعليم إلى تجهيل وهذه صورة من صور الفساد التي تحتاج إلى حلول جذرية بسرعة، ولا بد من احترام أرباب العقول وإسناد المهام لهم لأنهم ذوي أفق واسع ولديهم خبرات تنعكس إيجاباً على العملية التربوية إذا اراد صناع القرار ذلك لا أن يترك الحبل على الغارب وتتحول الامتحانات إلى جبايات باهظة مقابل تسهيل عملية الغش ونيل معدلات عالية دون مجهود وتكريس ثقافة الغش الاجتماعي".
عام دراسي متعثر
التربوية أفراح قالت :"بدأ العام الدراسي2017/2018م ولم تبدأ الدراسة بعد عام مضى بلا مرتبات أما المعلم مازال يعاني شظف العيش ويتألم وهو يجد أبنائه يتضورن جوعا ولهذه الأسباب فلابد من إنصاف المعلم كونه حجر الزاوية في العملية التعليمية كونه يحمل رساله ساميه ،ولابد من احترامه وتوفير مرتباته".
وأضافت:" هناك مؤشرات عن تغير المنهج من قبل جماعة الحوثيين وبهذا سيكون القادم تعليم بمنهجين مختلفين ينتج ضدين متحاربين وستبقى تعز تدفع الثمن دون مقابل فيما التعليم معطل بالمدارس الحكومية ،ومتاح في المدارس الخاصة لأولاد الذوات وهذا محزن لعموم الناس ،خاصة الفقراء".
محمد المقطري قال :"عدم صرف المرتبات للموظفين والعمال، والتربويين، تعتبر كارثة تعصف بتعز نحو المجهول، كما أن إغلاق المدراس الحكومية يثبت التآمر على قطاع التعليم واستهداف ممنهج لتميز تعز في العلم والثقافة حيث انها تمتاز بتخريج كوادر بشرية لاتقل أهمية عن الموارد المعدنية. والنفط والغاز".